كلمات في رثاء الدكتور صلاح الدين خالدي (4)

كتب الأخ بسام الناصر:

رحم الله الشيخ الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي وغفر له وأكرم نزله وأسكنه فسيح جناته.

الدكتور الخالدي عالم رباني، من أهل القرآن علما وتفسيرا وسلوكا وعملا، من الغيورين على دين الله، والمعظمين لشعائره، والباذلين لعلوم الشريعة لطلابها، والثابتين على طريق الحق والاستقامة.

حضرت دروسًا له في تفسير سورة البقرة في مسجد عبد الرحمن بن عوف في تسعينيات القرن الماضي، فكان يطيل النفس في تأويل الآية الواحدة وتفسيرها، ويغوص في أعماقها ليستخرج جواهرها ودررها، بما أتاه الله من رسوخ وتمكن وتفنن في الجمع بين الآيات، والربط بينها، واستخراج المعاني الرائقة والدقيقة.

اللهم أكرم وفادته عليك، وارحمه واغفر له، وأكرم نزله، وارفع درجته، ووسع له في مدخله، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وكتب الأخ عباس شريفة:

رحم الله العالم الجليل، الدكتور صلاح الخالدي، كان له الدور الكبير في تعريف القراء بكتابات وأفكار سيد قطب وحياته، كما كانت له إسهامات في إثراء المكتبة القرآنية بمؤلفات عن التفسير وعلوم القرآن، والتاريخ الإسلامي رحمه الله رحمة واسعة، وجعل ما قدم من علم نافع في ميزان حسناته.

وكتب تلميذه محمد راسم خلف:

قلت: يا شيخ بقدر أفسر آية.

قال: يا ابني لي ستين سنة بقرأ بالتفسير لما آجي أفسر آية بخاف.

قلت: يا شيخ ما رأيك بفلان.

قال: يا ابني لا تسألني عن الأشخاص.

كم سألته وأجاب بلا كلل أو ملل، يحبه الكبير والصغير، ضحكته لا تفارقه، لا يغضب لنفسه، وكنت إذا وصفته بالعالم لا يعجبه ويقول: أنا ختيار مسكين بصلي بهذا المسجد.

زرته مرة في بيته فسألته الوصية، فأوصاني بالقرآن....

إن شهدت لك معلمي فشهادتي مجروحة،

رحم الله الشيخ المجاهد المفسر الفقيه الأديب المتواضع الشيخ الوقور د. صلاح عبد الفتاح الخالدي، رحم الله أبا أسامة الصادح بالحق، الذي لا يخشى لومة لائم، ولا يضره عتاب محب، رحم الله الأب المربي والجار الطيب، رحم الله معلم الناس الخير، الذي علق قلوب الخاصة والعامة بكتاب الله، رحم الله الشيخ رحمة واسعة

وكتب سيد عبد الماجد الغوري:

إلى جَنَّات الخُلْد... الشيخُ المربِّي، العالم المجاهد، الداعية المفكّر، المفسِّر البَحَّاثة، المؤلِّف الْمُكثِر المتميّز، أستاذ الأجيال، صاحبُ المؤلّفات النافعة الجليلة: الدكتور صلاح عبد الفتَّاح الخالدي الفلسطيني ثم الأردني، الذي تُوفي صباحَ اليوم عن خمسة وسبعين عاماً قضاها في خدمة كتاب الله العزيز، إلى أنْ انتهت إليه الرئاسةُ في هذا العصر في مجال الدراسات القرآنية تعليماً وتدريساً، بحثاً وتأليفاً وتحقيقاً.

وكان - رحمه الله تعالى - قدوةً مُثْلَى لمعشر المؤلِّفين والباحثين في: شرف النفس، ونُبل المقصد، والأخذ بالعزيمة، وعُلُوّ الهمّة، والدَّأب في البحث والدراسة والتمحيص والتحقيق، والإكثارِ من التأليف، والإتقانِ فيه...

أسأل اللَّه تعالى: أن يتغمَّده بواسع رحمته، وأن يرزقه الفردوسَ الأعلى في صُحْبة النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وأن يُلهم ذويه وأقاربه وتلامذته جميلَ الصَّبر والسَّلوان على هذه الفاجعة، وأن يُعوِّض الأُمَّةَ بفقده مَن يحمل الرّايةَ من بعده...، إنا لله وإنا إليه راجعون.

وكتب الأخ أيمن أحمد ذو الغنى:

رحيل فضيلة الشيخ صلاح الخالدي

رحم الله فضيلة العالم الرباني الصالح الشيخ

صلاح عبد الفتاح الخالدي

الفلسطيني الأردُنِّي

الذي وافاه الأجل مساء أمس الجمعة 25 جُمادى الآخرة 1443

في مدينة عمَّان

أحسَبه من العلماء العاملين، ومن الدعاة المخلصين..

كان سليم الصدر، كريم اليد، سَمحَ النفس، هيِّنًا ليِّنًا..

وقد أخلص للدراسات القرآنية، وأولى اهتمامه التأمُّلَ في كتاب الله العظيم، ودراسة موضوعاته، ونقض أباطيل أعدائه وخصومه..

وقدَّم للمكتبة العربية في هذا الجانب كتبًا مهمة من أشهرها:

(تصويبات في فهم بعض الآيات) و(الشخصية اليهودية من خلال القرآن) و(لطائف قرآنية) و(مفاتيح للتعامل مع القرآن) و(القصص القرآني، عرض وقائع وتحليل أحداث) و(القرآن ونقض مطاعن الرهبان) و(الكُليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي) و(حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية) و(سِفر التكوين في ميزان القرآن الكريم) و(الانتصار للقرآن أمام افتراءات متنبِّئ الأمريكان) و(المدخل إلى علم التفسير).

عرفته أول ما عرفته في رسالته النفيسة (الخُطة البرَّاقة لذي النفس التوَّاقة)، ثم في غير قليل من كتبه التي كان يحرص أستاذنا الفاضل محمد علي دولة رحمه الله على نشرها في داره (دار القلم) بدمشق.

ثم شرُفت بالتواصل معه عام 1427 في إبَّان إدارتي تحرير شبكة الألوكة الإلكترونية، حتى سعدت أخيرًا بزيارته في داره بحيِّ صويلح في عمَّان، بتاريخ 14 صفر 1443 (21/ 9/ 2021) صحبة أخي العزيز الأستاذ أحمد العلاونة، وبحضور ولده الباحث النابه د. حذيفة الخالدي الذي شارك أباه في إخراج بعض الكتب، وكانا يعملان في تحقيق كتاب (الكشاف) لجار الله الزمخشري.

أحسن الله عزاء أخينا د. حذيفة،

وعزاء أسرة الشيخ وطلابه وأحبابه

تغمَّده الباري بعفوه ورحمته، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله..

وجعل ما أصابه من وباء (كورونا) كفَّارة ورفعة

لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل

وإنا لله وإنا إليه راجعون.