هل فاتك قطار العلم؟!

يقول بعض الناس: " فاتني قطار العلم، وكبرت في السن، ولم أحقّق ما أريد من طلب العلم ".

عليك أن تعلم أنّ كلمة: (فاتك العلم) كذبة من كذبات الشيطان وما أكثرها..!! فكثير من العلماء طلبوا العلم عن كبر ونبغوا فيه.. فالعزّ بن عبد السلام طلب العلم كبيراً وأصبح سلطان العلماء، وعبد الله المَروزيّ اشتغل في صناعة الأقفال زمناً من عمره حتّى اشتهر بالقفّال، ثمّ تركه وتوجّه للعلم فأصبح فقيه زمانه، والكسائي طلب العلم وهو في الأربعين ثمّ أصبح حجّة زمانه في القُرآن واللغة. فقم من مقعدك، وتخلّص من أوهامك، واصنع فألاً في زمانك.

وفي زماننا هذا من حفظ القرآن عن ظهر قلب وهو في آخر عمره، وكثير من المُتقاعدين من الوظائف دخلوا مقارئ لكتاب الله تعالى، وتخرّجوا حفّاظاً متقنين بعد أن جاوزوا الستين والسبعين، فدعك من الأعذار، وتخلّص من الأوهام، وشقّ طريقك نحو العلا، ولا ترضى إلاّ بمقامات الكبار، ومثلك يستحقّ حياة العلم الطيّبة.

ولكنّ السؤال المُهمّ: كيف يتمّ الاستدراك لمَن فاته قطار التعليم في الصغر، وتجاوز سنَّ الطلب.؟ ألخّص لك ذلك في عدّة نقاط:

1 * أن تتحلّى بصدق وعزيمة، لا يقف في وجهها شيء من العوائق والعلائق، أو مشاغل الدنيَا وهمومها.

2 * وأن تلتزم عند عالم بصير بعلوم الشريعة وفنّ تلقّيها والتدرّج فيها، وتستجيب لتوجيهه في كبير أمورك وصغيرها، وما تأخذ وما تدع، وما تقدّم وما تؤخّر.

3 * وأن تتحقّق بالجدّ والاجتهاد والدأب، ولا ترضى لنفسك شيئاً من الفتور.

4 * وأن تصحب من الطلبة أهل الجدّ والتقدّم والهمم، ولا تصحب البطّالين أهل الفتور والكسل.

5 * وأن تحرّر قصدك، وتخلص في نيّتك، وتحاسب نفسك دائماً على ذلك.

6 * وأن تكثر الضراعة لله عزّ وجلّ في سرّك وعلانيتك أن يفتح عليك أبواب فضله وتوفيقه، وتبرأ إلى الله تعالى من حولك وقوّتك.

7 * وإذا حضر أجلك دون غايتك فيكفيك أن تلقى الله عزّ وجلّ مقبلاً عليه وعلى العلم بصدق الهمّة والعزيمة، فعسى أن تحشر في العلماء ورثة الأنبياء..

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين