لا لأسد ولا لداعش ونعم للحرية والكرامة

 

كانت فلسفة النظام البعثي لما جاء إلى الحكم في سورية عام 963 م بانقلاب عسكري وعلى ظهر دبابة، أنه جاء بالشرعية الثورية!!! ولما أكلت الثورة أبناءها وورثها الثور الكبير "أسد"، فصل لها شرعية ديمقراطية زائفة وضعها على مقاسه ومقاس ورثته من بعده...

واليوم تُفلسف داعش وأخواتها شرعية حكمها للاراضي التي سيطرت عليها بأنهُ: (عند حلول الفتن وخلو الزمان عن الإمام، وتباطؤ أهل الحل والعقد عن تنصيبه، فيشرع وقتها لمن تغلب بسيفه من المسلمين ودعا للبيعة وأظهر الشوكة والأتباع أن يصير أميرا للمؤمنين، تجب طاعته وبيعته ولا يحل لأحد منازعته)...

لا شرعية البعث الثورية مقبولة، ولا شرعية داعش التغلبية مقبولة، الشرعية الوحيدة التي يعترف بها الشعب السوري هي الشرعية التي تعيد له حريته وكرامته، الشعب السوري ثار على الاستبداد والفساد وطلبا للحرية والكرامة، وهو صاحب الكلمة بعد النصر، فكل المحاولات لاستباق الاحداث وأدلجة ثورتة وتعليبها بفلسفات وأجندات ضيقة مرفوضة، وسلوك يدعو للتفرق والتمزق وتقاسمٌ لجلد الدب قبل صيده كما يقولون...

مشكلة الشعب السوري مع البعث وعائلة أسد وتنظيم داعش والاجندات الضيقة ليست مشكلة شخصية أو حزبية، إنها مشكلة مع الاستبداد والفساد والتطرف، وثورته هدفها الحرية والكرامة والعدالة...

كل من يعمل على إنهاء منظومة الاستبداد والفساد في سورية ويحقق للشعب دولته المدنية القائمة على الحرية والعدالة بالوسائل الديمقراطية ويعطيه حقه في اختيار حُكمه وحكامه، فهو صديق يُشكرُ له دعمه وعونه...

 

لا لعصابة أسد ولا لتنظيم داعش ولا لكل من يريد أن يفرض على الشعب السوري إرادته، ونعم لكل صديق يعين الشعب السوري على نيل حريته وكرامته وإقامة دولته بالوسائل الديمقراطية كما يريدها...

وهناك فريق لا يحب لاخيه ما يحبه لنفسه، فهم يطبقون الديمقراطية عندهم ويضنون بها على غيرهم، وهناك فريق يرى أن دول شعوب الربيع العربي متخلفة لا تستحق الديمقراطية، وهناك حكام يرون أن الديمقراطية أنواع وانهم يوفرون لشعوبهم ديمقراطية محلية بنكهة بلدية...

 

وهناك فريق يُظهر أنه مع الديمقراطية ولكن لا يقبلها إلا إذا وافقت هواه فهو يريدها ديمقراطية تفصيل، فإذا جاءت بخصومه رفضها وسماها استحواذا او احتكارا أو اصولية أو ...

 

وهناك فريق يردُ على هذه الديمقراطية الانتقائية بالكفر بالديمقراطية ونعتها بأقذع النعوت... فقد نُقل عن زهران علوش أنه يقول: (نحن ما رأينا من الديمقراطية إلا الفساد والظلم والانحطاط والتراجع والانهيار في دول المسلمين، في مصر ظن بعضهم أنهم يستطيعون إقامة دين الله عبر الديمقراطية، وأقاموا انتخابات وصناديق، وربحوا ثم ماذا كانت النتيجة ؟ لما صار الأمر جداً، وأوشكت المدارس الصالحة أن تأخذ بزمام الأمور، أزاحوهم وضربوا بكل ما هنالك عرض الحائط، وهذه التمثيلية كانت قد صارت في الجزائر في الماضي، ولذلك فنحن بكل وضوح وصراحة، نحن نكفر بالديمقراطية جملة وتفصيلاً، الإسلام هو الحل الوحيد، الديمقراطية موضوعة تحت أقدامنا، لا فلاح ولا نجاح لا بالديمقراطية ولا بالسياسات . دين الله هو الحل، الإسلام فقط هو الحق، وباقي الأديان باطل، السنة فقط هي الحق، وباقي المذاهب باطل ).

 

أقول من الظلم والجهل وضع الاسلام على طرف نقيض مع الديمقراطية، الذين أفشلوا الديمقراطية نرفض اسلوبهم والخلل فيهم وليس في الديمقراطية، الظلم لا يُقبل لا من العلمانيين ولا من الاسلاميين، الظلم ظلمات ولا نقبلُ الا بالحرية والعدالة واختيار الشعب لاحكامه وحُكامه، سمها ما شئت... ديمقراطية... مدنية.. شورى... المهم النتيجة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين