الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكرا على متابعتك واهتمامك

البعد عن الطريق الذي سلكته يحتاج إلى صبر ومجاهدة، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين} [العنكبوت:69]، وهذا من توفيق الله تعالى لك فاحمده على هذه النعمة، وأسأله الثبات والهداية دوما، فالمسلم أعز ما لديه هو دينه وتمسكه به فليحرص على ذلك قدر استطاعته مهما كلَّفه ذلك من ثمن..

أما بالنسبة لسؤالك فأنت تدرك أن هذه الأفلام بطبيعتها وطريقة حبكتها للقصة هي جاذبة وشائقة، والإنسان من طبيعته الفضول فهو يبحث دوماً عن المزيد، ويريد أن يستكشف ويربط الأحداث ببعض، ويتوقع عدة سيناريوهات للنتائج وهكذا مما لا يصل إلى نهاية، وسيدخل بطبيعة الحال بعدة تفاصيل يراها مهمة، وإن لم يشعر بذلك ففي كثير من الأحيان يسرح عقله الباطن في بعض الصور والكلمات والمواقف.. والذي يتابع هذه المسلسلات والأفلام ليس بالسهل أن يقلع عنها أو يتركها.. وكما تعلم فإنه يقوم على صنعها شركات متخصصة وتجني من وراء ذلك الأرباح الطائلة، بالإضافة إلى ما يكون لهذه البرامج من أهداف تخريبية للمشاهد سواء في أمور العقيدة وهذا أخطر شيء، أو في أمور الأخلاق، أو في الأمور الفكرية ونحو ذلك..

ما أريد أن أخلص إليه من هذا الكلام أنك وإن امتنعت عن مشاهدة بعض اللقطات التي فيها محاذير شرعية فإنك لا تضمن عدم تأثيرها السلبي والسيء عليك، لما تقدَّم ذكره. فالمشاهد والمتلقي هو من ينفعل ويتأثر بالأحداث وليس العكس. أما الذي يصنع الفيلم ويعده فهو من يصنع الأحداث ويؤثر بالآخرين..

وإن لم يوجد أي أثر سلبي مما ذكر، فيكفي أنها تقتل الوقت الذي هو حياة الإنسان وكنزه ورأس ماله، وإذا ذهب فلن يعود.

 ونقول في خلاصة الأمر أن ما كان منها فيه مخالفات في العقيدة، أو يدعو لأي ملة تخالف الإسلام، أو فيه هزء أو سخرية أو تنقص بأي حكم أو شعيرة من شعائر الإسلام فهذا يجب مقاطعته تماما، وعدم مشاهدته بشكل قاطع. وهذا واجب تعظيم الدين، ومن يفعل غير ذلك فهو على خطر عظيم في دينه. حتى وإن كان الأمر بمجرد المشاهدة أو التحميل ولو لمرة واحدة فهذا فيه دعم لهم؛ لأن كل مشاهدة أو تحميل يجنون من ورائه المال في أقل تقدير.

وما كان فيه من مخالفات دون أمر العقيدة فهي أقل خطراً، ويجب تجنبها في كل الأحوال.  نسأل الله لك التوفيق لكل خير.