مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 209)

﴿وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ٢٥٠﴾ [البقرة: 250]

 

السؤال الأول:

 تقول: أفرغت الماء في الإناء إذا صببته، فلِمَ عبّر ربنا سبحانه وتعالى عن الصبر بالإفراغ، فقال: ﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا ولم يقل: صبِّرنا، أو اجعلنا صابرين؟

الجواب:

إنّ التعبير عن طلب الصبر بقوله: ﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا فيه إبداع وجمال ساحر؛ لأنّ إفراغ الصبر يدل على المبالغة في صبر الداعي لصفة الصبر؛ وذلك أنّ الإفراغ معناه الصبُّ، وإذا صببت الشيء أو أفرغته فقد ملأت المفرَغ فيه، وإذا أُفرِغ الصبر في قلوب المؤمنين الداعين فهذا يعني أنّ القلوب قد ملئت صبراً حتى غدت وعاءً له.

 

السؤال الثاني:

 ما أهم دلالات الآية ؟  

الجواب:

1 ـ المبارزة في الحروب ، هي أن يبرز كلُ واحد لصاحبه وقت القتال في الأرض الفضاء التي لا حجاب فيها ، بحيث يرى كل واحد صاحبه .

2 ـ  ( الإفراغ ) الصبُّ ، وهو إخلاء الإناء مما فيه ، وقوله تعالى : ﴿أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا   أي أفرغ علينا صبراً ، واصببه علينا أتم صب وأبلغه .

3 ـ فزعوا إلى الله بالدعاء والتضرع وسألوه : الصبر والثبات والنصر .

التوجه إلى الله بالدعاء هو من عوامل النصر .

5 ـ قوله تعالى : ﴿رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا    تأملْ رحمةَ الله وهو يعلمنا هذا الدعاء: (أفرغ) فإنّ آلامنا تحتاج لأمواج من الصبر تغمرنا وتبلل كل نقطة ألم فينا وتطفئ وجعنا. والله أعلم .


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين