واتبع المهندس علي الكيالي قرينه الماركسي محمد شحرور فأضله

 

وكان من المحرفين لأحكام القرآن الكريم

 

ابتلينا في هذا العصر بأناس يتكلمون بغير تخصصهم العلمي فيتجرؤون على كتاب الله بتحريف معاني آياته، بل يصلون بذلك إلى أحكام فقهية شاذة يحرمون من خلالها ما أباح الله تعالى ورسوله .

هناك من أرسل لي مقطع فيديو للمهندس علي الكيالي يتكلم فيه عن شرط جواز تعدد الزوجات  ، فوجدته يتبع الماركسي محمد شحرور حرفياً ، ولكنه لا يجرؤ على الاعتراف بذلك خشية أن يفتضح أمره ، وقد اعتبر الآية الكريمة الواردة في أول سورة النساء خاصة بالتزوج من النساء الأرامل عندما يكون لها أولاد فقط ، ولا يجوز التعدد في الزوجات من غير الأرامل .

ولنقف قليلاً عند الآية التي اعتمد عليها وهي قوله سبحانه :

 (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) [النساء 3]

1- اعتبر أن الشرط الأساسي للتعدد هو في حالة خوف  الرجل من عدم العدل بين يتامى يشرف على تربيتهم وبين وأولاده، فعندها يتزوج بأم هؤلاء الأيتام الأرامل .

#الجواب :

أ- الشرط الذي جاء في بداية الآية الكريمة(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى) هو وصفٌ لإخبار عن واقع ، وليس قيداً شرطياً ، فالآية الكريمة تحكي واقعاً لحادثة خاصة وقعت أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس كشرط تشريعي.

وهذا أسلوب قرآني تكرر أكثر من مرة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ) فقوله تعالى ( إن ارتبتم ) ليس شرطاً في الحكم ، بل حكاية ما حدث لبعض الصحابة من شكٍ في عدة المرأة التي انقطع حيضها، فنزلت الآية الكريمة لتقرر الحكم ، ولا يعني أن شرط كون العدة لليائس ثلاثة أشهر حصول الشك والريب.

ومثله كذلك قوله تعالى : {ولَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً } فقوله (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) لا يعني أن البغاء يصبح حلالاً إذا لم ترد الفتاة التحصن والعفة ، وإنما تصف لنا الآية الواقع الذي كان لهذه الفتيات اللواتي كانوا يجبرن على البغاء .

ب- والغريب أن المهندس الكيالي تبعاً لقرينة يقول : ( بعض الناس يغفلون بداية الآية ) 

#الجواب:

الأمة الإسلامية ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة الذين عددوا في الزوجات وإجماع علماء الأمة قاطبة في كل عصر الذين اتفقوا على جواز التعدد: كلهم أغفلوا هذا الشرط ليأتي لنا المهندس الكيالي اتباعاً لقرينه فينتبه لهذا الشرط ليحرم ما أباح الله تعالى .

ولعل الوقوف على سبب نزول هذه الآية يُظهر العلاقة بين الشرط الوارد في أول الآية وبين الزواج بما طاب من النساء:

عَنْ اِبْن شِهَاب قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَة بْن الزُّبَيْر أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَة عَنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى " قَالَتْ : يَا اِبْن أُخْتِي هَذِهِ الْيَتِيمَة تَكُون فِي حِجْر وَلِيّهَا تُشْرِكهُ فِي مَاله وَيُعْجِبهُ مَالهَا وَجَمَالهَا فَيُرِيد وَلِيّهَا أَنْ يَتَزَوَّجهَا بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِط فِي صَدَاقهَا فَيُعْطِيهَا مِثْل مَا يُعْطِيهَا غَيْره فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يُقْسِطُوا إِلَيْهِنَّ وَيَبْلُغُوا بِهِنَّ أَعْلَى سُنَّتهنَّ فِي الصَّدَاق وَأُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا طَابَ لَهُمْ مِنْ النِّسَاء سِوَاهُنَّ قَالَ عُرْوَة : قَالَتْ عَائِشَة : وَإِنَّ النَّاس اِسْتَفْتَوْا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد هَذِهِ الْآيَة فَأَنْزَلَ اللَّه" وَيَسْتَفْتُونَك فِي النِّسَاء " قَالَتْ عَائِشَة : وَقَوْل اللَّه فِي الْآيَة الْأُخْرَى " وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ " رَغْبَة أَحَدكُمْ عَنْ يَتِيمَته إِذَا كَانَتْ قَلِيلَة الْمَال وَالْجَمَال فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَنْ رَغِبُوا فِي مَالهَا وَجَمَالهَا مِنْ النِّسَاء إِلَّا بِالْقِسْطِ مِنْ أَجْل رَغْبَتهمْ عَنْهُنَّ إِذَا كُنَّ قَلِيلَات الْمَال وَالْجَمَال وَقَوْله " مَثْنَى وَثُلَاث وَرُبَاع " أَيْ اِنْكِحُوا مَنْ شِئْتُمْ مِنْ النِّسَاء سِوَاهُنَّ إِنْ شَاءَ أَحَدكُمْ ثِنْتَيْنِ وَإِنْ شَاءَ ثَلَاثًا وَإِنْ شَاءَ أَرْبَعًا).

2- وإنه كان من السهل بناء على فهم الكيالي المشوّه أن تقول الآية : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانحكوا أمهاتهنّ ، ولكن قوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء) جاء مطلقاً بدون تقييد سواء كانت بكراً أو ثيباً ، أرملة أو غير أرملة : بدليل أن الآية التي بعدها مباشرة : ( وآتوا النساء صدقاتهنّ نِـحلة  ) فهل هناك عاقل يقول : إن الص?داق خاص بالنساء الأرامل .

3- ثم يستمر المهندس الكيالي في الدجل والتشويه فيقول :

(  العدل بين الزوجات مستحيل حسمته الآية الكريمة (ولن تستطيوا أن تعدلوا بين النساء ).

#الجواب:

أ- المقصود بالعدل في هذه الآية الكريمة هو العدل في الحب والميل القلبي ، وليس في الحقوق المادية من المبيت والنفقة ، وهذا دليله ما رواه أبو داود في سننه ن عائشة: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بيننا فيعدل ، ثم يقول: اللهم هذا قسْـمي فيما أملك ، فلا تلمنى فيما تملكُ أنت? ولا أملك ).

ب- وبالإضافة لكل ما سبق من تحريف توصل المهندس الكيالي إلى نتيجة بشعة مقززة ، حيث اعتبر أن العدل بين الزوجات الأرامل ليس واجباً ، بل الواجب فقط العدل بين أولادهنّ اليتامى وأولاده من غيرهنّ.

وهل يقول بهذا من كان عنده مسكة من عقل وإنصاف ؟؟!! .

أيليق أن نطالب بالعدل بين الأبناء واليتامى  ونهمل أمهاتهنّ الأرامل ولا نعدل بينهنّ في حقوقهنّ، وتكون الأرملة وكأنها بهيمة للتمتع الجنسي دون القيام بالعدل بينها وبين بقية ضرائرها الأرامل؟؟؟؟؟!!!.

وهذا ما يقوله الدجال الماركسي محمد شحرور الذي لم يخرج المهندس الكيالي عن تكرار دعواته الباطلة وتخريفاته فيقول :   

( لم يطلب التنزيل الحكيم العدل بين الزوجات وإنما العدل بين أو?د الزوج وأو?د ا?رملة، إذ يجب أن يعاملهم كأو?ده تماماً وهو العدل المطلوب، بينما العدل بين الزوجات غير ممكن وغير مطلوب لقوله تعالى {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم}، أي أن حياة الرجل ا?ساسية مع زوجته ا?ولى وعائلته، والمطلوب منه أن يؤمن للأرملة سكن لتعيش مع أو?دها ويعيلهم كأو?ده. أما هو كزوج فغير ملزم أن يقسم وقته بين الزوجات، بل فقط يقوم بزيارتها والإشراف عليها وبنفس الوقت هي زوجته جنسياً.)

 

وهذا هو رابط المقطع الذي امتلأ تحريفاً وتشويهاً لمعاني الآيات 

http://youtu.be/duhNpX5sqQs

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين