وضوح الرؤية أولاً

 

من شروط نجاح الأخذ بالأسباب: الوعي على كافّة المستويات، وبالأخصّ عندما نواجه عدوّاً شرساً متوحّشاً لا يرحم، ولا اعتبار لديه لأيّ قِيَم إنسانيّة وأخلاقيّة..

إنّ معرفة العدوّ أوّلاً وإدراك أبعاد الصّراع وطبيعته من أولى شروط الإستعداد لمواجهته واجتناب مكره وخداعه..  

 

وعليه، فإنّ من الوعي الضروري لنجاح ثورة بلاد الشام إدراك ما يلي:

 

1- أنّ الصّراع الجاري على أرضها حضاريّ وأمميّ بامتياز حيث تكالبت جميع مراكز القوى العالميّة لإجهاض هذه الثورة المباركة وما في طيّاتها ومآلاتها من نهضة وصحوة للأمّة جمعاء..

 

2- أنّ الصّراع بحقيقته وعمقه الإستراتيجي هو مع النّظام العالمي الجديد بالوكالة عن الصّهيونيّة العالميّة المهيمنة على مراكز القرار العالمي، خاصّة في منطقة الشّرق الأوسط..

 

3- أنّ ما تبقّى من عناصر الصّراع على أرض المعركة ما هم إلّا أدوات بأيدي مراكز القوى تلك، تتحكّم فيها وتوظّفها بمكر للوصول لغايات وأهداف محدّدة، مستغلّة جهلها وعصبيّتها وحقدها التّاريخي الدّفين، لا أكثر ولا أقلّ..

 

4- إنّ إدراك ما تقدّم يستوجب استشعار واستنهاض وتجميع طاقات الأمّة جمعاء لمواجهة هذه الهجمة الإستئصاليّة، لا لثورة بلاد الشام فحسب، بل لاستئصال مصادر ومنابع إلهام هذه الثورة ومن ورائها الأمّة كلّ الأمّة، بدءاً بنواتها ومركز ثقلها العربيّ، لجهة فكّ ارتباطها بدينها الأصيل ومبادئه العظيمة، إبادة مادّية لمن لا زال يحمل شعلة الجهاد بكلّ معانيه،وتزويراً وتشويهاً لجوهر رسالة هذا الدّين ومقاصده عبر من باع دينه وآخرته بدنيا غيره..

 

5- إنّ معركة الوعي هذه لا بدّ أن تُخاض على مستويات عديدة ومتوازية، بدءاً وعلى وجه السرعة القصوى، بتجميع النّخب من علماء الأمّة ومفكّريها وما تبقّى من أصحاب القرار المخلصين وأولى الإختصاص لتدارس الوضع بعمقه الاستراتيجي، ووضع خطّة طريق مرنة للتّعامل معه، متوكّلين على الله واثقين بحكمة تدبيره ونصره لعباده المؤمنين..

 

والله وليّ الأمر والتّدبير والتّوفيق..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين