نعي فضيلة الشيخ محمد نبهان المصري

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعي للعالم الاسلامي علما من أعلامه وهو الشيخ المقرئ : محمد نبهان بن حسين المصري والذي وافته المنية عصر يوم الجمعة التاسع من رمضان المبارك 1436 في مكة المكرمة

     معرفتي بالشيخ نبهان رحمه الله تعود إلى أكثر من خمسين عاما يوم زرت شيخ القراء بمدينة حماه الشيخ سعيد العبد الله رحمه الله وقرأت عليه كان الشيخ نبهان قد سبقني إليه وبرع ونجح في الأخذ عن الشيخ سعيد ، فحفظ القرآن الكريم ثم حفظ المتون : الشاطبية والطيبة فلما أتمهما قرأ على الشيخ سعيد القراءات العشر فأجاد في ذلك أيما إجادة حتى كان بحق من أرقى الذين أخذوا عن الشيخ سعيد بل هو الأفضل بلا منازع علما وحفظا ودراية ، وفاز بشرف قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله : أهل القرآن أهل الله وخاصته

      ولما ابتلي رحمه الله بترك بلده واللجوء إلى مكة المكرمة وكان في هذا الأمر خير كبير وفضل عظيم حيث تم تعيينه أستاذا في قسم القراءات بجامعة أم القرى كلية البنات

      هذا إلى جانب إقرائه لطلابه الذين يأتون إلى منزله فأخذ عنه القرآن والقراءات خلق كثير ومن أقطار شتى وانتفع به طلاب العلم من الرجال والنساء

      أذكر له موقفا قبل حوالي خمسين عاما وقد سأل الشيخ سعيد عن سعر الذهب حتى يدفع زكاة حلي زوجته فقال له أحد الحضور : عند الشافعية لا زكاة على حلي المرأة ، فانظر إلى الجواب والذي يعطيك صورة عن حقيقة هذا العالم الفذ ، قال رحمه الله : نحن نريد أي حجة لكي نتصدق ونتقرب إلى الله تعالى ، ومن يومها أحببته وأكبرته

     فجزاه الله عن كتاب الله خير الجزاء ، ورفع درجاته في عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا

اللهم اغفر لنا وله وارحمنا وارحمه وبارك له في حسناته وتجاوز عن سيئاته والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

كتبه محب أهل القرآن: د . محمد حاتم الطبشي