كثيرا مايوجه هذا السؤال، وخاصة من غير المسلمين، آملا أن يكون هذا الموضوع مجال حوار وبحث.
عند توجيه هذا السؤال، يقفز إلى الذهن عدة أجوبة:
الجواب الأول: أن مكة تقع وسط العالم جغرافيا.
والحقيقة أنه لايوجد بحث علمي يؤيد ذلك.
بلى، هناك محاولات عدة قام بها جغرافيون مسلمون، لإثبات ذلك، ونشرت في عدة مجلات، ولكن عندما يتم دراسة هذه الفرضية نجد أن حججها واهية ولاتستند إلى براهين علمية.
الجواب الثاني: أن أهل مكة كانوا يؤمنون بالله.
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزُّخرف: 87].
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [لقمان: 25].
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} [الزُّمر: 3].
فهم يؤمنون بالله ، ولكن إيمانهم ناقص، فيه خلل، يحتاج إلى تصحيح، فدعوتهم أهون وأيسر ممن لايؤمن بالله.
ولكن أهل مكة لم يسلموا في أول الأمر، بل عاندوا واستكبروا ولذا هاجر الصحابة إلى الحبشة، ثم إلى المدينة.
والذي يميل إليه القلب في هذا جوابا عن السؤال.
هو قول الله سبحانه وتعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة.
فأول بيت بمكة، وهو أول مسجد، ولم يكن له إمام، فلمقام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم:
وضعت الملائكة أساس المسجد.
وبناه أبو الأنبياء إبراهيم وإسماعيل.
ليكون سيد الخلق صلى الله عليه وسلم هو الإمام لهذه الأمة في هذا البيت.
ولذا جاءت الإشارة في الجمع بين البيت والإمام من سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عند بناء البيت بآيتين متتاليتين بقوله سبحانه وتعالى:
وإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول