الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يدعو الشعب المصري إلى وحدة الصف والالتفاف حول الشرعية، واستحضار عظمة مصر وحضارتها في تصرفاتهم.
ويعتبر الدستور ضروريا لتحقيق الاستقرار والتنمية وتحسين المعيشة
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما يجري في مصر الحبيبة من محاولات لإثارة الفتن، وتمزيق أبناء الوطن الواحد، والتآمر على الشرعية، والانقلاب على سلطة الرئيس المنتخب.
كما يتابع بكل اهتمام دعوة الرئيس محمد مرسي جموع المصريين للاستفتاء على مسودة الدستور، الذي صاغته الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، تلك اللجنة التي توافق على تشكيلها القوى السياسية قاطبة، ثم تنكر البعض لها.
ومن خلال هذه الأحداث يرى الاتحاد ويؤكد ما يلي:
أولاً: يدعو الاتحادُ الشعبَ المصري بكافة أطيافه إلى دعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في مصر، وإلى نبذ العنف بجميع أشكاله ومظاهره، ويؤكد أنه لا سبيل لحل المشكلات الوطنية إلا بالحوار، تمهيدًا للتوصل إلى آليات محددة لالتئام النسيج الوطني.
ثانيا: يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كافة المصريين المشاركة بإيجابية في الاستفتاء على الدستور، وأن يصوتوا لأول دستور يكتبه أبناء مصر المنتخبون، دون أن يُفرض عليهم، حتى تستقر البلاد، وتدور عجلة الإنتاج، وتنشط حركة الاستثمار.
ثالثًا: يدعو الاتحاد كافة التيارات السياسية إلى الاحتكام إلى الشعب، من خلال الاستفتاء، عبر صناديق الاقتراع، وليس ساحات الاحتشاد، ويؤكد أن الشعب المصري شعب رشيد، قادر على التعبير عن رأيه، لا يحق لأحد أن يختزله، أو يحجر عليه، أو يتحدث باسمه.
رابعًا: يؤكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أهمية وحدة الصف، والمشاركة في بناء الوطن، فمظلة الثورة تجمعنا، وحبنا لمصر يؤلف بيننا، ورغبتنا في غد مشرق يرسم طريقنا. فقد آن لمصر أن تنهض من كبوتها، وتعلو فوق جراحها، وتخطو خطوات إلى الأمام، لتلحق بركب الدول المتقدمة، وتكون طليعة لأخواتها من الدول العربية.
خامسًا: يرى الاتحاد أن من يعلن تحالفه مع فلول النظام البائد، في وجه المؤسسات المنتخبة خائن لوطنه، وجاحد لدماء الشهداء، الذين يتاجر باسمهم، ويدعي البحث عن حقوقهم.
سادسًا: يناشد الاتحاد أبناء الثورة الذين جمعتهم ميادين التحرير، على اختلاف توجهاتهم، وتعدد مشاربهم، ألا يسمحوا لفلول النظام الهالك أن يسرقوا الثورة، أو يتحدثوا باسمها، أو يمتطوا صهوتها.
سابعًا: يؤكد الاتحاد على أهمية تغليب المصلحة الوطنية للبلاد، وأن يرتقي بعض المعارضين إلى مستوى المسئولية، وألا يغلب بعضهم الكسب السياسي والحزبي على مصلحة مصر.
ثامنًا: يثني الاتحاد على المشاركين في الحوار بين الرئاسة والقوى الإسلامية والمدنية، ويحث بقية القوى على الالتحاق بهم.
وفي الختام نتضرع إلى الله تعالى أن يحفظ مصر وثورتها، وأهلها، وقيادتها الشرعية المنتخبة من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعل كيد الأعداء في نحورهم، فيردهم صاغرين.
}رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ?لْوَهَّابُ{ [آل عمران:8[
والله المستعان
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول