مسارات الإبداع العقلي في ضوء المنهج المعرفي الإسلامي

مسارات الإبداع العقلي في ضوء المنهج المعرفي الإسلامي

 

محمود بطل محمد أحمد

التقديم للبحث:

لا شك أن البنية العقلية لها محورية في نجاح الخطاب الثقافي عامة والمعاصر خاصة؛ نظرًا لأن تلك البنية تعكس منهجية الإسلام في تعاطيه مع إشكالية العقل والنقل، تلك الإشكالية التي فرضت نفسها كإحدى الإشكاليات الفكرية التي يتوجب على الخطاب الثقافي المعاصر حلها. من هنا يهدف هذا البحث إلى الكشف عن مسارات الإبداع العقلي في ضوء المنهج المعرفي الإسلامي، وقد استعملت في هذا البحث منهجين، وهما: المنهج الاستقرائي، والذي تتبعت من خلاله مواطن الاستدلال من أصول المنهج المعرفي الإسلامي، والمنهج التحليلي، والذى قمت من خلاله بتحليل هذه الأدلة لاستخراج النتائج منها .ومن النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث أن من مفردات المنهج المعرفي الإسلامي تشكيل بنية مفاهيمية تضمن انضباط الإطار الحواري الذاتي والخارجي، وأن المنحى النقدي الذي أصَّل له المنهج المعرفي الإسلامي لم يكن أبدا مجرد توصيات أو نصائح بل أخذ السمة العلمية فأنتجت العقلية الإسلامية في ضوء هذا المنهج مجموعة من العلوم تعين العقلية المسلمة على القيام بحركة نقدية، وأن هناك مظاهر عدة لحاجة الخطاب الديني للعقلية الفارقة كالحاجة إلى التفريق بين النص والاجتهادات حول النص، والتفريق بين الثابت والمتغير، والتفريق بين السياقات الزمانية والمكانية، والتفريق بين مراتب الأحكام الشرعية، وأنه مما يوجب امتلاكنا القدرة على التعاطي مع الإشكاليات طبيعة النصوص من الكتاب والسنة والتي اقتضت الحكمة الإلهية أن يحوي بعضها إشكالا من أجل تحريك العقول واستثارتها نحو التفكير، وأن إيراد الاعتراضات والإشكالات قد أخذ حيِّزًا لا يمكن إنكاره من خارطة التأليف لتراثنا الإسلامي.


لتحميل الملف .. اضغط هنا