غزوة بدر الكبرى -2-

 

2 – ما القوى التي اشتركت فيها من الفريقين؟

3 – ما أهم أسباب انتصار المسلمين وهزيمة المشركين في هذه الغزوة؟

 

2 – ما القوى التي اشتركت في هذه الغزوة من الفريقين؟

أما قوة المسلمين فكانت ضعيفة؛ لأنهم ما خرجوا لحرب ولا قتال، وإنما خرجوا للقاء العير، ولهذا كان عددهم 314 رجلاً، منهم 83 من المهاجرين، و 61 من الأوس و 170 من الخزرج، وكان عتادهم ثلاثة أفراس وسبعين بعيراً يعتقبونها، وبعض أقواس للرماية، ورماح للمبارزة.

وأما قوة المشركين فكانت وفيرة، لأنهم استعدوا للحرب والقتال، ولم يتخلف قادر في مكة عن الخروج في النفير، ولهذا كان عددهم ما بين 900 وألف رجل، ولكل واحد منهم فرس أو بعير، ومعهم كثير من الأقواس والرماح، وكل ما يستخدم في الحرب والقتال، وبينهم أمهر الرماة والمبارزين، ويتقدم الجميع سادات قريش وصناديدها.

هاتان قوتان غير متكافئتين ولا مُتقاربتين، فالعُدوة القصوى من الوادي تموج بعدد من المشركين وفير وبالأفراس والإبل والقسي والرماح وكل مظاهر القوة والعزة، والعُدوة الدنيا فيها قلة من المسلمين، وذلة من ضعف العدد وفوات الفرصة، وإلى هذا أشار الله سبحانه بقوله: [وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] {آل عمران:123}.

ابتدأ القتال في صبيحة 17 من رمضان على عادة العرب بالمبارزة، فخرج ثلاثة من رؤوس المهاجرين وهم: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، لثلاثة رؤوس المشركين، وهم: عتبة بن ربيعة وابنه الوليد، وأخوه شيبة، فأجهز حمزة على عتبة، وأجهز عليّ على الوليد، وأعانا عبيدة على شيبة حتى أجهزوا عليه بعد أن جرح عبيدة جرحاً مات منه بعد أيام، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب يقول وهو يُلبس علياً درعه للمباركة: اللهم إنك استشهدت عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب في بدر، وحمزة بن عبد المطلب في أحُد، وهذا علي يبارز عمرو بن ود  [رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِينَ] {الأنبياء:89}، وبعد المبارزة التقى الجمعان، واغبرَّ الجو وعلا الضجيج والعجيج، وما انتصف النهار حتى كان الصوت الذي يدوِّي في ساحة بدر: الله أكبر، الله أيَّد المسلمين بنصره!

ما أهم أسباب انتصار المسلمين وهزيمة المشركين في هذه الغزوة؟

انتصار المسلمين على المشركين في غزوة بدر، من الظواهر العجيبة، ومن النتائج التي لا تتفق ومقدماتها، لأنَّ جيش المسلمين كان من جهة العَدد ثلثَ جيش المشركين، وكان من جهة العُدد لا يكاد يوازَن بجيش المشركين، و الفئتان من عنصر واحد وهو العنصر العربي، وقد توافرت لكل منهما الأسباب الدافعة إلى القتال، فالمسلمون يقاتلون في سبيل دينهم ونصرة رسولهم ودعوته، والمشركون يقاتلون في سبيل شرفهم وكرامة آلهتهم والمحافظة على ما وجدوا عليه آباءهم، وحَميَّةُ كل فريق لما يدافع عنه لا تقل عن حمية الفريق الآخر، فما الأسباب التي أدَّت إلى هذا الانتصار للمسلمين، والهزيمة الساحقة للمشركين؟

بعض الباحثين من المؤرخين هالهم هذا الانتصار المبين، ورأوه ظاهرة خارقة للعادة، ولهذا رجَّحوا أنَّ سببه أمر خارق للعادة، وقرَّروا أنَّ الله تعالى أمدَّ المسلمين في غزوة بدر بجيش من ملائكته قاتلوا معهم وكانوا في صفوفهم، وهذه معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، وبرهان على أنه رسول الله ويقاتل في سبيل الله.

واستدلوا على ما ذهبوا إليه بقوله تعالى: [وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ(124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125)]. {آل عمران}.

وبقوله تعالى: [إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ] {الأنفال:9}. 

وبقوله سبحانه: [إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ] {الأنفال:12}.

وبما روي في بعض الآثار من أنَّ الملائكة الذين قاتلوا مع المسلمين ببدر كانوا يلبسون عمائم صفراء مُرخاة على أكتافهم، وكانوا يركبوا الخيل البلق.

فأخذوا من ظاهر تلك الآيات ومن هذه الأخبار أن الملائكة قاتلوا مع المسلمين قتالاً حسياً، وأنَّ جيش المسلمين ببدر كان مكوناً من 314 رجلاً من المهاجرين والأنصار، ومن ثلاثة آلاف ملك، وهذا هو سبب انتصار المسلمين وهزيمة المشركين، وقد شغلهم هذا السبب عن الأسباب الأخرى التي توافرت في الجيش الإسلامي ووحدته وقيادته، وتفانيه، واستماتته.

وأنا أخالف هؤلاء الباحثين في موضعين: 

الأول في فهمهم أنَّ الإمداد بالملائكة كان إمداداً حسياً، وفي أن الملائكة قاتلوا حقاً مع المسلمين. 

والثاني: في إغفالهم الأسباب التي توافرت للجيش الإسلامي من ثقة بالنصر، ووحدة شاملة، وقيادة حكيمة، وقوة إيمان. 

فهذه الأسباب الظاهرة التي توافرت لهم هي التي استحقوا عليها من الله تعالى أن يمدهم بروح منه، وأن يثبت قلوبهم، ويلقي الرعب في قلوب أعدائهم، ومن تظافر ما توافر لهم من الأسباب الظاهرة، وما أمدهم الله تعالى به من القوة المعنوية كتب الله سبحانه لهم النصر المبين.

وأنا أبيِّن أظهر الأسباب التي أدَّت إلى انتصار المسلمين ببدر، ثم أفصِّل المراد من الإمداد بالملائكة بعض التفصيل.

1 – دستوريَّة القائد وحكمته:

تجلَّت في غزوة بدر الكبرى دستوريَّة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحكمته وسياسته، وبهذه الدستورية المثالية، والحكمة السديدة ملكَ قلوب من معه، وجمعهم على التفاني في نصرته، والدفاع عن دعوته.

فمن مظاهر ديمقراطيته صلى الله عليه وسلم: أنَّ المسلمين ما كان معهم إلا سبعون بعيراً يعتقبونها، كل اثنين منهم أو ثلاثة أو أربعة يَتَعاقبون على بعير، وما ميَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عنهم في هذا، بل كان كواحد منهم، وكان صلى الله عليه وسلم هو وعلي بن أبي طالب ومرثد بن مرثد الغنوي رضي الله عنهما يعتقبون بعيراً واحداً.

ومن مظاهر دستوريته صلى الله عليه وسلم: استشارته أصحابه في كل موقف واجههم، فقد استشارهم مرتين: مرة حين علموا بعد أن خرجوا من المدينة أنَّ قريشاً جهَّزت لهم نفيراً كامل العدد والعُدد، وظنُّوا أنهم قد لا يكونون أمام عير بل أمام جيش قوي يفوقهم عدداً وعدة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي صحابته من المهاجرين والأنصار.

وما مضى في المسير إلا بعد أن رأوا المضي فيه وقالوا ما دلَّ على قوة إيمانهم وصدق عزيمتهم، ومرة أخرى حين علموا وهم بالقرب من بدر أن العير نجت في إيابها ووصلت إلى مكة، وأن جيش قريش بتمام أهبته في العُدوة القصوى من وادي بدر، وأيقنوا أن الغنيمة المالية فاتتهم، وأنهم أمام الحرب لا محالة، وفي هذه الشورى ظهر ضعف بعض المسلمين ورغبتهم في أن يعودوا، لأنَّ العير نجت، وهم خرجوا للقائها، ولكن رأي ذوي الإيمان القوي والعزيمة الصادقة من المهاجرين والأنصار غلب رأي هؤلاء الضعفاء، وأشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسير، وليكن ما قدَّر الله تعالى.

ومن مظاهر دستوريته صلى الله عليه وسلم: أنَّ المسلمين لما نزلوا نزلوا بأقرب ماء إليهم من بدر، فقال له الحُباب بن المنذر رضي الله عنه: أهذا منزل أنزلكه الله تعالى، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال الحُباب رضي الله عنه: ليس هذا بمنزل أرى أن ننزل أبعد ماء من بدر ليكون ماء بدر كله في حوزتنا، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إرادة الحُباب، ونقل الجيش مكانه الذي رآه.

فبهذه المساواة ملك القائد قلوب جنده، وبهذه الشورى محَّص القائد ما في نفوس جنده، وأشعر كل جندي بما عليه من التبعة، وبهذه الدستورية انتفع بخبرة الأكْفَاء، وسديد الآراء، ووحَّد الكلمة وجمع القلوب، وكان هذا من أول عوامل انتصار المسلمين.

2 – إخلاص الجند وثقتهم بالنصر:

أراد الله تعالى بنجاة عير قريش في إيابها كما نجت في ذهابها، أن يزكي نفوس المسلمين من الأطماع الماديَّة، وأن يجعلهم في مُواجهة قتال لإعلاء كلمة الله سبحانه، لا في مواجهة غنائم مادية يكسبونها، ولهذا لما رجح رأي المؤمنين على رأي المترددين سرت في الجيش الإسلامي روح إخلاص في الجهاد لنصرة دين الله تعالى وحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسوا العير وما في العير، ونزلوا الميدان بهذه الروح، فأمدَّهم الله تعالى وألهمهم السداد: [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ] {العنكبوت:69} 

كذلك لما تراءى الجمعان ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة عدد المسلمين وضَعف عُددهم، وكثرة المشركين وقوة عددهم، أشفق على المسلمين وأخذ منه الخوف فالتجأ إلى الله تعالى في هذه الشدة ووقف في عريشه مستقبلاً القبلة داعياً متضرعاً مبتهلاً، تفيض عيناه بالدمع ويرفع يديه إلى السماء وهو يقول: (اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تحاول أن تكذب رسولك، اللهم فنصرَك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد). 

وما انتهى من دعائه حتى تبدَّل خوفه أمناً، وإشفاقه اطمئناناً، وأيقن أنَّ الله تعالى ناصره، فبشَّر المؤمنين، نزلوا الميدان واثقين بنصر الله سبحانه، وقوة الواثق لا تعدلها قوة، وروح الواثق لا تقاوم.

3 – ومن أهم عوامل انتصار المسلمين وهزيمة المشركين ببدر:

أن المسلمين نزلوا الميدان في قلة من العدد، فأخذوا حذرهم، ونظموا صفوفهم، واستبسلوا، وزاد حميتَهم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، وهم يضحون بكل عزيز حماية له، ونصرة لدينه، وأما المشركون فقد نزلوا الميدان مختالين بكثرتهم وقوتهم فخورين بأبطالهم وساداتهم، مستهترين بخصمهم، ومن شأن المغرور المختال بقوته الاستهانة بخصمه، وكثرة العدد وقوة العُدد مع التهاون والاستهتار لا تغني شيئاً، وكم من فئة قليلة حذرة يقظة غلبت فئة كثيرة مغرورة مستهترة، ولهذا لما ابتدأ القتال بالمبارزة، وانجلت المبارزة عن قتل عتبة وأخيه شيبة وابنه الوليد، صدمهم هذا صدمة شديدة، وفتّ في عضدهم، وأضعف من عزيمتهم، والصدمة في أول خطوة تميت القلب، وتجعل الخطوات التي بعدها متعثرات.

4 – الإمداد الملائكي:

صرَّح الله سبحانه في القرآن بأنه أمدَّ المؤمنين ببدر بالملائكة قال تعالى: [أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ] {آل عمران:124}. وقال سبحانه: [إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ] {الأنفال:9}.

ولم يصرح سبحانه بحقيقة هذا الإمداد، هل هو إمداد حسي بجيش ملائكي قاتل حقيقته مع جيش المسلمين، أو هو إمداد معنوي بروح إلهية ونفحات علوية ثبتت قلوب المسلمين وقوَّت روحهم المعنوية؟

الذي أختاره أنَّ الإمداد بالملائكة هو كناية عن التأييد الإلهي، بتثبيت قلوب المؤمنين، وتوفيقهم، وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، والملائكة هم جند الله تعالى ورمز معونته وتأييده.

وإنما اخترت هذا، لأنَّه لو كان الإمداد حسياً وأن الملائكة قاتلوا حقيقة جيش المشركين، لكان الانتصار نتيجة قتالهم، وتلاشت جهود الجيش الإسلامي ومزاياه وخططه، لأنه إذا نزل الملك الميدان فلا حاجة إلى أي مجهود سواه، ولا حاجة إلى تنظيم صفوف جيش المسلمين، وتحريضهم على القتال، وحثهم على الصبر والثبات، لأنَّ الملائكة كفوهم مؤنة الحرب والجهاد.

ولأنه لو كان الإمداد حسياً لم تكن حاجة إلى إمداد المسلمين بألف من الملائكة أو بثلاثة آلاف، لأن ملكاً واحداً يهزم أقوى جيش، فإنه قوة من الله تعالى ولا تقاومها أية قوة.

ولأنه لو كان الإمداد حسياً كانت غزوة بدر غزوة صورية ظاهرها بين المسلمين والمشركين وحقيقتها بين الملائكة والمشركين، وفي هذا إهدار بلاء المسلمين وثباتهم وما احتملوه من شداد. 

فالذي يطمئنُّ إليه قلبي، ويتفق مع سنن الله تعالى الكونية، أنَّ الله سبحانه لمَّا محَّص المسلمين وطهَّر قلوبهم من الأطماع المادية، واتجهوا بجهادهم إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي نصرة الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم هداهم سبيله المستقيم في وضع خططهم، وفي كل خطوة من خطواتهم، وبشَّر رسولهم بالنصر، وثبَّت قلوبهم، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم، وعبَّر عن هذا كله بإمدادهم بالملائكة، ولهذا قال سبحانه: [إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ] {الأنفال:12}. فهي تثبيت للذين آمنوا، وإلقاء الرعب في قلوب الذين كفروا، وأما قوله تعالى: [فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ] فهو خطاب للذين آمنوا، أي: بهذا التثبيت لكم، وإلقاء الرعب في قلوب أعدائكم، لا تهابوا، فاضربوا فوق الأعناق. 

فأسباب انتصار المسلمين ببدر، حكمة قائدهم، وإخلاصهم، ووحدة كلمتهم، وثقتهم بالنصر، وتفانيهم، وأيدهم مع هذا كله إمداد الله تعالى لهم بمعونتهم وتوفيقهم، وتثبيت قلوبهم، وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، ومن جاهد في سبيل الله أحبَّ الله جهاده فأيَّده، ومن جاهد في سبيل الشرك والضلال كره الله تعالى انبعاثه فثبَّطه.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. 

المصدر: (مجلة لواء الإسلام، العدد الثاني، المجلد الثاني، شوال 1367 أغسطس 1948).

الحلقة السابقة هــــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين