هل يجوز لأفراد الجيش الحر أن يفطروا في رمضان أثناء المعارك؟

نص الاستشارة :

هل يجوز لأفراد الجيش الحر أن يفطروا في رمضان أثناء المعارك؟

الاجابة

 

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد
فقد قدر الله تعالى أن يتواصل الجهاد في سوريا بين أبطال الجيش الجيش الحر وعصابات الأسد حتى دخل شهر الصوم، وهؤلاء المجرمون لا يراعون حرمة لشهر حرام ولا لشهر صيام، ويتساءل البعض عن حكم الصيام لمن كان يقاتل ضد عصابات النظام الأسدي فنقول:
إن من قواعد الشريعة الإسلامية السمحة أن الله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، يقول سبحانه: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة : 286 ) ومن قواعدها التيسير ورفع الحرج عن المؤمنين، فقال سبحانه في آيات الصوم: { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } (البقرة : 185 )
فإذا شق على المجاهد الصيام أثناء المعارك جاز له أن يفطر توفيراً لقوته ومنعا لتسرب الضعف والوهن إلى بدنه أثناء الكر والفر. قال الإمام ابن حجر: "الفطر أفضل لمن شق عليه الصوم ويتأكد ذلك إذا كان يحتاج إلى الفطر للتقوى به على لقاء العدو"(فتح الباري4 / 184).
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالفطر في الجهاد ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ قَالَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ ». فَكَانَتْ رُخْصَةً فَمِنَّا مَنْ صَامَ وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلاً آخَرَ فَقَالَ « إِنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَأَفْطِرُوا ». وَكَانَتْ عَزْمَةً فَأَفْطَرْنَا. فقد علل النبي صلى الله عليه سلم الأمر بالفطر بأنه أقوى لهم عند ملاقاة العدو. ولذلك علق الإمام الشوكاني على الحديث بقوله: "وفي الحديث دليل ‏على أن الفطر لمن وصل في سفره إلى ‏موضع قريب من العدو أولى، فإذا كان ‏لقاء العدو محققا فالإفطار عزيمة؛ لأن ‏الصائم يضعف عن منازلة الأقران لا ‏سيما عند غليان مراجل الضراب ‏والطعان، ولا يخفى ما في الضعف من ‏الإهانة لجنود المحقين، وإدخال الوهن ‏على عامة المجاهدين من المسلمين" (نيل الأوطار4/ 600).
وإذا كان المجاهد من منطقة تبعد عن مكان المعارك مسافة قصر فله أن يفطر لعذر السفر إضافة إلى عذر الجهاد.
فإذا أفطر المجاهد كان عليه أن يقضي الأيام التي يفطرها في أيام أخر بعد رمضان كما قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة : 185) وقد جعل الله في السفر رخصة للفطر لما فيه من المشقة، والمشقة في الجهاد أكبر فكان الفطر آكد لمن يحتاج إليه .
نسأل الله سبحانه أن ينصر عباده المجاهدين في سوريا وأن يهلك الطغاة الظالمين وأن يقر أعيننا بالنصر والفتح المبين.
والحمد لله رب العالمين.
لجنة الفتوى
رابطة العلماء السوريين
2/رمضان/1433

 

 

 

الاجابة

 

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد
فقد قدر الله تعالى أن يتواصل الجهاد في سوريا بين أبطال الجيش الجيش الحر وعصابات الأسد حتى دخل شهر الصوم، وهؤلاء المجرمون لا يراعون حرمة لشهر حرام ولا لشهر صيام، ويتساءل البعض عن حكم الصيام لمن كان يقاتل ضد عصابات النظام الأسدي فنقول:
إن من قواعد الشريعة الإسلامية السمحة أن الله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، يقول سبحانه: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة : 286 ) ومن قواعدها التيسير ورفع الحرج عن المؤمنين، فقال سبحانه في آيات الصوم: { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } (البقرة : 185 )
فإذا شق على المجاهد الصيام أثناء المعارك جاز له أن يفطر توفيراً لقوته ومنعا لتسرب الضعف والوهن إلى بدنه أثناء الكر والفر. قال الإمام ابن حجر: "الفطر أفضل لمن شق عليه الصوم ويتأكد ذلك إذا كان يحتاج إلى الفطر للتقوى به على لقاء العدو"(فتح الباري4 / 184).
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالفطر في الجهاد ، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ قَالَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ ». فَكَانَتْ رُخْصَةً فَمِنَّا مَنْ صَامَ وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلاً آخَرَ فَقَالَ « إِنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَأَفْطِرُوا ». وَكَانَتْ عَزْمَةً فَأَفْطَرْنَا. فقد علل النبي صلى الله عليه سلم الأمر بالفطر بأنه أقوى لهم عند ملاقاة العدو. ولذلك علق الإمام الشوكاني على الحديث بقوله: "وفي الحديث دليل ‏على أن الفطر لمن وصل في سفره إلى ‏موضع قريب من العدو أولى، فإذا كان ‏لقاء العدو محققا فالإفطار عزيمة؛ لأن ‏الصائم يضعف عن منازلة الأقران لا ‏سيما عند غليان مراجل الضراب ‏والطعان، ولا يخفى ما في الضعف من ‏الإهانة لجنود المحقين، وإدخال الوهن ‏على عامة المجاهدين من المسلمين" (نيل الأوطار4/ 600).
وإذا كان المجاهد من منطقة تبعد عن مكان المعارك مسافة قصر فله أن يفطر لعذر السفر إضافة إلى عذر الجهاد.
فإذا أفطر المجاهد كان عليه أن يقضي الأيام التي يفطرها في أيام أخر بعد رمضان كما قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة : 185) وقد جعل الله في السفر رخصة للفطر لما فيه من المشقة، والمشقة في الجهاد أكبر فكان الفطر آكد لمن يحتاج إليه .
نسأل الله سبحانه أن ينصر عباده المجاهدين في سوريا وأن يهلك الطغاة الظالمين وأن يقر أعيننا بالنصر والفتح المبين.
والحمد لله رب العالمين.
لجنة الفتوى
رابطة العلماء السوريين
2/رمضان/1433

 

 

 


التعليقات