هل يجب على البنت ان تصرف على امها واخوتها

نص الاستشارة :

السلام عليكم السؤال سيدي الشيخ هل يجب علي ان اصرف على طعام وملبس امي واخي الصغير وعلى الطعام في المنزل مع العلم لدي اخوة شباب و احد منهم يقاسمني باني ساصرف على المنزل كما يصرف و الاخرون لا يشاركون مع العلم ان راتبي مؤقت ولا اعلم متى يتوقف فانا اضع شهادتي في صيدلية واخاف ان تتضرر شهادتي كما اني مطلقة بسبب اختي وامي اللتين اجبرتاني على الزواج بشخص سيء وبظروف غير مريحة .....  والدي متوفي، وهل اذا لم اشارك بالمصروف يعتبر ذلك عقوقا؟ فأمي تبدأ الشتم والدعاء وكاني عاقة و كأنها جائعة و اخوتي لا يعينوننا كما يجب ولا يكفوننا فنحن وضعنا فقير وبسبب انه يجب علي ان اصرف على نفسي كما يخاطبونني انما انا اعطيهم مالا واحضر لهم طعاما واشتري ملابس لامي واخي واغراضا للمنزل ومع ذلك لا يرون ذلك وانا مجبرة على هذا برايهم و لم ادخر مالا لنفسي مع العلم ان امي تدخر لنفسها مالا وذهبا ....  و انا في خطر اخاف الضرر على شهادتي فهي جهد سنين دراستي وتعبي ولا استطيع ان أؤسس صيدليتي وحدي لاني لا املك مالا واهلي لم يساعدوني بل ان امي سوف تزوج اخوتي بالمال الذي ادخره والدي رحمه الله بالاضافة الى ان امي حرمتنا من الميراث وتطلب الا نطلب لان هذا من عاداتهم ويكفي انهم درسونا واختي المتزوجة لا تساعدنا الا بشيء زهيد ... ارجو الرد 

 

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، أبدأ من البداية ، و هي وفاة الوالد ، فإذا توفي الأب فإن لجميع الورثة الحق في أن يأخذوا نصيبهم الشرعي من الميراث، ، و لا تمنع الفتاة من ميراثها بحجة العادات فهذه عادات باطلة أمام الشرع، و لا تمنع بحجة أن أهلها درسوها ، فإذا درس الأب بنته دون قيد أو شرط فالمفترض أنه متبرع بهذه التكاليف ، و ليس لأحد بعده أن يطالبها بها أو يسقط حقا لها مقابل ذلك، طبعا لا يعني هذا أن تنسى هي هذا المعروف تجاه أهلها ، و لكن ضمن حدود الشرع أيضا، فإذا امتنع الأهل من توزيع الميراث فهم غاصبون لحقها و آثمون بذلك ، هذا بالنسبة للميراث ، أما بالنسبة للنفقة ، فإذا كانت الفتاة تعيش مع أهلها و لها دخل فينبغي أن نعلم أن لها ذمتها المالية المستقلة و لا تجبر على إنفاق شيء إلا بحدود ما يوجبه الشرع و ما تتطوع هي به من غير إكراه ، ويجب عليها أن تنفق على نفسها و تساهم في البيت بقدر مصروفها فيه ، و ينبغي أن يوزع المصروف على الجميع بالتساوي إن كان لهم دخل ، و أما بالنسبة للأم و الأخ الصغير ، فإن كان لهما مال فيجب أن ينفقا من مالهما الى أن ينقضي ، وإن لم يكن لهما مال تصبح نفقتهما واجبة على الآخرين كل بحسب استطاعته و قدرته ، وأخيرا فإن من حق الفتاة بعد أن تنفق على نفسها و تساهم في نفقة أهلها إن لزمها شيء وبالمعروف أن تدخر شيئا لنفسها وقادم أيامها ، و لا تلزم بأكثر مما يوجبه الشرع عليها ، فإذا التزمت به و امتنعت عما سواه فليس هذا من العقوق و ليست آثمة بذلك، لكننا نوصيها أن تحسن الى أمها و تبرها و تقدم لها الهدايا و العطايا بين الحين و الآخر تطييبا لقلبها، و الله أعلم 


التعليقات