نحو تفعيل مقصد الوحدة الإسلامية في ظل الاختلافات الفقهية

التعريف بالبحث:

تأتي دراسة: "نحو تفعيل مقصد الوحدة الإسلامية في ظل الاختلافات الفقهية" لتبرز أن قضية الوحدة الإسلامية من أعظم القضايا التي تشغل بال المسلمين جميعاً، ولتوضح حقيقة الاختلافات الفقهية، ولتقرر أنها عامل قوة لا عامل ضعف، ولتطرح بعض السبل الكفيلة بتوجيه هذه الاختلافات لصالح تحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة، وتقدم بعض الخطوات العملية التي تساهم في ذلك.

وتناول البحث الأطوار التي مرت بها الاختلافات الفقهية، وأوضح أنها اجتهادات بشرية، كان ظهورها تعبيراً عن تطور العقلية الإسلامية سدا لفراغ غياب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من جهة، وتوسع الرقعة الإسلامية من جهة أخرى. كما تم التأكيد على أن الاختلافات أمر فطري، لا يؤدي إلى الفرقة، ولا يبلغ حد الفتنة إلا مع البغي والهوى. وأشار البحث إلى أسباب اختلاف الفقهاء، وأوضح وجهات النظر في هذه الاختلافات بين قائل بأنها نعمة، وقائل بأنها نقمة، وخلص إلى التأكيد على أنها تعد توسعة للناس.

وأن الوسائل الكفيلة بتحقيق الوحدة الإسلامية بين أتباع المذاهب، وتمحورت في أربع وسائل:

الأولى: التوعية بماضي الأمة وحاضرها، ومعرفة المخاطر التي تجابهها، والعراقيل التي تحول دون استعادة مجدها وعزها. مع الوعي بالآثار الإيجابية المترتبة على تعدد المذاهب الفقهية؛ فهي تعد طريقاً للتكامل الفكري والمعرفي الكفيل بإيجاد الحلول لما استجد من قضايا.

الثانية: الاجتهاد ونبذ التقليد، مع التأكيد على الاجتهاد الجماعي المنضبط بالضوابط الشرعية، فيكون أكثر دقة وأقرب إلى الصواب، ويتحقق بمثل هذا الاجتهاد مبدأ الشورى.

الثالثة: تفعيل مقاصد الشريعة تنظيرًا وتطبيقاً، ذلك بأن المقاصد تضبط الفكر والسلوك، وتقي الزلل، وتساعد على الحد من الاختلاف.

الرابعة: إحياء أدب الاختلاف، ويعد هذا من أولى الأولويات، لما فيه من فوائد اجتماعية وتربوية وسياسية وحضارية، ونبذ التعصب، والتحلِّي بالتسامح حتى تنطلق جميع المذاهب الفقهية صفاً واحدًا؛ لتحقق التقدم الحضاري للأمة.

تحميل الملف