كلمات في رثاء العالم الداعية مربي الأجيال الشيخ محمد أمين سراج (6)

كتب الأخ الكبير الأستاذ زهير سالم:

الشيخ محمد أمين سراج في ذمة الله..

ثريا من ثريات الفاتح قد خبت..

وقد عودنا تواضعه عليه، وجرأنا تهلل وجهه عليه، فما زرت الفاتح منذ عقود إلا ودخلت للسلام عليه، وما دخلت عليه إلا واستقبلني بكرمه ولطفه وحكمته وأهداني على سبيل الإتحاف هدية من علم، وفائدة من فهم. دخلت عليه أول مرة، وقد ذُكر لي بخير، منذ عقود، فقلت حلبي حنفي يسلم عليكم فحفظها.. وظل يلاطفني بها. تركي يتكلم العربية ويحب أهلها، ومن أحب القرآن أحب أهله..

ظلت الرغبة في زيارته والسلام عليه توازي الرغبة في زيارة مسجد الفاتح، والدعاء للثاوي في جواره المنيف. وما قيمة المساجد غير عمّارها، والذكريات الطيبة التي مرت عليها؟؟ ويلومونني على الشعر، وهل قال أحد مثل ما قال شوقي:

مررت بالمسجد المحزون أسأله...هل في المصلى أو المحراب مروان

تغير المسجد المحزون واختلفت.. على المنابر أحرار وعبدان

فلا الأذان أذان في منارته.. إذا تعالى ولا الآذان آذان

حين تدلف إلى مسجد الفاتح تتذكر على هذا المنبر خطب فلان، وفي هذا المحراب صلى فلان، وعلى هذا العرندس حاضر أو علم فلان، وفي هذه الغرفة الشمالية الصغيرة كنا نمر فنشرب كأس الشاي من يد الشيخ محمد أمين سراج..

اللهم اغفر له، وارحمه، وزده إحسانا وعفوا وغفرانا وعوض المسلمين في مصيبتهم خيرا.. لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله..

وخالص العزاء لسواد المحبين من عرب وترك..

وإنا لله وإنا إليه راجعون..

لندن: 8/ رجب/ 1442- 20/ 2/ 2021

زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي

وكتب الشيخ عبد الوهاب الطريري:

رحمة الله وبركاته وصلواته على شيخنا المبارك التقي النقي الشيخ محمد أمين سراج.

اللهم اجعل هذا اليوم أسعد يوم مر عليه، واجعله مبشرا بروح وريحان ورب راض غير غضبان، وأحسن فيه عزاءنا واجبر مصابنا.

إله الحق ربنا.

وكتب الأخ الحبيب الشيخ فايز النوبي:

ما أعظم تركيا وشعبها المسلم الأبي، وما أروع رئيسها الطيب أردوغان -- حفظه الله -- والذي يتفانى في خدمة بلاده، ومعرفة واجباته نحو شعبه، والنهوض به، والحرص على مصلحة أمته، والالتزام بأخلاق الإسلام وتعاليمه.

وها هو الرئيس الطيب أردوغان: يحمل جثمان أحد أهم أساتذته وشيوخه -- وشيوخ تركيا كلها -- العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد أمين سراج، ظهر اليوم الأحد -- التاسع من رجب عام 1442للهجرة، الموافق للحادي والعشرين من شهر فبراير عام 2021 م -- بعد أداء صلاة الجنازة بحضور عشرات الآلاف -- رغم الحظر -- حضر الرئيس، وشارك في أداء الصلاة وحمل الجنازة، وقد تم دفن العلامة الشيخ سراج -- رحمه الله -- بجوار قبر ومسجد فاتح القسطنطينية (إسطنبول الأن) السلطان محمد الفاتح -- رحمه الله -- والذى تحققت له نبوءة ودعوة النبي الأعظم سيدنا محمد -- صلى الله عليه وسلم -- القائل في حديثه الشريف: "لتُفتَحن القُسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".

وكان الشيخ العلامة محمد أمين سراج -- رحمه الله -- إماما ومدرسا لهذا المسجد المبارك، والصرح العظيم زمنا طويلا.

حفظ الله تركيا، ورئيسها الحر الأبي، وبارك في شعبها المسلم الذي يعتز بدينه، ويوقر علماء الإسلام الصادقين الأحرار،

وهيئ اللهُ لأمة الإسلام كلها كل خير ونصر وصلاح.

#فايز_النوبي

وكتب الأخ الحبيب الدكتور خالد حنفي:

نجم جديد يأفل وفارس جديد يترجل، في ذمَّة الله شيخنا الحبيب محمد أمين سراج شيخ شيوخ تركيا وسادتها، الذي درس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر الشريف، وترجم عددا من الكتب إلى التركية في مقدمتها الظلال لسيد قطب في ستة عشر مجلدا، وقد التقيته مرات في إستانبول وهو بحق من جيل العلماء الكبار علما وعملا وخلقا وتربية وربانية.

رحمه الله تعالى رحمة واسعة وتقبله في الصالحين وعوض الأمة بفقده خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كتب الأستاذ أحمد مطر:

فقدت الأمة الاسلامية أحد أبرز علماءها الشيخ محمد أمين سراج عن (٩٠ عامًا) الذي ترجم ظلال القرآن الى اللغة التركية والذي رأيت الرئيس أردوغان يقبل يده والذي شرفني بأن تفضل على بزيارة لمنزلي وكان يدعوني لصلاة الجمعة بجواره في حجرة إمام جامع الفاتح. درس في الازهر وتخرج ١٩٥٨ وكان شيخ أئمة جامع الفاتح ومستشارًا لأربكان.

نسأل الله عز وجل ان يغفر له ويرحمه وأن يدخله الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب.