كيف ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
كيف ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فإن نصرة النبي صلى الله تعالى والدفاع عنه من أهم الواجبات الشرعية عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها قال الله تعالى{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف : 157]
 
وإن ما سمعنا عنه وتكرر من الإساءة المتعمدة لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن دل على شيء فإنما يدل على جهل كبير بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم والخير العظيم الذي عرفته البشرية بأسرها على يديه .
 
ويدل كذلك على الحقد الدفين في قلوب بعض الموتورين الذين أعماهم الحقد والهوى عن رؤية محاسن غيرهم، أو الاعتراف بفضائل من يخالفونهم.
 
وإن أثر هذه الأفعال الآثمة بالاعتداء والافتراء زورا وبهتانا على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه تأجيج لمشاعر البغضاء والكراهية بين المسلمين وبين غيرهم من الشعوب والأمم.
 
وإن الأمة المسلمة مطالبة بنصرة نبيها والتعريف به وبيان مكانته ومنزلته وشريعته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، والتصدي لمثل هذه الأفعال الشائنة.
 
وذلك عن طريق:
 
·       المتابعة والمحاسبة القانونية لأصحاب هذه الجرائم في بلادهم وعلى المستوى الدولي لهذه الجرم العظيم الذي ارتكبوه في حق قائد البشرية ومعلم الإنسانية ، ومن جعله الله تعالى مخرجا للعالم من ظلمات الشرك والجهل والخرافة والتخلف إلى نور الإيمان والعلم والهدى والرقي.
 
·       إنكار هذه الجريمة بكل السبل المتاحة والوسائل الفعالة المؤثرة التي لا تخالف شرع الله تعالى ولا تضر بالآخرين.
 
·       على الأمة المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها لا سيما العلماء والدعاة والمؤسسات الإسلامية أن تمتلك زمام المبادرة وأن تنتقل من سياسة رد الفعل إلى سياسة الفعل فكلما حدثت حادثة أو وقعت مشكلة تنادينا وصرخنا كيف نعالج المشكلة ونتصدى لهذا الحدث، وليس عندنا رؤية واضحة أو برامج محددة لتفادى مثل هذه الأحداث وحسن التعامل معها.
 
·       أن من أوجب الواجبات التعريف بالإسلام والتعريف بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، فالأمة مقصرة في هذا الجانب تقصيرا كبيرا ولا تمتلك من الوسائل والأساليب المؤثرة ما تستطيع أن تصل به لكل أرجاء الأرض وأنحاء المعمورة والإنسان عدو ما جهل.
 
·       إن رد الفعل المبالغ فيه وغير المحسوب يأتي دائما بنتائج عكسية وآثار سلبية، فليس من الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إزهاق الأرواح بغير حق، أو تخريب الممتلكات، أو ترويع الآمنين، أو الاعتداء على حقوق الناس.
 
·      إن للمسلمين الذين يعيشون في ديار الغرب دورا عظيما ومهمة كبيرة في التعريف بالإسلام ونبي الإسلام والقيام بحق هذا الدين فالمؤسسات الإسلامية في أوربا وأمريكا في الوقت الحاضر من الكثرة ما تستطيع أن تتبنى برامج مؤثرة وأعمال هادفة بلغة القوم وطريقتهم ما تستطيع أن توضح به الحقائق وتظهر به جمال الإسلام ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تدع الساحة لأصحاب النفوس المريضة والقلوب السقيمة الذين ينشرون الأراجيف ويروجون للأكاذيب. 
 
·       علينا أن نعلم علم اليقين أن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمى وأعلى من أن ينال منه فرد أو جماعة أو أمة من البلهاء، أو السفهاء.
 
فمقامه صلى الله عليه وسلم مرفوع بأمر من الله تعالى وحبه مغروس في قلوب أمته، والألسنة تذكره بما لا يذكر به غيره من الخلق وقال الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح : 4]
 
وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
27 شوال 1433 هـ 13 سبتمبر 2012 م
 
لوغرونيو إسبانيا                  الشيخ الدكتور/ علاء محمد سعيد
 
رئيس الاتحاد الإسلامي للأئمة والمرشدين بإسبانيا