مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 230)

الحكم التشريعي الخامس والثلاثون : النَّذر

﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ٢٧٠﴾ [البقرة: 270]

السؤال الأول:

جاء فعل الشرط ﴿أَنفَقۡتُم بصيغة الماضي، فما دلالة ذلك ؟

الجواب:

الفعل الماضي ﴿أَنفَقۡتُم هو إخبار بأنّ ما فعلته أو حصل منك قد علمه الله. ولو جاء بصيغة المضارع (تنفقوا) لدلّ على التجدد والتكرار .

السؤال الثاني:

ما دلالات هذه الآية ؟

الجواب:

هذه الآية  تبين الحكم التشريعي الخامس والثلاثين ، وهو ما يتعلق بالنَّذر .

2 ـ  ( النَّذر ) ما يلتزمه الإنسان بإيجابه على نفسه ، يُقال : نذر ينذر ، وأصله من الخوف  ، و( الإنذار ) الإبلاغ ولا يكون إلا في الإنذار ، والاسم ( النُذُر) بضمتين ، و( النَّذر ) واحد النذور ، وقد ( نذَر) لله كذا .

3 ـ ( النَّذر ) على ضربين :

آ ـ مفسر : أن يقول مثلاً : لله عليّ صدقة أو صوم أو نحوه ، وهذا يجب الوفاء به كما نذر وألزم نفسه .

ب ـ غير مفسر : هو أن يقول مثلاً : نذرت لله ألا أفعل كذا ثم يفعله ، وكلٌ منهما في طاعة الرحمن ، فهذا النذر لا يلزم الوفاء به ، وفيه كفارة يمين .

أمّا النذر في المعصية فلا يلزم الوفاء به ، سواء كان مفسراً أم لا .

والنذر كان  معروفاً في الأمم السابقة ، كقول مريم : ﴿ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا [مريم:26]  وكقول أمها : ﴿ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا [آل عمران:35].

4 ـ قوله تعالى : ﴿وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ٢٧٠ أي: من منع حق الله فهو ظالم ، والظالمون ليس لهم أنصار يمنعونهم من عذاب الله .

5 ـ قال الحرالي : ومفهوم الآية: أنّ الله آخذٌ بيد السخي وبيد الكريم كلما عثر يجد له نصيراً، ولا يجد الظالم - بوضع القهر موضع البر- ناصراً. والله أعلم .

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين