مؤتمر عن ( التصوف ) في ( الشيشان ) .. !!


سؤال بريء :

هل خرج الاحتلال الروسي من الشيشان وحُلت القضية ؟ ومن الذي دعا هؤلاء الأفاضل : الروس أو الرئيس الشيشاني الموالي لروسيا ؟ وأيهما أولى : إنقاذ هوية بلد ضائع ، أم محاربة الفكر المتطرف كما عنونوا للمؤتمر ..؟! وما هي ماصدقات التطرف الذي سيتحدثون عنه ؟ هل سيتبادر إلى الأذهان المقاومة الشيشانية أو التطرف الروسي .. ؟!

في الحقيقة لا تعنيني الإجابة عن هذه الأسئلة بقدر ما تشغلني تلك المؤشرات العديدة التي تصب جميعا في البديل الذي يعد لشعوب المنطقة بعد أن ظهر جيدا أنها لن تتخلى عن هويتها .. فكانت الخطة : ( هوية معدلة غير مزعجة ) = ( التصوف الغافل ) و ( الإسلام المدجن ) بديلا عن ( الإسلام السياسي المقاوم ) .. وفقا لتوصيات ( راند ) ..!!

ما كان أحكم سيدنا الشيخ محمد الغزالي _رحمه الله_ حين لخص الإسلام بقوله : ( عقل ذكي وقلب نقي ) ذلك أن ( القلب النقي ) وحده _كما يفترض في الأفاضل _ قد يُستغل ويوظف فتأتي النتائج بعكس المراد ، وبدلا من تعبيد الناس لله وشهوده في جميع أحوالهم سيجدون أنفسهم من ( كهنة الفراعين ) الممهدين لعبادة غير الله وإن اختلفت العناوين .. !! 

أما ( العقل الذكي ) وحده فإنه يحول الدعوة الإسلامية إلى حزب سياسي أو أيديولوجيا لا روح له أو فيه ، مدافعة وجدال طيلة الوقت ، وانشغال بالناس يفوق الارتقاء بالنفس ، فتصبح الشعائر أشبه بفعل المنافقين ويصبح الانتصار على الغير انتصارا للإسلام وإن خسرت هذا الغير وتفلتت نفسه منك ..!! 

ومصائب أمتنا بين هؤلاء وأولئك ، وعلى الله صلاح الأحوال ..!!
أحمد الدمنهوري