هل الأشاعرة من الفرق الضالة؟

نص الاستشارة :

هل الأشاعرة من الفرق الضالة؟ أرجو التفصيل

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه، وبعد:

ينسب الأشاعرة إلى أبي الحسن الأشعري (علي بن إسماعيل)، وهو من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولد بالبصرة سنة 270هـ، وكان في بداية أمره يعيش في كنف خاله أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره، فتلقى عنه علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته، ولم يزل كذلك يتبنى فكر المعتزلة ويدعو إليه أربعين سنة.
إلا أنه بعد ذلك استبان له الحق، بعد أن اعتكف في بيته خمسة عشر يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، فأعلن البراءة من الاعتزال، وثار على فكر المعتزلة ومذهبهم، وأصبح بعد ذلك رمزاً لعقيدة أهل السنة والجماعة، على مر القرون،

 

وكان من مذهبه العقدي: إثبات صفات الله تعالى من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تبديل ولا تمثيل، وقد كتب عدداً كبيراً من الكتب في الدفاع عن السنة وأهلها وشرح أصول العقائد، بلغت نحواً من 68 كتاباً، منها: كتاب الإبانة عن أصول الديانة، الذي بين فيه أصول الاعتقاد، وتفضيله لمنهج السلف فيه.
 

وقد طرأت هناك بعض التغيرات والمسائل على فكر الأشاعرة التي ربما كان لها ما يبررها في حينها، ولكننا لا نتعصب لها الآن، ولا نضلل من لم يقل بها، كما لا نضلل من يقول بها، إلا أنها في عمومها لا تخرجهم عن إطار أهل السنة والجماعة، بل إن أكثر علماء الأمة على مر التاريخ هم من الأشاعرة أو الماتريدية، وكلا الفرقتين من أهل السنة والجماعة.

 

وأما ما يقوله المتقولون عن الأشاعرة وأنهم من الفرق الضالة، فهو محض فرية ليس فيها مرية، ولا برهان عليها ولا دليل، ولكن ليس هذا موضع للرد والمناقشة، فهذا أمر يطول، ولكن من أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب عقائد الأشاعرة للدكتور صلاح الدين الإدلبي، وهو مطبوع، وفيه رد على بعض الناس ممن أخطأ في فهم مذهب الأشاعرة. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

لجنة الفتوى 

رابطة العلماء السوريين 

10-6-1435


التعليقات