نحو صياغة إسلامية لعلم الاجتماع (4)

نحو تأسيس علم اجتماعي إسلامي

في ضوء ما تقدم من استعراض لعلم الاجتماع في وضعه الحالي وصيغه الغربية المتعددة، وما اشتمل عليه من أقسام، يمكن أن نصفها بأنَّها عملية ومناهج للبحث يمكن قبولها مبدئيا مع الحذر من الوقوع في أخطاء تطبيقها، ومن أقسام أخرى ليست في الأصل من اختصاص علم الاجتماع، وما اشتملت عليه من نظريات ومفاهيم عقائدية ألصقت بهذا العلم وأقحمت في مباحثه؛ أقول في ضوء هذا التحليل: يمكن أن نقترح أسساً ونؤصل قواعد منهجية لعلم اجتماع جديد في إطار التصور الإسلامي، كما وُضع علم الاجتماع الغربي في إطار التصور الغربي وفلسفته.

وفيما يلي عرض لهذه الأفكار الأساسية:

1 - يشير القرآن إلى الطبيعة الاجتماعيَّة الإنسانيَّة باستمرار، كما يشير إلى الطبيعة العامة التي هي أشمل منها أعني إلى عالم الجماد والنبات والحيوان بأجزائها وأنواعها وحوادثها.

فكما يتردد في القرآن ذكر الأرض والكواكب وأجزاء الأرض من البر والبحر والجبال والسهول والأنهار والأودية والزرع والنبات والثمار والفواكه والأنعام والدواب وسائر أنواع الحيوان والحديد والفضة والذهب، وغير ذلك يتردد أيضاً ذكر الأمم والأقوام والشعوب والقبائل والعشيرة والأزواج من أنواع التجمعات البشريَّة.

2 - وكذلك يُشير القرآن إلى الحوادث والظواهر الاجتماعيَّة كما يُشير إلى الحوادث الطبيعيَّة كتراكم السحب ونزول المطر وسقاية الأرض ونمو النبات واختزان الماء لتكوين الينابيع تحت الأرض ونقصانها وأمثال ذلك.

يذكر القرآن أمثلة من الظواهر الاجتماعيَّة كظاهرة التقليد والترف والظلم والاستبداد في الحكم والإجرام وعبادة الأوثان والكواكب وتقديس الحيوان وعبادة الأرواح من الملائكة والجن ووأد البنات واحتقار المرأة وتطفيف الكيل والميزان واستغلال المستغلين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وإلى ظهور الطبقيَّة وامتيازاتها في المجتمع كطبقة رجال الدين ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: 31] ﴿إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ [التوبة: 34] ، وطبقة المتكبرين أو المستكبرين وطبقة المستضعفين أو الضعفاء وقد تردد ذكر هؤلاء وأولئك بضع عشرة مرة.

ويشير الحديث النبوي كذلك إلى كثير من الظاهرات الاجتماعيَّة ويستعمل كلمة (فشا) أو (ظهر) للدلالة على عموم الظاهرة وانتشارها «ما فشا الزنى في قوم إلا كثر فيهم الموت». كإشارته إلى ظهور الطبقيَّة والتمييز الطبقي في بني إسرائيل في قوله: «أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق فيهم الشريف تركوه».

يشير القرآن إلى حوادث اقتصادية كالربا وتطفيف الكيل والميزان وتسجيل الديون، وإلى نظم الحكم: حكم الشورى في مملكة بلقيس ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾ [النمل: 32] ، وحكم فرعون الاستبدادي ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ﴾ [القصص: 4]. وإلى تعدد المثل الأخلاقية ﴿كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾ [الأنعام: 108] ﴿كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 122] وإلى الظاهرة اللغوية ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [الروم: 22] ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ [إبراهيم: 4].

3 - كما يشير القرآن الكريم إلى ارتباط حوادث الطبيعة بعضها ببعض ارتباطاً مطرداً منتظما بيِّنا؛ إذ يدل على تتابع حادثين - 1- سابق: جرت العادة أن يسمى سبباً، 2-ولاحق: جرت العادة أن يسمى مسبَّباً أو نتيجة- تتابعاً مطرداً باستمرار كنزول المطر ونمو النبات، فإنه يشير كذلك إلى ارتباط الحوادث الاجتماعيَّة مثل هذا الارتباط المطرد الذي يسميه علماء الطبيعة وعلماء الاجتماع قانوناً.

يتكرر في القرآن الكريم مثلاً حصول الهلاك بعد ظهور الظلم: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ [النمل: 52] ، ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [الأنبياء: 11] ، ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾ [الحج: 45] بل إن هذا الارتباط له قانون زمني ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ [الكهف: 59] ، ﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام: 47].

وكذلك ظاهرة الترف فقد تكررت في القرآن واقترنت بالفسق ومحاربة دعوات الأنبياء الإصلاحيِّة وتقليد الآباء والإجرام والهلاك: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء: 16] ، ﴿وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 116] ، ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: 23] ، ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ [الزخرف: 23] وهناك آيات أخرى غير هذه ونكتفي بما أوردنا.

ويشير الحديث النبوي إلى هذا الارتباط بين الظاهرات الاجتماعيَّة كربطه لعدة ظاهرات بنتائجها في الحديث التالي:

عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما ظهر الغلول في قوم إلا ألقى الله تعالى في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنى في قوم إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير حق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو». أخرجه مالك.

لنأخذ بعض ما ورد في الحديث لبيان الارتباط:

(أ) الغلول: وهو السرقة من الأموال العامة فإذا فشت بين الموظفين وأفراد الشعب كان كل واحد منهم خائفا على نفسه من أن تعرف خيانته وليس الرعب إلا هذا الخوف المستمر المفقد للشجاعة ونقد الآخرين نقداً جريئاً.

(ب) الزنى إذا انتشر أدَّى إلى قلة الزواج وقِلَّة النسل فيقل عدد السكان أو على الأقل لا يحصل الازدياد المنتظر، وهي المشكلة المعروفة بقلة عدد السكان التي تهتم بها الحكومات وتبحث عن عواملها عن طريق الباحثين الاجتماعيين، ويمكن أن يلاحظ انتشار الأمراض المؤثرة في صحة السكان وقلة تناسلهم.

(ج) الحكم بغير الحق (الظلم في القضاء) يؤدي إلى انتشار الثأر ليأخذ صاحب الحق حقه بنفسه؛ لأن القاضي لم يُعطه حقه فيؤدي ذلك إلى النزاع والتقاتل.

قد يكون الترابط بين ظاهرتين عن طريق وسائط من ظاهرات أخرى لم تذكر وإنما يذكر من سلسلة الأحداث بدايتها ونهايتها، وهذا لا ينفي الارتباط السببي؛ ولذلك نظير في الآيات المتعلقة بالحوادث الطبيعيَّة كقوله تعالى ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ [لقمان: 10]، فبين نزول الماء وظهور النبات عمليات وسيطة محذوفة ولكن الربط السببي ظاهر في هذه الآيات وكثير غيرها بمعناها.

4- إذا كان القرآن الكريم - وكذلك الحديث - يُشير إلى ارتباط ظاهرتين اجتماعيتين ارتباطاً مُطَّرداً، فمعنى ذلك أنَّه يشير إلى قوانين الظواهر الاجتماعيَّة أو سُنن الله تعالى في المجتمع الإنساني؛ إذ ليس القانون الاجتماعي إلا الترابط المُطَّرد بطريقة ما بين ظاهرتين أو ظواهر اجتماعيَّة. بل إنَّ القرآن يذكر صراحة أن لله سنناً في الأمم والجماعات ويدعو إلى السير إليها والتفكر فيها ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 62] ، ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [آل عمران: 137]

إنَّ القرآن الكريم يلفت النظر إلى سنن في المجتمع صارمة ودقيقة كسننه في الطبيعة، وأن الأمم لها آجال كالأفراد تبعاً لأسباب قدرها في صحتها وأمراضها ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34] ، ﴿مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾ [المؤمنون: 43].

وقد يصوغ القرآن القانون الاجتماعي بالمعنى الواقعي -وهو غير المعنى التشريعي۔ كقوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: 179] ، وكقوله حكاية عن بلقيس سبأ في حديثها عن سليمان: (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها)، وهنا ينتهي كلامها -كما يرى ابن عباس وتنتهي الآية بقول الله المعبر عن قانون اجتماعي وسنة غالبة ﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 34] ، أي هكذا جرت عادة الملوك والقانون العام لسيرهم.

ولكن يجب التنبيه هنا إلى أن الله تعالى لم يقصد أن يقدم للناس في كتابه المنزل سننه في الكون، ولم يجعل كتابه كتاب كيمياء أو فلك، وإنما وجَّه الإنسان إلى النظر في الكون والتفكر فيما فيه في ظاهره وباطنه ليستخرج هو بنفسه سنن الله فيه، مما يقدر عليه ووكله الله إليه، تدفعه إلى ذلك دوافع المنفعة والمصلحة والمتعة. وإنما أشار إليه ووجَّهه بل أمره وحضَّه على ذلك، وهكذا الحال في سننه في الجماعات.

فالقرآن كتاب هداية عن طريق التوجيه تارة فيما يمكن للإنسان أن يصل إليه وعن طريق التعليم والدلالة فيما لا يمكن أن يصل إليه أو فيما يمكن أن يصل بعد خسارة كبيرة الإنسانية. وتلك هي المعالم الثابتة والأحكام المحددة في الأخلاق والتشريع.

وقوانين علم الاجتماع كقوانين الطبيعة هي من النوع الأول وجَّه الإنسان إليها وحضَّه على السير والنظر والتفكر فيها والاستماع إليها. ولذلك يقترن الحديث عن الموضوعات الاجتماعيَّة بألفاظ التفكير والعلم والسماع والنظر كقوله تعالى في الكلام عن الزواج وعلاقاته وأهدافه ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21] ، وفي الكلام عن عاقبة الإجرام ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [النمل: 69].

فما جاء في القرآن من الإشارة إلى سُنن الله في المجتمعات إنما هو أمثلة ونماذج للاعتبار وليست للاستقصاء فذلك متروك لتفكير الإنسان وبحثه وتجربته؛ وأخيراً: فإن اتصاف الظاهرة الاجتماعيَّة والقانون الاجتماعي بالعموم والشمول يصرح به القرآن والحديث، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25] ، وفي الحديث: قالوا يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث».

5- التغير والتغيير: المجتمع الإنساني كما يبدو في القرآن والحديث متغير متبدل ولتغيره عوامل وأسباب. فما أكثر ما يتحدث القرآن عن تبدل الأجيال ويستعمل القرآن لفظة القرن والقرون بهذا المعنى. كقوله تعالى: ﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾ [الأنعام: 6].

والذنوب التي لم تذكر هنا هي تلك الآفات والأمراض الاجتماعيَّة التي جعلها الله تعالى سبباً وعاملاً في هلاكهم، وقد ورد بهذا المعنى بضع عشرة آية تتضمن هلاكاً استعمل فيها لفظ القرن، والقرون بمعنى الجيل والأجيال وآيات أخرى تتضمن هلاك المدن كقوله تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ [القصص: 58]، ويشير هنا إلى سبب الهلاك وهو البطر حيث تنعدم الدوافع المثالية التي تنشئ الحضارات وتديم حياتها.

إنَّ الكلام عن تبدل المجتمعات من حال إلى حال وهلاك الأمم والأقوام والقرون، أي الأجيال كثير جداً في القرآن وهو مقترن بالدعوة إلى التفكر والتأمل والاعتبار. ويغلب عليه الصيغة المجردة من التفصيلات التاريخية والحوادث الشخصيَّة فهو أقرب إلى صيغ علم الاجتماع منه إلى التاريخ. ولو استعرضنا هذه الآيات الكثيرة لوجدنا أنَّ القرآن يخرجنا من النطاق المحدود في إطار زمن معيَّن وقوم معيَّنين وقبيلة معيَّنة ويجعلنا نطل على المجتمع الإنساني في إطاره العام الشامل للشعوب والأمم الخاضعة كلها لسنن واحدة في التغيير.

يتبع...

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين