وضع المصحف في مكان متسخ

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو أن يتسع صدركم لهذه الاستشارة، فالساعة قريبة من الثالة ليلا ولم أستطع النوم خوفا من ما ارتكبته. فأنا أنام بغرفة بها مجموعة من مواضع النجاسة الحافة -كيسير البول الجاف على بعض أجزاء الفراش- أعزكم الله، وذلك نتيجة لأنني عادة أتبول في ما يشبه الإناء لرفع مشقة الذهاب للحمام ليلا. أدركت قبل قليل أن في غرفتي هاته أوراق قديمة من القرآن الكريم موضوعة فوق رف يعمه غبار جد كثيف، حيث كانت هاته الأوراق مصفوفة وكانت تنتمي لأحد أفراد العائلة الذي داوم على حفظ كتاب الله -أدعو له بالرحمة والمغفرة-. ما في الأمر هي أنني كنت أرى أوراق المصحف هاته يعمها الغبار ولم أقم بتغيير موضعها والعياذ بالله، حتى استفقت من غفلتي عند قرائتي أن من رأى كتاب الله في موضع نجس ولم يأخذه فقد كفر، فسارعت، وترددت في كون وجوب تغيير مكانه بسبب إعتقادي أن الغبار والخملة لا يضر -أستغفر الله-.

فأجيبوني على أسئلني رجاء: -هل أكفر بعدم تغييري لموضع القران وتركه في ذلك المكان الغير لائق المليء بالغبار الكثيف؟ فضلا عن الغرفة التي تعمها النجاسة كما قلت سابقا؟ -هل ترددي في تغيير موضعه يعد كفرا؟ أكتب هذا وقد غيرت موضعه الأن بعد أن حملته بحائل لأنني، ألا وهو فوطة أمسح بها بعض أطرافي وهنا خفت أن أكون كفرت لحمل المصحف الشريف بحائل كهذا؟ فمن يحمله بفوطة يمسح بها أعضائة بعد الاستحمام -معاذ الله-؟ بل وزلت يدي ولمست بعصضه وأنا محدث دون قصد مني.

أنا جد خائف الأن، هل كفرت بعدم تغييري مكان المصحف من الغبار والغرفة الغير لائقين لعظمته كل هذا الوقت وأنا عالم بذلك؟ هل أكفر بحمله بحائل نجس كفوطة الاستخمام؟ والله أكثر شيء أخشاه هو الوقوع في الاستخفاف بالدين، فاطمئنوني جزاكم الله خيرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله، الغبار والأتربة طاهرة وليست نجسة، فعدم نقل المصحف الذي في مكان عليه غبار لا إثم فيه ما لم يكن متعمّدًا، وتركك النقل في وقت لا يناسبه هذا العمل لا يعدّ كفرًا، ولا استهانة فيه بالمصحف إن شاء الله.

والواجب على المكلف أن يحرص على تنزيه المصحف عن أماكن القذارات وأن يضعه في أرفع الأماكن وأطهرها تعظيما لشعائر الله تعالى.

أما حمل المصحف بأشياء مستقذرة وليست نجسة فلا يكفر فاعله ما لم يقصد إهانة المصحف والعياذ بالله تعالى. والأولى عدم فعل ذلك، فتعظيم المصحف واحترامه من تعظيم حرمات الله وشعائره، قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [الحج:32]. كما أن الأولى بالمسلم أن يحافظ على مكان معيشته ونومه خالياً من النجاسات، فالمكان الذي فيه نجاسات لا تدخله الملائكة، وتكثر فيه الشياطين. والله أعلم.


التعليقات