هل أصبحت سورية هملاً، يَطمع فيها مَن يَراها؟

ربّما: نعم.. وربّما: لا.. ولكلّ جواب أسبابُه!

قال الشاعر، موفّق الدين الأربيلي:

كنتُ مشغوفاً بكمْ؛ إذ كنتمُ=شجراً، لا يَبلغ الطيرُ ذُراها

فتراخى الأمرُ، حتّى أصبحتْ=هَمَلاً، يَطمع فيها مَن يَراها

ونعود إلى سورية، لنرى جواب نعم، وجواب لا!

جواب نعم:

الاحتلالات التي وقعت في سورية، مثل الاحتلال الفارسي، والاحتلال الروسي، والاحتلال الأمريكي.. هذا على مستوى الدول!

أمّا على مستوى أذرع الدول ومرتزقتها، فثمّة حزب الله، ذراع الفرس في سورية ولبنان.. وثمّة بعض الكرد، الذين يشكّلون ذراعاً لأمريكا، ومرتزقة عندها، في الوقت ذاته.. وثمّة مرتزقة الروس، الذين حشدتهم ووظفتهم في سورية، يقاتلون لحسابها، وهي غير مسؤولة عنهم، رسمياّ!

كلّ ماتقدّم، يجعل الجواب نعم، هو الراجح، فيما هو ظاهر للناس!

جواب لا:

الأحاديث الشريفة، الواردة في الشام وفضل الشام، تجعل الناس ينظرون إلى الشام، بتفاؤل كبير؛ بأنها لاتذّل ولا تضام، مهما تكاثر عليها الأعداء! وقد وقعت، في مراحل متعدّدة، من التاريخ، تحت احتلالات كثيرة، ذهبت كلها، وبقيت الشام قلعة شمّاء، تتحدّى الغاصبين!

الشعب السوري الصابر الأبيّ، الذي عانى من الاحتلالات، الويلات.. وهو رافض لسائر الاحتلالات، مقاوم لها، يرغم تشتّته في فجاج الأرض، وبرغم وقوع الكثيرين من أبنائه، في السجون والمعتقلات.. وفي البراري، تحت حرّ الشمس وبرد الشتاء.. فهو مايزال صابراً، ويُظهر، كلّ يوم، أنواعاً جديدة، من البطولات، التي تتحدّى الغاصبين، جميعاً؛ سواء منهم مَن كان يدّعي الانتماء إلى الوطن، ومن كان غريباً عنه!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين