الحكم التشريعي الخامس والثلاثون :
النَّذر
﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن
نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ٢٧٠﴾ [البقرة: 270]
السؤال الأول:
جاء فعل الشرط ﴿أَنفَقۡتُم﴾ بصيغة الماضي، فما دلالة ذلك ؟
الجواب:
الفعل الماضي ﴿أَنفَقۡتُم﴾ هو إخبار بأنّ ما فعلته أو حصل منك قد علمه الله. ولو جاء بصيغة المضارع (تنفقوا) لدلّ على التجدد والتكرار .
السؤال الثاني:
ما دلالات هذه الآية ؟
الجواب:
1ـ هذه الآية تبين الحكم التشريعي الخامس والثلاثين ، وهو ما يتعلق بالنَّذر .
2 ـ ( النَّذر ) ما يلتزمه الإنسان بإيجابه على نفسه ، يُقال : نذر ينذر ، وأصله من الخوف ، و( الإنذار ) الإبلاغ ولا يكون إلا في الإنذار ، والاسم ( النُذُر) بضمتين ، و( النَّذر ) واحد النذور ، وقد ( نذَر) لله كذا .
3 ـ ( النَّذر ) على ضربين :
آ ـ مفسر : أن يقول مثلاً : لله عليّ صدقة أو صوم أو نحوه ، وهذا يجب الوفاء به كما نذر وألزم نفسه .
ب ـ غير مفسر : هو أن يقول مثلاً : نذرت لله ألا أفعل كذا ثم يفعله ، وكلٌ منهما في طاعة الرحمن ، فهذا النذر لا يلزم الوفاء به ، وفيه كفارة يمين .
أمّا النذر في المعصية فلا يلزم الوفاء به ، سواء كان مفسراً أم لا .
والنذر كان معروفاً في الأمم السابقة ، كقول مريم : ﴿ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا ﴾ [مريم:26] وكقول أمها : ﴿ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا ﴾ [آل عمران:35].
4 ـ قوله تعالى : ﴿وَمَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ٢٧٠﴾
أي: من منع حق الله فهو ظالم ، والظالمون ليس لهم أنصار يمنعونهم من عذاب الله .
5 ـ قال الحرالي : ومفهوم الآية: أنّ الله آخذٌ بيد السخي وبيد الكريم كلما
عثر يجد له نصيراً، ولا يجد الظالم - بوضع القهر موضع البر- ناصراً. والله أعلم .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول