لا قتل للأسرى في خان العسل - والأب باولو ضيف وليس مختطفا  حين تتضارب الأخبار مسئولية من ؟!

 
 
 
 الأستاذ زهير سالم
 
 وصل أخيرا من المقاتل ( أبو محمد الحلبي ) عن طريق شخصي من خان العسل في حلب ينفي خبر قتل الجنود الأسرى في خان العسل في حلب . ويقول إن كل القتلى قتلوا في قلب المعركة . وأن الجيش الحر اتصل بالهلال الأحمر بعد المعركة للتعاون على تسليم جثثهم ..
 
ويؤكد أبو محمد أن عدد القتلى الحقيقي ليس 150 قتيلا فقط وإنما 400 قتيل . وأن اصل الخبر عن إعدام الأسرى كذبة من كذبات النظام ليس لها حقيقة على الإطلاق..
 
يستنكر أبو محمد على قوى المعارضة بما فيها مؤسسة الائتلاف تصديق كذب النظام والمسارعة إلى استنكار عملية إعدام الأسرى ..
 
والحق أحق أن يتبع كلام ( أبو محمد الحلبي ) يصل متأخرا عن وقته وعن دوره ؛ فمن المسئول عن السماح لعصابة الكذب أن تشوه صورة الثورة والثوار والمعارضة ؟! ولماذا كان بعض الناس يدافع عن عمل لم يقع ويبالغون في الخصومة فيه ..؟!
 
المشكلة ليست فقط في تأخر إعلام الأخ ( أبو محمد الحلبي ) مع اعترافنا بظروف الثوار الخاصة . المشكلة في عدم وفاء إعلام الثورة بما يجب عليه . الثورة تحتاج إلى إعلامها كما تحتاج إلى مقاتليها . الإعلام الذي يقدم الخبر في وقته المناسب وبصياغته وسنده المهني المقنع . العالم لا يتعامل مع أبى محمد الحمصي وأبو سمعو الحلبي مع الاحترام .وهذه المسئولية هي مسئولية القوى السياسية الداعمة والمساندة للثورة وليست مسئولية الثوار أنفسهم . ولا الوحدات المقاتلة المنشغلة بما هي فيه ..
 
وإذا حصل قتل للأسرى من الجنود السوريين فالقتل مستنكر ومدان . وإذا لم يحصل فتأخر الإعلام الثوري بل نكوصه عن القيام بدوره هو أشد إدانة ..
 
ثم جاءنا الخبر عن الأب باولو داليلو ..
حسب رويترز وغيرها من المصادر الأب مختطف عند بعض جماعات الثورة أثناء زيارة كان يقوم بها لمدينة الرقة ...
 
الأب باولو لمن لا يعرفه هو الأب الإيطالي الكاثوليكي الذي راق له العيش في الشام وأقام بها سنين طوالا وكان من أول من ناصر الثورة والثوار وقد قامت عصابة بشار الأسد بترحيله عن سورية بعد أمر اعتقال فكان سفيرا صالحا للثورة السورية في الفاتيكان وفي العالم وبين السوريين أنفسهم ..
 
مثل الأب باولو في مواقفه المؤازرة لا يختطف ولا يُساء إليه بل يكرم ..
 
هذه المرة يسارع مركز مسار الإعلامي - مشكورا - للتأكيد أن الأب باولو غير مختطف . ويرد رواية رويترز ومشتقاتها . هذا الرد المبشر يحتاج إلى شيء من التوثيق ليعطيه المصداقية ويفرضه على الرأي العام ...
 
من الضروري أن نعلن أن مثل الأب باولو لا يختطف ..
 
وأنه أهل لشكر كل السوريين وإكرامهم ..
 
يصعب عليّ أن أتصوره مخطوفا فأقول أستنكر اختطافه بل سأتصوره عند أي مجموعة كان ضيفا كريما مكرما يعامل على قاعدة (( هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ )) وأظنه سيرى في ضيافة المجموعة الإسلامية التي تستضيفه من البر والحب الجانب الذي لم يغب عنه لدعاة الإسلام ..
 
أول الإحسان للأب باولو أن يشعر أنه يملك حريته الكاملة ليس فقط في الاتصال ليؤكد للعالم أنه بين أهله وأصدقائه وليس مخطوفا كما يظنون ، بل في حقه في الحركة والانتقال ..