تأليف: أحمد فريد
كتاب صفحاته قليلة لا تتجاوز الأربعين و فوائده عميمة و عميقة بما احتوى من حكم و وصايا وقصص وأشعار تفتح لليائس القانط نوافذ الراحة وبشائر الأمل، وقد استهل الكاتب أبواب الكتاب بما أخبر الله به في القرآن من ذِكر الفَرَج بعد البؤس والامتحان [ فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا ] وذكر ما روي عن الحسن البصري أنه قال: عجبا لمكروب غفل عن خمس وقد عرف ما جعل الله لمن قالهن، وقال: من لزم قراءة هذه الآيات في الشدائد كشفها الله عنه، لأنه قد وعد وحكم فيهن بما جعله لمن قالهن، وحكمه لا يبطل، ووعده لا يخلف
وهنّ في سورة البقرة - الآية: 155، 156، 157، وفي سورة آل عمران - الآية: 173، وفي سورة غافر، الآية 44، 45 وفي سورة آل عمران، الآية: 147،148
وثنىّ بعد ذلك بفصل فيما ورد من أحاديث وآثار في الفرج بعد الشدة والاصطبار، بأحاديث نبوية منها قوله صلى الله عليه و سلم: ألا أخبركم أو أحدثكم بشيء، إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا ربه يفرج عنه؟ فقالوا: بلى. قال: دعاء ذي النون [ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ]
ثم أتبع ذلك بفصل: قصص الأنبياء وما تعرضوا له من محن وبلاء وأعقبها الله بالفرج والرفعة ودعائهم الله تعالى، كما في دعاء آدم ونوح ويعقوب وأيوب وسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وقد أشار إليها القرآن الكريم في عدد من السور الكريمة وأورد في فصل لاحق قصصا ونوادر فيمن انفرجت شدائده من الأولياء والأكابر كما حدث مع إبراهيم التيمي وهو في سجن الحجاج الذي سجنه بتهمة الخوارج، ولم يكن كذلك ولكنه وكما قيل عنه: كثير الصوم والصلاة، فقد قام مصليا وداعيا، وكان من دعائه: اللهم خذ لي بقلب عبدك الحجاج وسمعه و بصره، و يده و رجله حتى تخرجني في ساعتي هذه، فإن قلبه وناصيته بيدك يا رب، يا رب.. وعقب الناقل قائلا:
قال وأكثر، فوالذي لا إله غيره، ما انقطع دعاؤه، حتى ضُرب باب السجن، وقيل: أين فلان؟
ومن فوائد هذا الكتاب على صغر حجمه، و شدة حاجة الناس إلى موضوعه ما جاء في فصل: الأسباب الي يرجى بها تعجيل الفرج بعد الشدة.
فمن الأسباب التي يرجى بها تعجيل الفرج بعد الشدة، والخير العاجل والآجل في الدنيا والآخرة، من حيث يحتسب العبد، ومن حيث لا يحتسب: تقوى الله عز وجل [ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ].
ومن هذه الأسباب: التعرف إلى الله في الرخاء، كما في حديث ابن عباس مرفوعا [ تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ].
و من الأسباب التي يرجى بها تعجيل الفرج: الدعاء مع الاضطرار. قال الله تعالى: [ أمـّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ] وهو الذي لا يلجأ المضطرُ إلا إليه، والذي لا يكشف ضرَّ المضرور سواه!
ومنها: كثرة الاستغفار، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة الاستغاثة بالله عز و جل [ يا حَيُّ يا قَيّومُّ برحمتك أستغيث ].
و من الأسباب التي يرجى بها تعجيل الفرج: التوسل إلى الله عز وجل بالعمل الصالح، ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار.
و من أعظم الأسباب التي يرجى بها تعجيل الفرج بعد الشدة: التوكل على الله، وهو صدق الاعتماد على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضار في أمور الدنيا والآخرة.
[ وأُفوّضُ أمري إلى الله، إنّ اللهَ بصيرٌ بالعباد ].
[ وَمَنْ يتوكّلْ على الله فهو حَسْبُه ].
ومن أعظم الأسباب في تعجيل الفرج بعد الشدة: حُسنُ الظن بالله عز وجل، كما في الحديث القدسي: [ أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ].
قال بعض الصالحين: استعملْ في كل بلية تطرقك حُسنَ الظن بالله عز وجل، فإن ذلك أقربُ بك إلى الفرج... نسأل الله أن يفرج عن الأمة ما هي فيه من كرب وامتحان وأن يكرم الشام وأهله بفرج قريب، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدا.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول