![مؤتمر إنقاذ الأمة](https://islamsyria.com/storage/Setting/default_image/no.png)
بِسْم الله، الحمد الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد فإنّ أحد الإخوة الكرام سألني تقريراً عن مؤتمر إنقاذ الأمة الذي انعقد قبل أيام في استانبول ، فإذا بالباري عز وجل يكرمني و يطلق قلمي بالكلمات التالية :
مؤتمر إنقاذ الأمة:
مؤتمرٌ رائدٌ في فكرته ،
رائدٌ في هدفه ،
رائدٌ في نسيجه الإسلامي .
فالفكرة هي تنبيه الأمة كل الأمة إلى الخطر المجوسي الزاحف ، و الورم السرطاني الممتد في أكثر المواضع سخونة من جسد الأمة .
و الهدف هو إنقاذ الأمة مما يكاد لها ، و يدبر في شأنها في العلن والخفاء.
أما النسيج الإسلامي المحاضر و المشارك فإنّه يمثل كافة أطياف الأمة على اختلاف مشاربها ، و تنوّعها الجغرافي.
إنّنا لأول مرة نجد في مؤتمراتنا كافة المشارب على اختلافها تجتمع لتصيغ ميثاقاً إسلاميّاً مشتركاً تلتزم به جماهيرها للاستماع بتفعيل الآليات الموصى بها، و مواجهة الأخطار ضمن مركب جهدٍ متعاضد.
لأول مرة نجد تحت سقف واحد ، و مركب واحد ، و في ميثاق مشترك واحد السلفي مع الصوفي مع الإخواني مع السروري مع التحريري مع كافة الهيآت والمنظمات و المؤسسات و الأفراد و الإعلاميين والحقوقيين و السياسيين و العسكريين الناشطين في ساحة أهل السنة والجماعية على اتساع رقعة أمتنا الجغرافية دون الانكفاء على قطر أو تجمع سياسي ، لهذا كله فإنّ المؤتمر بحق كان مؤتمر أمة في مواجهة من يعمل على تمزيق الأمة باسم الإسلام و الانتساب إلى عباءة أهل البيت الأطهار، حيث لم يكن مؤتمر قطر أو مؤسسة أو لون واحد.
قد يقول قائل : اجتمعتم من أجل تنبيه الأمة على الخطر المحدق بها ، لكن الجميع يدرك الخطر ، و يعلم به ، فما فائدة اجتماعكم ؟
الجواب : صدقتم ، لا سيما وأنّ المجتمعين من النخبة ، لكن بعد أن اجتمعنا ، و استمعنا إلى المحاضرات في الملف الإيراني الأفريقي ، و الملف الإيراني الأحوازي ، و الملف الإيراني العراقي ، و الملف الإيراني السوري ، و الملف الإيراني اللبناني ، و الملف الإيراني في مناطق متعددة من عالمنا الإسلامي من نحو الملف الإيراني في الجزيرة العربية و المغرب و باكستان و أفغانستان و أذربيجان و غيرها من بلاد الإسلام ، فحينئذٍ أدركت أن الخطر هو أكبر بكثير من معرفتنا السطحية ، حتى إنني من أعماق قلبي أصبحت أرتجف في قلب قاعة المؤتمر لشدة الهول المحدق بالأمة ، و قوة الإمكانيات المادية المبذولة في سبيله بهدف تدميرنا تحت غطاء عقدي و أممي و إعلامي و سياسي عالمي، و والله لولا ثقتي بالله رب العالمين، و وعده لنا و وعيده لهم ، و بقاء هذه الأمة إلى قيام الساعة ، و قراءتي لتجارب جبارة مماثلة مرّت على أمتنا في تاريخها ما ل?بِث?تْ أنْ انفضّتْ و طويتْ بسلام و لو بعد جهاد و زمان و ذلك بتوفيق الله تعالى و جهود رجال الأمة ومفكريها و علمائها و قادتها و مفكريها و مجاهديها ..............
أقول : والله لولا ثقتي بالله لأصابني الخور لكان أمام ثقتي المطلقة بالله عز و جل و بهذه الأمة العظيمة فقد ازددت يقيناً بانتصارنا و هزيمتهم .
أما الهدف النبيل للمؤتمر فقيمته تجسّدت بالتوصيات وتفعيل الآليات، لا سيما و أنّ من تلك التوصيات الهامة أن يتحوّل المؤتمر إلى كيان رئيس من كيانات الأمة ، و أن يعلم الحكام أنه لا يستهدفهم ، و أنّ الخطر المدلهم لا تكفي فيه جهود أفراد و مؤسسات و جماعات بل لا بد من دعم الحكومات التي لم تندمج في المشروع الصفوي المجوسي و لم ترفع الراية البيضاء أمامه ، و التي لا تتبجح بمحاربة الإسلام ، هذا و قد تعدّدت المداخلات التي ترشح بأن يخاطب المؤتمر ثلاث دول بعينها هي تركيا أردوغان ، و المملكة العربية السعودية الملك سلمان ، و قطر الأمير تميم ، فهؤلاء الثلاثة يملكون وعياً متقدماً على غيرهم تجسّد في موقفهم الصريح والواضح من الملف الإيراني الشامي و اليمني و العراقي .
هذا و قد أضاف آخرون ترشيح ماليزيا و بروناي .
إلى جانب هذا كله ، و إلى جانب المحاضرات التي لخّ?صْتُها ، تقف جنباً إلى جنب المداخلات التي دوّنتُها ، والتي أدلتْ بها نخبة مسلمة من شتى بقاع الأرض عانت من حقد المشروع المجوسي الحاقد ، أو ملكتْ حسّاً و وعياً سبقت به غيرها للتحذير من تِنّينه متعدّد الرؤوس ذي السمّيّة العالية والحاقدة والضاربة.
و من المداخلات تفعيل دور العلماء في أصقاع الأرض فهم الحصانة الحقيقية للأمة ، و في المقابل فضح دور من اشترتهم إيران من علماء السلطان حتى صاروا من أركان مشروعها الهادم لهوية الأمة.
بالتأكيد كان لي على المؤتمر ملحوظات ، لا سيما في نقاط محددة من الميثاق ، أو طريقة انتخاب المكتب التنفيذي أو مجلس الأمناء ،لكنني نقلت تلك الملحوظات إلى القائمين على هذا المؤتمر الهام مشافهة جمعاً للكلمة ، و منعاً من تمزيق عرى الأمة، و سعياً مني في أن أكون لبنة تبني ولا تهدم ، لا سيما في هذا المنعطف الخطير من تاريخ أمتنا.
سجلها نزيل المدينة المنورة محمدمحيي الدين حمادة الدمشقي الميداني عضو رابطة العلماء السوريين ، و خادم مركز البيت الشامي الدعوي في غازي عنتاب .
![](https://islamsyria.com/front/imgs/bg-vector.png)
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول