مختارات من تفسير ( من روائع البيان في سور القرآن ) (الحلقة 202)

﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ٢٣٩ [البقرة: 239]

 

السؤال الأول:

ما الفرق بين استعمال (إذا) و(إن) في هذه الآية ؟

الجواب:

تأمل هذا اللفظ الإلهي وانظر كيف يسوق لك الأمان والاطمئنان، ألم تر كيف جاء ربنا بالأمن بـ (إذا) فقال ﴿ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ وجاء بالخوف بـ (إنْ) ﴿ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فهذا بشارة لنا نحن المسلمين بأنّ النصر والأمن سيكون لنا مهما طال أمر الفزع والخوف، ولكن من أين نفهم هذا المعنى؟ نفهمه من استعمال (إنْ) و(إذا) في الآية. فـ (إنْ) تستعمل في الشك والتقليل فأدخلها ربنا تعالى على الخوف، وتستعمل (إذا) لليقين والقطع فاستعملها ربنا مع الأمن.

السؤال الثاني:

جاء فعلا الشرط ﴿ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ ﴿ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ بالماضي بعد أداة الشرط، فما دلالة ذلك ؟

الجواب:

التعبير بفعل الشرط بالفعل الماضي قد يفيد افتراض الحدث مرة واحدة أو قليلاً، في حين الفعل المضارع يفيد تكرر الحدث وتجدده .

 

السؤال الثالث:

ما دلالة قواعد استعمال (إذا) و (إنْ) في القرآن الكريم ؟

الجواب:

إنْ: تستعمل في القرآن الكريم في المعاني المحتملة الوقوع أو المشكوك في حصولها أو المستحيلة أو المفترضة:

أمثلة للمعاني المشكوك في حصولها: الأعراف 143 .

أمثلة للمعاني المحتملة: البقرة 191ـ المائدة 6 .

أمثلة للمعاني المستحيلة: الزخرف 81 ـ الرحمن 33 .

أمثلة للمعاني المفترضة: القصص 71 .

إذا: تستعمل للمقطوع بحدوثه والكثير الوقوع، كما في الآيات:

[ البقرة 180 ـ النساء 6 ـ الجمعة 10 ـ النساء 86 ـ الأعراف 204].

أمثلة مشتركة تتضمن (إذا) و(إن) معا:

[التوبة 5 ـ البقرة 196 ـ البقرة 239 ـ البقرة 282 ـ النساء 25 ـ البقرة 180 ].

السؤال الرابع:

ما معنى ﴿ رُكۡبَانٗاۖ في الآية ؟

الجواب:

الرَّكبُ: هم أصحاب الإبل في السفر، وهم العشرة فما فوقها.

الرُّكبان: الجماعة منهم، وتختص بالإبل فقط.

الرُّكاب: جمع راكب مثل: كافر وكفّار، ولغير الإبل.

الرِّكَاب: الإبل التي يُسار عليها، والواحدة راحلةٌ، ولا واحد من لفظها.

الرَّاكِبُ: إذا كان على العير خاصة، فإذا كان على حصان سمي فارساً، وعلى حمار يسمى فرساً أو حمّاراً.

الرَّكوبةُ ـ بفتح الراء ـ ما يُركَبُ.

السؤال الخامس:

ما دلالة هذه الآية ؟

الجواب:

الخوف في هذه الآية خوفٌ مطلقٌ يشمل كل أنواع الخوف : عدو ـ قاطع طريق ـ سباع ـ هوام ـ ...

2 ـ شدّد الإسلامُ على أداء الصلاة ، فأوجبها في حالة الصحة والمرض ، وفي الحضر والسفر ، والسلم والحرب ، وفي الأمن أو الخوف ، رجالاً أو ركباناً ، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها ، مع الوضوء أو التيمم أو مع فقد الطهورين .

3 ـ قوله تعالى : ﴿ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ  أي كنتم في حالة الخوف أو غيره فإنّ الصلاة لا تسقط  ، و لا تسقط الصلاة إلا عن فاقد الوعي .

4 ـ شرع الله صلاة الخوف في حال ترقب لقاء العدو ، وأمّا في حال التحام الصفوف في القتال مع العدو، فتؤدى الصلاة على أي حال مشاة أو ركباناً . وأحوال صلاة الخوف مبينة في كتب السنة والفقه . والله أعلم .

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين