مؤتمر إنقاذ الأمة

 

بِسْم الله، الحمد الله، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد فإنّ أحد الإخوة الكرام سألني تقريراً عن مؤتمر إنقاذ الأمة الذي انعقد قبل أيام في استانبول ، فإذا بالباري عز وجل يكرمني و يطلق قلمي بالكلمات التالية :

مؤتمر إنقاذ الأمة: 

مؤتمرٌ رائدٌ في فكرته ،

رائدٌ في هدفه ، 

رائدٌ في نسيجه الإسلامي .

فالفكرة هي تنبيه الأمة كل الأمة إلى الخطر المجوسي الزاحف ، و الورم السرطاني الممتد في أكثر المواضع سخونة من جسد الأمة .

و الهدف هو إنقاذ الأمة مما يكاد لها ، و يدبر في شأنها في العلن والخفاء.

أما النسيج  الإسلامي المحاضر و المشارك فإنّه يمثل كافة أطياف الأمة على اختلاف مشاربها ، و تنوّعها الجغرافي. 

إنّنا لأول مرة نجد في مؤتمراتنا كافة المشارب على اختلافها تجتمع لتصيغ ميثاقاً إسلاميّاً مشتركاً تلتزم به جماهيرها للاستماع بتفعيل  الآليات الموصى بها، و مواجهة  الأخطار  ضمن مركب جهدٍ متعاضد.

لأول مرة نجد تحت سقف واحد ، و مركب واحد ، و في ميثاق مشترك واحد  السلفي مع الصوفي مع الإخواني مع السروري مع التحريري مع كافة الهيآت والمنظمات و المؤسسات و الأفراد و الإعلاميين والحقوقيين و السياسيين و العسكريين الناشطين في ساحة أهل السنة والجماعية على اتساع رقعة أمتنا الجغرافية دون الانكفاء على قطر أو تجمع سياسي ، لهذا كله فإنّ  المؤتمر بحق كان مؤتمر أمة في مواجهة من يعمل على تمزيق الأمة باسم الإسلام و الانتساب إلى عباءة أهل البيت الأطهار، حيث لم يكن مؤتمر قطر أو مؤسسة أو لون واحد.

قد يقول قائل : اجتمعتم من أجل تنبيه الأمة على الخطر المحدق بها ، لكن الجميع يدرك الخطر ، و يعلم به ، فما فائدة اجتماعكم ؟ 

الجواب : صدقتم ، لا سيما وأنّ المجتمعين من النخبة ، لكن بعد أن اجتمعنا ، و استمعنا إلى المحاضرات في الملف الإيراني الأفريقي  ، و الملف الإيراني الأحوازي ، و الملف الإيراني العراقي ، و الملف الإيراني السوري ، و الملف الإيراني اللبناني ، و الملف الإيراني في مناطق متعددة من عالمنا الإسلامي من نحو الملف الإيراني في الجزيرة العربية و المغرب و باكستان و أفغانستان و أذربيجان و غيرها من بلاد الإسلام  ، فحينئذٍ أدركت أن الخطر هو أكبر بكثير من معرفتنا السطحية ، حتى إنني من أعماق قلبي أصبحت أرتجف في قلب قاعة المؤتمر  لشدة الهول المحدق بالأمة ، و قوة الإمكانيات المادية المبذولة في سبيله  بهدف تدميرنا تحت غطاء عقدي و أممي و إعلامي و سياسي عالمي، و والله لولا ثقتي بالله رب العالمين،  و وعده لنا و وعيده لهم ، و بقاء هذه الأمة إلى قيام الساعة ، و قراءتي لتجارب جبارة مماثلة مرّت على أمتنا في تاريخها ما ل?بِث?تْ أنْ انفضّتْ و طويتْ بسلام و لو بعد جهاد و زمان و ذلك بتوفيق الله تعالى و جهود رجال  الأمة ومفكريها و علمائها و قادتها و مفكريها و مجاهديها ..............

أقول : والله لولا ثقتي بالله لأصابني الخور لكان أمام ثقتي المطلقة بالله عز و جل و بهذه الأمة العظيمة فقد ازددت يقيناً بانتصارنا و هزيمتهم .

أما الهدف النبيل  للمؤتمر فقيمته تجسّدت بالتوصيات وتفعيل الآليات، لا سيما و أنّ من تلك التوصيات الهامة أن يتحوّل المؤتمر  إلى كيان رئيس من كيانات الأمة ، و أن يعلم الحكام أنه لا يستهدفهم ، و أنّ الخطر المدلهم  لا تكفي فيه جهود أفراد و مؤسسات و جماعات بل لا بد من دعم الحكومات التي لم تندمج في المشروع الصفوي المجوسي و لم ترفع الراية البيضاء أمامه ، و التي لا تتبجح بمحاربة الإسلام ، هذا و قد تعدّدت المداخلات التي ترشح بأن يخاطب المؤتمر ثلاث دول بعينها هي تركيا أردوغان ، و المملكة العربية السعودية الملك سلمان ، و قطر الأمير تميم ، فهؤلاء الثلاثة يملكون وعياً متقدماً على غيرهم تجسّد في موقفهم الصريح والواضح من الملف الإيراني الشامي و اليمني و العراقي .

 

هذا و قد أضاف آخرون ترشيح ماليزيا و بروناي .

إلى جانب هذا كله ، و إلى جانب المحاضرات التي لخّ?صْتُها  ، تقف جنباً إلى جنب المداخلات التي دوّنتُها ، والتي أدلتْ بها نخبة مسلمة من شتى بقاع الأرض عانت من حقد المشروع المجوسي الحاقد ، أو ملكتْ حسّاً و وعياً سبقت به غيرها للتحذير من تِنّينه متعدّد الرؤوس ذي السمّيّة العالية والحاقدة والضاربة.

و من المداخلات تفعيل دور العلماء في أصقاع الأرض فهم الحصانة الحقيقية للأمة ، و في المقابل فضح دور من اشترتهم إيران من علماء السلطان حتى صاروا من أركان مشروعها الهادم لهوية الأمة.

بالتأكيد كان لي على المؤتمر ملحوظات ، لا سيما في نقاط محددة من الميثاق ، أو طريقة انتخاب المكتب التنفيذي أو مجلس الأمناء ،لكنني نقلت تلك الملحوظات  إلى القائمين على هذا المؤتمر الهام مشافهة  جمعاً للكلمة ، و منعاً من تمزيق عرى الأمة، و سعياً مني في أن أكون لبنة تبني ولا تهدم ، لا سيما في هذا المنعطف الخطير من تاريخ أمتنا.

       سجلها نزيل المدينة المنورة محمدمحيي الدين حمادة الدمشقي الميداني عضو رابطة العلماء السوريين ، و خادم مركز البيت الشامي الدعوي في غازي عنتاب .