ورحل فارس المنابر وخطيب الأمّة

 

ورحل فارس المنابر وخطيب الأمة الشيخ أحمد القطان رحمه الله وجعله في الفردوس الأعلى .. لن نعزي فيه أحدا بعينه فالأمة كلها تُعزى فيه .. لن نتكلم عن مناقبه و مآثره فهو غني عن التعريف... جمعتني به أمسيات روحانية كنت أنشد الشعر بين يديه وتشرفت بثنائه ودعائه فقال لي بعد أن سمع قصيدة ( مغازل الحوزات )؛ هذه قصيدة تكتب بماء الذهب .. لن أنسى عبارته تلك ما حييت ... رجل بأمة هذا هو الوصف الذي يليق به أحب أمته فأحبته نسأل الله أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأن يغفر ذنبه و يمسح خطاياه ويعلي درجاته في الشهداء والصالحين والعلماء الربانيين.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

بكت الكويت فأبكت الأقلامــــا=والحبر من دمع العيون تهــامــى

والحزن فاض من القلوب لأجل مَن=ملك القلوب وناصــر الإسلامــا

لمن ارتضى نهج النبوة مسلكـاً=لحياته وإلى المعالــي تسامـــى

للشيخ كلّ الشيخ كان مهابـــةً=وتواضعــاً ومحبــةً وذِمامـــــا

من قد تفجر حكمــةً ومـروءةً=فغدا على رأس الدعاة إمـامــا

فلكم بحكمته طـوى من كُربــةٍ=كادت لتصبح فتنةً وظـلامـــــا

ثمّ انثنى نحــــو القلوب يلمّــها=ويُزيح عنها الحقـد والأوهامـــا

فانساب نور الله فيهـا ساطـــعاً=وتنسمت من روضــه الأنسامــا

كالبحر كان الخيــر بيــن أكفِّــه=ويموج جوداً غـامراً وسلامــــا

كم من فقيرٍ غارقٍ في بؤســــه=واســاه حتــى ودع الإعدامــــا

ولكم مشى في حاجـةٍ مغمورةٍ=فأزال عنهـــا الجـور والآلامــــا

كم دعوةٍ غرّاء شــدّ ركابهــــــا=وحباها سرجــاً ثابتًا ولِجامــــا

وقضى الليالي خلفهــا متفانيـاً=يرعى الغـراس ويرفع الأعلامـا

هو صحوةٌ ومسيـــرةٌ علويّــــةٌ=ألقى لها كــفّ الزمـــان زِمامــــا

هو سيّدٌ بالخير فاضـــت نفسـه=فتعــــوّد الإنفـــــــاق والإكرامـا

من للمنابر كالمدافع صوتهـــــــا=بالحقّ ترمي الظلمَ و الأصنامــا

في مثله ترثي العيون دموعهــا=وتهلّ من عِظَمِ المصاب سِجامـا

والحزن يجتاح النفوس وينحني =ظهر القصيد ويشتكــي إيلامـــا

من مثل ذاك الشيخ في أفضـالـهِ=من للرؤى والبـــرّ والإقدامــــــــا

فلئن بكى أهل الكويت حبيبـهـم=وكأنهم قـد أصبحــــوا أيتامــــــا

فكذا الجـزيرة قد تصدّع قلبــــها=والثكل أغرق بالدمـوع الشّامـــــا

ومراكزٌ للخيــــــر أنّت لوعـــــــةً=ومجاهدٌ قد صــاح وا إسلامــــا

الحبّ لــمّ شتاتهــــم فأظلّهــــم= فغدوا بأنساب الهـدى أرحــامـا

فلئن رحلتَ فقد تركت لأمــــــةٍ=ذكرى كفجرٍ يحمـــلُ الأحلامـــا

ستظلّ صرحاً للفضيلةِ ماثـــلاً=وعلى صــدور المؤمنين وِساما

لاهمّ فاسقِ ذلك القبـر الــــذي=ضمّ التّقى والبـــرّ والإلهـامــــا

واجعل له الفردوس دار سعادةٍ=وهناك بين الصالحين مُقامـــا