ما ضابط موالاة الكفار المكفرة؟

نص الاستشارة :

 

سؤال ذُكِرَ في مجموعة واتساب فأجبتُ بهذا الجواب الذي أنقله إلى الفيس  مذكراً بقاعدة مهمة وهي ( قيد الحيثية مراعى ولو لم يذكر في سياق الكلام):

 

الاجابة

أقول وفقني الله:
الضابط هو الموالاة على الدين..
موالاة الكفار على دينهم نصرةً لهم من حيث هم كفار وتأييداً لهم من حيث هم يقاتلون مسلمين وخذلاناً للمسلم من حيث هو مسلم.
أما من ناصر الكافر عصبية لوطنه أو قبيلته أو قوميته أو رغبة في ماله وجاهه وسعياً وراء حظ من الدنيا أو خشية من بطش ذاك الكافر فليس ذلك من قبيل الموالاة المكفرة.
وكذلك من خذل المسلم وناصر الكافر عليه كرهاً وبغضاً في شخص المسلم  ولحظوظ دنيوية لا لأنه مسلم بل للعداوة الدنيوية بينهما مثلاً فليس ذلك من قبيل الموالاة المكفرة، 
بل ذلك فسق وضلال تتفاوت مراتبه ..

وأما قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فإما أن يحمل على الموالاة في الدين، أو يُعم ويكون تشبيها بليغا قد حذف منه أداة الشبه ووجهه، والتقدير: فإنه مثلهم في الظاهر من العداوة والمقاتلة والضلال فيقاتل كما يقاتلون لا في الكفر المخرج من الملة ..

والدليل على ذلك قصة سيدنا حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه فقد والى الكفار يوم فتح مكة وراسلهم كاشفاً سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لكفرهم ولا رغبة في علوهم على المسلمين وغلبتهم من حيث هم كفار على المسلمين من حيث هم مسلمون بل لحظ دنيوي معلوم بينه للرسول الكريم فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في عذره ولم يقل له مجرد فعلك كفر وإن لم يصاحبه اعتقاد قلبي مكفر ولم يعاقبه لسابقته في الإسلام وشهوده بدراً وتوبته الصادقة .. 
ومن الأدلة على ذلك تتمة آية المائدة: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) 
وكان هؤلاء هم المنافقين.. فكانت موالاتهم الكفار راجعة إلى الدين والرغبة في انكسار المسلمين من حيث هم مسلمون وذهاب ريحهم وضعف دينهم وتسلط الكافرين عليهم يقتلونهم حتى لا يبقى مسلم على وجه تلأرض يعبد الله.


التعليقات