نعي رابطة العلماء السوريين للشهيد الشاب الشيخ عمر شمس الدين رحمه الله

 

تنعى رابطة العلماء السوريين للعالم الإسلامي عامة ولعلماء سوريا وحمص خاصة الشهيد الشاب عمر شمس الدين إمام وخطيب جامع علي بن ابي طالب الذي اغتالته يد الإثم والإجرام يوم الخميس 2 ذي الحجة 1433 الموافق 18/10/2012 عن عمر يناهز الثلاثين .
نشأ الشهيد في حي كرم الشامي شابا ناشئا في طاعة الله ، وبدأ بصوته العذب الجميل يصدح على مئذنة جامع علي بن أبي طالب ، ويدوِّي في أرجاء الحي ، كما أنه كان يؤمُّ في نفس المسجد عند غياب إمامه ، ومن ثم كان الشيخ أبو أيوب عبد الغالب الأيوبي  رحمه الله يوكله بالخطابة مكانه عند مرضه في أواخر عمره ، وبعد وفاة خطيب المسجد في بداية الثورة ، تولى الخطابة فيه ، فكان خطيبا بارعا ، كما أنه نشط في تحفيظ القرآن في المسجد نفسه ، فعرفه أطفال الحي على أنه شيخهم ومربِّيهم .
وقد استلم خطابة المسجد في وقت حرج ، وكان ذلك في بداية الثورة ، فكان يخطب الناس فيسلي مكلومهم بشهيد ، ويرفع معنوياتهم لتحمُّل الشدائد ، ويشجعهم على دفع الظلم عن أنفسهم . 
 
ويدعو في خطبته وصلاته دعاء عريضا لكل شهيد ، ومعتقل ، كما يدعو على الظلمة، الذين ملؤوا الدنيا ظلما وجورا .
 
كان ذلك كله إلى أن طالته يد الغدر ، في ليلة داهموا فيها بيته ، وسرقوا ماله ، وخطفوه ، ثم بعد يومين من ذلك ألقوه شهيدا لأهله .
 
قتلوه ولم يراعوا سلميَّته ، ولم يراعوا حرمة الدين ولا القيم ولا الوطن ، قتلوه ولم يراعوا شبابه الذي لم يتجاوز الثلاثين من العمر ، ولا زوجته التي تنتظر جنينها ليحمل اسم أبيه ويعيش في حياة سليمة من دنس الطائفيين الحاقدين.
 
رحمه الله تعالى ، وتقبَّله بين الشهداء ، وانتقم من قتلته المجرمين .