هل الوساوس والخواطر المقتضية للشك في اليوم الآخر كفر

نص الاستشارة :

السلام عليكم أنا بنت عمري 17 سنه كنت تاركة للصلاة، لكني بحمد الله رجعت أصلي وأقرأ القرآن، وحافظت على الاذكار، والحمد الله، لكن بعد فترة راودني شك بوجود الله والحياة الآخرة حيث تأتيني أفكار والعياذ بالله أني أشكّ بوجود الله الواحد الأحد والحياه الآخرة، وللعلم ما زلت محافظة على صلاتي وقراءة القرآن والأذكار؛ هل بهذا لا تقبل صلاتي ولا يقبل قراءة قرآني؟

واليوم كنت أصلي وأنا على سجادة الصلاة أتاني نفس التفكير والشكّ بوجود الله والحياة الآخرة، وما كان بيدي حيلة سوى البكاء وأنا على سجادة الصلاة. وإلى يومي هذا إذا ذكرت الأموات وأهل المقابر أقول لنفسي من المستحيل أن يعذبوا وهم تحت الأرض في القبر الصغير، وكيف يعذّبون وهم في حفرة لا تسع سواهم، وهل إذا متّ وعندي هذا الشك هل سأكون كافرة مرتدة. وسمعت حديثا عن إذا ما تكلم الانسان بهذا الشيء، وأقام صلاته؛ فلا إثم عليه هل هاذا صحيح؟ وأيضا أحياناً قلبي يطمئن لهذا الشك، واستسلم، وأخاف من عذاب النار، وأتمني أن أتخلّص من هذا الشك، وهل بهذا أنا كافرة الآن؟ أرجو الردّ والمساعدة. بأمسّ الحاجة اليكم.

 

 

الاجابة

 

الوسواس الذي عندك لا يزيل اليقين الذي في قلبك بالإيمان بالله تعالى، وبكاؤك من خشية الله تعالى واستمرارك في الصلاة خير دليلٍ على الإيمان به سبحانه؛ فلا تلتفتي إلى هذه الخواطر التي تعلمين بطلانها.

وأما إنكار البعث والدار الآخرة فهو كفر، لكن الذي يظهر أنك لا تنكرينهما، بل الوسواس الحاصل في قلبك بسبب حصرك الإيمان بالماديات في هذه الدنيا، ونظرا لأنّ المذاهب الماديّة الوجوديّة هي الطاغية في وسائل الإعلام والتعليم والتلقّي في واقعنا المعاصر، فقد صار بعض المسلمين ينكر ما ليس بمادّيّ، وهذا خلل فكريّ، فلا يثبت الإيمان إن لم يتحقّق بالتسليم لله تعالى والاستسلام له.

وقد أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن الله تعالى يتجاوز للمسلم عمّا يخطر بباله من الأفكار والوساوس ما لم يبنِ على ذلك عملاً سيّئًا، فتجاوزي عمّا يتجاوز الله عنه، ولا تفكّري فيه ولا تعطيه أكثر من حقيقته، وسيزول كلّه إن شاء الله تعالى إن تدبّرت بعقلك في أحوال الناس في الدنيا وأنّ الإنسان لا يوفّى فيها حقّه، فلا بدّ لصدق عدل الله تعالى أن يكون ثمة يوم آخر، فتدبّري في هذا الكون واسألي نفسك عن سبب وجود الناس وعن مآلهم بعد الوفاة ستجدين أن التفكّر يدفعك دفعًا إلى الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر.

والله أعلم.


التعليقات