نحو مجتمع إسلامي - المجتمع الإسلامي المنشود

نحو مجتمع إسلامي

بقلم فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة

                                    رحمه الله تعالى

أيها الأخ المسلم:

سلام الله عليك ورحمته وبركاته وبعد:
فإنَّك قد وهبت نفسك المؤمنة لهذه الدعوة المباركة، ونذرت قوَّتك وشبابك لتأييدها وإدخالها كل بيت يحب الخير والسعادة، ويهوى الحق والنَّور وإنَّ من واجب هذه الدعوة الكريمة في عنقك لأنَّك شاب مسلم يحب الله ورسوله أن تجرد في سبيلها بكل غال لديك من مال وجاه، وشباب ونشاط، وعلم ووقت.
واعلم يا أخي أنَّ الحق في هذه الأيام، هو الحق في الأيام الغابرة الزاهرة لكن أنصاره اليوم ضعفاء في الدعوة إليه والدفاع عنه، بُخَلاء في البذل في سبيل نصرته وتأييده، متواكلون في خدمته والقيام بوجائبه؛ فتأخَّر الناس عن التمثُّل بالإسلام ـ كما أمر الإسلام ـ لم يكن لضياع الحق من بينهم، واشتباه الأمر عليهم، فالحق أَبْلج والباطل لَجْلَج، والنور هو النور أينما كان.
وحَذار تظن أيها المسلم أنَّ دعوتك المباركة ـ لأنها دعوة رب السموات والأرض رب العالمين ـ تنجح من غير بذل وتضحية، وجهاد وعَنَت، وعذاب وابتلاء: [أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ] {البقرة:214}. [أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] {آل عمران:142}.
وحَذَار تظن أنَّ دعوتك تقتصر على التوجُّه إلى القبلة فقط، وإنك إذا صمت وصليت، وحججت وزكيت، برئت ذمَّتُك، وانتهت مسؤوليتك، وخلصت من كل حق عليك.
حَذَار أن تعتقد هذا، فإنَّ دعوتك عقيدة وإيمان، وتقوى وإحسان، وصلاة وصوم، وحَرْب وسِلْم، وخير وبر، وصبر على ضرٍّ، وصدق ووفاء، وحب وإخاء، وبذل وسخاء، وعهد ووعد، وعزم وقصد.
اسمع قول الله تعالى: [لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَالمَلَائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ] {البقرة:177}.
هي هي مبادئ دعوتك وهذا منهاجها، وأنت اليوم في قوم على مفترق الطرق، وفي معترك المذاهب، ولا شك أنَّك ناجح ظافر، إذا قُمت بواجب دعوتك حقاً، من قَلب مُخْلص، وإيمان معزز بعمل: [وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ] {الصَّفات:173}. [لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي البِلَادِ] {آل عمران:196}.
ودعوتك اليوم هي دعوة آبائك المؤمنين من قبل، فما قامت به الدعوة في زمنهم، هو الذي تقوم به الدعوة في زمنك هذا...، وإليك طرفاً من تاريخ الدعوة في صدر الإسلام الحنيف، تدرك منه كيف نجحت هذه الدعوة، وكيف كانت سيرة آبائنا فيها.
تعلم يا أخي أنَّ الإسلام نشأ في مكة المكرمة، وبقي الرسول صلى الله عليه وسلَّم ثلاثة عشر عاماً فيها يدعو الناس إلى الإسلام، فلم يكن منهم إلا العنف والعنت والمكابرة والعناد، ولم يُسْلِم منهم إلا نَفَرٌ قليل، فكان من الخير للدعوة أن يرتاد لها الرسول صلى الله عليه وسلم مكانا آخر، فخرج عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، وخرج معه الأفراد الذين أسلموا في مكة، تاركين أرضهم وديارهم وأموالهم إجابة لخير الدعوة ووفاءً لحقها عليهم، فماذا كان لهم من إخوانهم المسلمين في المدينة؟
كان ما رواه البخاري في صحيحه قال: «قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ـ وكان من المُهَاجرين، لما قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع، فقال لي سعد بن الربيع: إنِّي أكثر الأنصار مالاً فأقسم لك نصف مالي، وانظر أي زوجتي هويت نزلت لك عنها فإذا حَلَّت تزوجتَها، فقال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، بارك الله لك في أهلك ومالك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع، فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأَقِط وسَمْن، ثم تابع الغدو فما لبث أن جاء عبد الرحمن وعليه أثر صُفْرة من طيب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهيم ـ أي: ما أمرك ـ قال: يا رسول الله تزوَّجت ُامرأةً من الأنصار، قال كم سقت إليها؟ قال: زنة نواة من ذهب، فقال له: أَوْلِمْ ولو بشاة».
فهذا نموذج من حال رجال الدعوة فيما بينهم: يشاطر أحدهم أخاه ماله وأرضه وينزل له عن إحدى زوجتيه إذا كان له زوجتان.
أما حالهم بالنظر إلى خدمة الدعوة والبذل في سبيلها فقد كان ذوو المال، منهم من يجود بماله كلِّه، ومنهم من يجود بنصفه، ومنهم ومنهم، والمعدم الذي لا يملك درهماً كان يؤجر نفسه فيحمل على ظهره بالأُجرة، ويسحب الماء ثم يجود بأُجرته للدعوة طيِّبةً بها نفسُه، سخيَّة بها يدُه، وقد كانت التضحيةُ تصل ببعضهم أن يجود بثوبه الذي يَلْبَسُه، وناقتِه التي ترتكز عليها حياتُه فتنطلق بهما يده وهو مُشعرٌ نفسَه بالتقصير عن وفاء واجب الدعوة، ولكنه جُهد المُقلِّ وتلبية الدعوة بأقصى ما استطاع إليه سبيلاً، وإليك شواهد ذلك:
1 ـ في تجهيز غزوة تبوك حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المُوسِرين على تجهيز المُعْسرين، فأنفقَ عُثمانُ عشرة آلاف دينار، وأعطى ثلاثمائة بعيرٍ بأحلاسها وأقتابها، وخمسين فرساً، وجاء أبو بكر بكل ماله، وهو أربعة آلاف درهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «هل أبقيت لأهلك شيئاً؟ فقال: أبقيت لهم اللهَ ورسولَه، وجاء عمر بنصف ماله وجاء العباس وطلحة بمال كثير، وأرسلت النساء بكل ما يقدرون عليه من حليهن، وجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم، وقال: كان لي ثمانية آلاف درهم فأقرضت ربي أربعة، وأمسكت أربعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«بارك الله لك فيما عطيت وفيما أمسكت»، وتصدق عاصم بن عدي بمائة وسق ـ حمل ـ من تمر، وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر، فقال يا رسول الله هذا صاع تمر، بت ليلتي أجر الماء بالحرير ـ الحبل ـ حتى نلت صاعين، فتركت صاعاً لعيالي، وأتيتك بالآخر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره على الصدقات فلمزهم المنافقون وقالوا: ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء، ولقد كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، ولكنه أحب أن يذكر بنفسه ليعطى من الصدقات، فنزل قوله تعالى دفاعاً عنه وعنهما: [الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] {التوبة:79}.
2 ـ وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا، أي يحمل أحدنا على ظهره بالأجرة ويتصدَّق بها.
3 ـ وروى الإمام أحمد عن أبي السليل قال: وقف علينا رجل في مجلسنا في البقيع فقال حدثني أبي أنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع، وهو يقول: من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة؟ قال: فحللت من عمامتي لونا أو لونين وأنا أُريد أن أتصدَّق بها، فأدركني ما يدرك ابن آدم فعقدت علي عمامتي! فجاء رجل لم أرَ بالبقيع رجلاً أشد منه سواداً ولا أصغر منه ولا أذم! ببعير سَاقَه، لم أرَ بالبقيع ناقةً أحسن منها، فقال: يا رسول الله أصدقة؟ قال: نعم، قال دونك هذه الناقة، فلمزه رجل من المنافقين، فقال: هذا يتصدق بهذه! فوالله لهي خير منه، فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ـ ثلاث مرات ـ كذبت بل هو خير منك ومنها.
هذا طرف من تاريخ الدعوة، تدرك به ما كان عليه أنصارها الأولون من...، ومن ....  
وإنَّك إذ تقرأ عنهم هذه الأخبار اللامعة المشرقة تمتلئ نفسك إعجاباً ودهشاً، وتحيط بك هالة من نور تسمو بروحك عن هذا المجتمع الصاخب المائج بالأدران والأوباء، فهذا ما تشعر به وأنت تقرأ سيرة أولئك المؤمنين فكيف بك لو كنت فيهم ورأيت منهم هذه المآثر الكريمة رأي العين؟!
أعتقد ـ وتعتقد معي يا أخي ـ أنَّ هذه المآثر الطيبة أفضل دعاية ـ وأنا أستغفر الله من تسميتها دعاية ـ إلى اعتناق الحق والاستنارة بنور الإسلام الحنيف.
قلت أستغفر الله من تسميتها دعاية، نعم أستغفر الله وأتوب إليه من ذلك، فإنَّ القوم رضي الله عنهم ما كانوا يفعلون هذه الأعمال ليصيدوا بها الناس ويدخلوهم في دعوتهم، إنَّما كانوا يعملونها لله تعالى، وكانوا في كل عمل من أعمالهم لهم رابطة تربط بينهم وبين الإسلام.
جاء في صحيح مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأُنَحِيَنَّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم، فغفر الله له وأدخل الجنة.
فهذا ملحظهم في عملهم، وهذه رابطتهم في تحركهم، لا يتحركون إلا للإسلام ولا يعملون إلا في مصلحته، ولقد كانوا يقدمون مصلحة الإسلام على مصالح أنفسهم، ويجودون بأرواحهم وأموالهم للإسلام وفي نصرته وتأييده، وماتوا وهم يرون أنَّ للإسلام في أعناقهم حقوقاً لم يؤدوها بعد.
وبهذا وأمثاله أخذت الدعوة تسير إلى القلوب المُقْفَلة فتفتحها، وإلى العقول المُغْلقة فتنيرها، وتبوَّأت الدعوة أفئدة الناس، فملأتها نوراً وإيماناً وحكمةً، واستبدلت بطغيان الجاهلية عدل الإسلام وسماحته، وبظلمة الشرك نور التوحيد ووضاءته، وبجفاء البداوة يُسْر الدين ولطافته.
وحَذارِ يا أخي أن تستصغرَ نفسَك، فتظن أنَّك خالٍ من المسؤولية للدعوة، فإنَّك واهم في ذلك قطعاً؛ لأنَّ الدين الحنيف يجعل كل مسلم مسؤولاً عن الإسلام بقدر ما مكَّنه الله من مَواهب، وما أتاح له من عمل.
والمسؤولية في الإسلام تبتدئ بانتهاء الطفولة، وتنتهي بانتهاء الحياة، والنجاح في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بلازم: [مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ] {المائدة:99}. واليأس والقنوط ليس من صفة الداعية، فهذا سيدنا نوح عليه السلام لَبِثَ في قومه ألفَ سنة إلا خمسين عاماً، وما آمن معه إلا قليل ـ تسعة وسبعون شخصاً ـ ولم يضعف عن أداء رسالته وإبلاغها إلى الناس.
إذا أيقنت هذا فاعلم أنَّ الطالب في معهده، والعامل في مصنعه، والتاجر في متجره، والقائد في معسكره، والجندي في رَهْطه، والعالِم في وعظه، والمُزارع في حَقْله، والأمير في إمارته، والراعي في رعيته، والمرأة في بيتها، كلهم مطوقون بحقوق الإسلام في أعناقهم، وإذا كانت الحكومات تستدعي أبناءها من شواسع البلدان وأقاصي الآفاق، وتُجْبِرُهم على الانتظام في جيشها قياماً بحق البلاد التي وُلِدوا فيها، لتنظمهم في جيشها بحق انتسابهم إلى مسقط رؤوسهم، ومنبت نفوسهم مع أنَّ نسبتهم إلى بلدانهم نسبة إلى الأرض والتراب، فما هو حق الإسلام في أعناق أبنائه، ونسبتهم إليه نسبة إلى الله ورسوله، نسبة إلى الهدى والنُّور، نسبة إلى الحياة والرُّوح، نسبة إلى الإيمان والعقيدة؟!
فكل مسلم: جندي في حكومة الإسلام تبتدئ جنديته بوعيه الحياة، وتنتهي بمفارقة الرُّوح للجسد.
وليست جُندية الإسلام أن تحمل السلاح وتلبس لباس الجُندية فقط كما ترى في هذه الجنديات الحكومية، بل جندية الإسلام هي مراقبة حكم الإسلام في كل حركة وسكنة فإذا مشيت مشيت في خدمة الإٍسلام وهو الباعث لك، وإذا وقفتَ وقفت بأمر الإسلام وهو الآمر لك.
فإن كنتَ أيها الأخُ طالباً فاربط دراستك بالإسلام، واستحضر في نفسك أنَّك تدرس وتَجِدُّ لتؤدي ما عليك للإسلام من حقوق، وحاسبْ نفسَك هل أنت تدرس لأنَّ الإسلام يأمرك بالدراسة والتسلُّح بالعلم، أم تدرس لنيل المآرب وتحصيل الرغائب.
وإن كنت عاملاً فانظر حكم الإسلام في عملك، ولاحظ أنَّك تخدم الإسلام بعملك، فتأخرك فيه تأخر تلصقه بالإسلام الذي هو عقيدتك ودعوتك، فأحسنْ عملَك وأخلصْ نيتك واربطها بالإسلام.
وإن كنتَ تاجراً فلا تنسَ أنَّك مسلمٌ وأنَّ حقوق هذه التسمية في عنقك، فابسطْ يدَك حيث أمرك الإسلام، واقبضها حيثُ نهاك الإسلام، وكن جندياً أميناً في هذا المال الذي آتاك الله، واعلم أنَّ شِقَّ التمرة إذا صرفتَه بأمر الإسلام كان لك وقايةً من النار، وإذا أضعته هدراً أو في طريق الهوى كان لك عذاباً في اليوم الآخر.
وإن كنت... وإن كنت... فاجعل الإٍسلام نصب عينيك واحتكم إليه في كل عمل، وقف عند رأيه في كل موقف، ولا تسأم إذا أقيمت العواثر في طريق دعوتك، وحيكت الدسائس حولها، وأُشيع عنها ما ليس منها واضطهد أصحابها، واستشهد شبابها، فإنَّ الفلاح لا يأتي إلا بصبر طويل: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:200}.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين