مشكلة الوسواس في الطهارة

نص الاستشارة :

السلام عليكم، أعاني من وسواس الطهارة جدا منذ فترة كيف يمكنني التخلص منه ؟؟ كلما أعرضت عنه اخاف من ان يكون هناك نجاسة . سؤالي الآخر هل الماء الموجود على أرض الحمام يعتبر نجسا ، إن كان هناك إزالة نجاسة أثناء الاستحمام ؟ بارك الله بكم

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله..

الماء الموجود على أرض الحمام لا يعتبر نجساً إن زال عين النجاسة وأثرها على الأرض بجريان الماء، فالحمامات في عصرنا لها فتحة تصريف في الأرض، وبسكب الماء على النجاسة فإنه لا يبقى لها أثر، فالماء المتبقي على الأرض يعد طاهراً.

أما الوسواس في الطهارة فهو من حيل الشيطان حتى يفسد على المسلم عبادته، بل يفسد عليه حياته كلها، مما يجعله في قلق وهمٍّ بسبب الأفكار والخواطر التي يشغل بها نفسه وفكره، وعلاج ذلك قطع هذه الأفكار والخواطر فورا والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاج ذلك، فقد روى الإمام مسلم أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا» قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي.

وقد نبَّه فقهاؤنا على خطورة المبالغة في أمر الاستبراء والتدقيق في ذلك وأن كثرة التفكر فيه يؤدي إلى الوسوسة، والوسوسة أمارة على قلة التفقُّه في الدين؛ وفيما يلي نقل مختصر عن عدَد من كبار فقهاء المذاهب للتحذير من الوسوسة:

قال الإمام مالك - رحمه الله - عن شيخه ربيعة - إمام أهل زمنه -: كان ربيعة أسرع الناس في أمرين في الاستبراء والوضوء، حتى لو كان غيره - قلت: ما فعل؟!. [الفتاوى الفقهية الكبرى، لابن حجر الهيتمي 1/ 150]

قال الإمام الغزالي: ولا يكثر التفكرَ في الاستبراء فيتوسوس ويشقُّ عليه الأمر، وما يحسُّ به من بلل فليقدِّر أنه بقية الماء، فإن كان يؤذيه ذلك فليرشَّ عليه الماء حتى يقوى في نفسه ذلك، ولا يتسلط عليه الشيطان بالوسواس. [إحياء علوم الدين 1/ 131.]

قال الإمام النووي: ينبغي لكل أحد أن لا ينتهي إلى حد الوسوسة، قال أصحابنا: وهذا الأدب وهو النتر والتنحنح ونحوهما مستحبٌّ، فلو تركه فلم يَنتر ولم يَعصر الذكر واستنجى عقيب انقطاع البول، ثم توضأ فاستنجاؤه صحيح، ووضوؤه كامل؛ لأنَّ الأصل عدم خروج شيء آخر. [المجموع شرح المهذب 2/ 91].

قال الشيخ عبد الباقي الزرقاني المالكي: ينبغي أن يطلب التعجيل في ذلك بقدر الإمكان ويحذر التطويل فيه واستقصاء الأوهام فإن ذلك يؤدي إلى تمكن الوسوسة فيحار في زوالها وعلاجها بعد تمكنها، ويفوت صاحبها ما لا يحصى من أنواع الخير ويقع في أنواع من الشر نسأل الله السلامة والعافية. [شرح الزرقاني على مختصر خليل وحاشية البناني 1/ 144].


التعليقات