مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 210)

﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ  ٢٥١تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٢٥٢ [البقرة: 251-252]

 

السؤال:

 ما أهم دلالات هاتين الآيتين ؟  

الجواب:

1 ـ استجاب الله دعاءهم ، وأفرغ الصبر عليهم ، وثبّت أقدامهم ، ونصرهم على القوم الكافرين جالوت وجنوده .

2 ـ  قوله تعالى : ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ جاءت بعد قصة طالوت ، وقومه مروا بثلاث مراحل: استضعاف ثم مدافعة ثم تمكين.

3 ـ قوله تعالى : ﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ  الهزم في اللغة الكسر ، والهزمة النقرة في الجبل أو في الصخرة ، ومنها زمزم هزمةُ جبريل عليه السلام  حيث هزمها برجله فخرج الماء ، ويقال للسحاب : هزيم ، لأنه يتشقق بالمطر .

3 ـ كان من جنود طالوت فتى يافع هو (داود ) استطاع قتل جالوت بإذن الله برميه أحجاراً أصابت رأسه فأرداه قتيلاً ، فزوجّه طالوت ابنته ، وشاطره ملكه ، ثم أعطاه الله المُلك والنبوة في بني إسرائيل ، وعلّمه الحكمة ، وهي وضع الأمور مواضعها على الصواب والصلاح ، وعلمّه مما يشاء الله من مصالح الدنيا والدين.

4 ـ قوله تعالى : ﴿وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ  جالوت أرعب الناس بالسلاح ، ولم يتوقع أحدٌ قتله ، فقتله داود (بمقلاعٍ وحجر) فالله الذي يرمي ، والله الذي يقتل.

5 ـ  قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب ( ولولا دفاعُ الله ) مصدر ( دافَعَ) ، وقرأ الباقون ( دفْعُ الله ) مصدر ( دَفَعَ ) .

5 ـ قوله تعالى: ﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٢٥٢ إشارة إلى القصص التي ذكرت سابقاً في سورة البقرة نتلوها عليك أيها الرسول ، فمن الذي أعلمك بها غير الله ؟ وفي هذا دليل على صدق نبوتك ، وأنك من المرسلين الصادقين ، ختم الله بك النبوة والرسالة .

قوله تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٢٥٢ ولم يذكر على (صراط مستقيم) مثلما جاء في يس: ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ٣عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ٤ [يس: 3-4] فالسياق ليس فيه ذكر للدعوة وإنما في سياق إثبات نبوته، والدعوة هي صراط مستقيم، وقد وردت في سياق قصة طالوت وجالوت وقسم من الأنبياء أيضاً، فأراد الله سبحانه أن يُخبر أنّ هذا دليلاً على إثبات نبوته صلى الله عليه وسلم بإخباره عما لم يعلم من أخبار الماضي، وهذا يدل على رسالته. والله أعلم .

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين