هل يجوز مهاجمة حواجز جيش النظام؟

نص الاستشارة :

هل يجوز مهاجمة حواجز جيش النظام، ومن المعروف أن هناك من اللذين يقفون على الحواجز من أهل السنة، وهذه الحواجز بعضها يقوم يوميا بإطلاق الرصاص على البلدة أو أنه يقوم بإزعاج مواطني البلدة واعتقالهم أو القصف من الحواجز . وهل المطلوب التأكد من عناصر الحواجز حتى لا يتم استهداف البريء منهم ( وهذا الأمر مستحيل). يرجى من عنايتكم الاهتمام ولكم جزيل الشكر

الاجابة

 

أجابت لجنة الفتوى في رابطة العلماء السوريين
 
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن النظام المجرم في سوريا قد تفنن في إرهاب الناس وتخويفهم، وهو يحاول بشتى الطرق أن يقمع ثورتهم المباركة، ومن أساليبه في ذلك: إقامة الحواجز التي هي محل السؤال.
إن كل من يقاتل مع النظام - بعد كل هذه المدة وبعد كل هذه الجرائم التي يرتكبها النظام - يعتبر هدفا مشروعاً للمجاهدين الثوار في سورياً، فالله سبحانه وتعالى يقول: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (البقرة : 190) فمقاتلة النظام تستلزم قتل جنوده، ولا يطالب المجاهدون بترك تلك الحواجز لأن فيها بعض الجنود من أهل السنة.
 
وهذه الحواجز تقوم بالقتل والسلب والنهب وهتك الأعراض ونشر الخوف بين الناس، وعناصر الجيش المكرَهون من أي طائفة كانوا لا يبرِّر لهم الإكراه – كما يزعم البعض - عدوانهم على الآمنين وترهيبهم وقتلهم حفظا على حياة أنفسهم، وقد أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- بدفع المعتدي ولو أدى ذلك إلى قتله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي قَالَ « فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي قَالَ « قَاتِلْهُ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي قَالَ « فَأَنْتَ شَهِيدٌ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ قَالَ « هُوَ فِي النَّارِ » [رواه مسلم].
 
ولو أمكن قبل مهاجمة هذه الحواجز تحذير عناصرها ومطالبتهم بالاستسلام دون أن يفقد المجاهدون عنصر المفاجأة المطلوب في مثل هذه الحالات فهذا أمر طيب، وإن استطاع المجاهدون معرفة مكان المجرمين الكبار في الحاجز فعليهم البدء بمهاجمتهم؛ لأن ذلك مدعاة لاستسلام البقية، فإن لم يمكن شيء من ذلك فلا حرج إن شاء الله على المجاهدين في مهاجمتها وتدميرها حتى لو قتل كل من فيها، لأنها حواجز يأتي منها الضرر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) والقاعدة الفقهية تقول: (الضرر يُزال) ولأن في إزالتها ترجيح للمصلحة العامة وهي مصلحة عامة المواطنين على المصلحة الخاصة وهي مصلحة المجندين الذين قد يكونون من أهل السنة.
 
 
والله تعالى أعلم

 

 

 


التعليقات