موقف علماء فلسطين من الحكم الظالم الصادر في مصر بحق المقاومين الصادقين

 

 

قال الله تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ } (الحج:39،40) صدق الله العظيم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

 

لقد هالنا نحن علماء فلسطين القرار الغريب الذي صدر في مصر تجاه المقاومين الأبطال من أبناء الأمة، وهم أبطال القسام، الذين لم نرَ فيهم إلا الشجاعة والبطولة والإقدام في مواجهة هذا العدو، الذي اغتصب الأرض، ودنس المقدسات، واستباح المحرمات، في وقت وقفت الأمة بجيوشها وعتادها وأعدادها تتفرج على شعب يباد، وجرائم ترتكب بحقه وكأنه من كوكب آخر.

 

وإننا نحن علماء فلسطين وأمام هذا الحكم الظالم من مصر  لنؤكد على ما يلي:

 

أولاً: إن هذا القرار باطل، فلا يجوز تمريره أو السكوت عليه، لأنه صدر في حق مجموعة مؤمنة تدافع عن شرف الأمة وعزتها، ومعاقبتها بهذا القرار ظلم واضح، وانحياز وموالاة للأعداء الكافرين، يقول الله تبارك وتعالى: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } (النساء:138،139).

 

ثانياً: نطالب نحن علماء فلسطين علماء مصر أن يُبَيُنوا الحق من الباطل، وأن ينصحوا لله ورسوله، وأن يضعوا الخوف من الله أمام أعينهم، وهذا سيسألون عنه أمام الله يوم القيامة، ولنؤكد بما علَّمنا ديننا أن صمتهم ليس من الإسلام بل يقوي الباطل وأهله، على الحق وأهله.

 

ثالثاً: نقول للقضاء المصري: "اتق الله، ولا تظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد عم ظلمكم فملأ الآفاق بحق الأطفال والنساء والعلماء، والآن جاء دور المجاهدين الأبطال امتداد لظلمكم خارج بلادكم! فحسبنا الله ونعم الوكيل، قال تعالى: { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } (طه:111).

 

رابعاً: إلى أبطال القسام امضوا على بركة الله، فالله معكم ولن يتركم أعمالكم، فأنتم شرف الأمة وعزتها وكرامتها، فمن كان معكم حاز الشرف، ومن تآمر عليكم خسر الدنيا والآخرة، لا يضركم خذلان المتخاذلين، وتآمر المتآمرين، فقد أورد البخاري ومسلم وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ".

 

رابطة علماء فلسطين- غزة

 

الأربعاء 15 ربيع الآخر 1436هــ الموافق 4/2/2015