أخ كريم فقدناه.. في رثاء المربي الفاضل: محمد نور سويد

رحم الله تعالى الأخ الحبيب المهندس المدني الاستشاري، المربّي الفاضل، الأستاذ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد الحلبي، (1955-2024)، الذي عرفته وصادقته في حلب في حلقات العلم، ومجالس الدعوة والتربية، في بداية السبعينيات الميلادية.

 وكان من رواد جامع الروضة مع نخبة من الشباب الناشئ في طاعة الله، واستفاد من دروس شيخنا طاهر خير الله، كما حضر على عدد من المشايخ الفضلاء، منهم: الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ عبد الباسط أبو النصر، والشيخ محمد عوامة، والشيخ عبد الله علوان، والشيخ محمد عثمان جمال، والشيخ محمد فاروق البطل، واتصل بفضيلة الشيخ عبد العزيز عيون السود، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة في زيارته لحلب سنة 1976.

  وقد اعتقل مع مجموعة من الشباب المؤمن سنة 1973، وكان أخًا محبًّا طموحًا، استعار مني كتاب" جامع الأصول" في أحد عشر مجلدًا، وقرأه بكامله من أجل استخراج منهج التربية للطفل في السنة النبوية، والذي كان نواة لكتابه الذي صدر بعد ذلك، ولقي قبولا وانتشارًا.

 وكان الأخ محمد نور -رغم إصابته في طفولته بالشلل- سبّاحًا ماهرًا، نال عدة بطولات في المسابقات في بطولة السباحة، وتصادقنا في رحلات البدروسية، ونشأنا في طاعة الله وأخوة الإيمان، والتقينا بعد خروجنا من سورية في محنة الثمانينيات مرات كثيرات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وزرته في بيته العامر في الكويت، ثم تجدد اللقاء به بعد انتقاله إلى إسطنبول.

 وهو من أنشط الإخوة في التواصل عبر المنصات والغرف الكثيرة التي أسسها وتابع النشر العلمي والدعوي فيها قبيل ساعات من وفاته.

تخرج الأخ محمد نور سويد في كلية الهندسة بجامعة حلب سنة 1978م، وألف كتابه الشهير: "منهج التربية النبوية للطفل"، وغيره من المؤلفات النافعة.

 وأقام في الكويت سنة 1981م، وعمل في مجال تخصصه في الهندسة، وصحب عددًا من كبار العلماء والدعاة فيها، واستفاد من مدارستهم ومراجعتهم، في مقدمتهم شيخنا العلامة الدكتور محمد فوزي فيض الله، والعلامة الفقيه الدكتور أحمد الحجّي الكردي، والدكتور عناية الله إبلاغ.

 وانتقل إلى إسطنبول وأقام فيها مدة سنتين، ثم عاد إلى الكويت، وبقي كما عهدناه في عطائه ونشاطه وتواصله مع إخوانه، إلى أن توفي فيها مساء يوم الاثنين الواقع في الثامن من شهر صفر من العام ١٤٤٦- يوافقه 12-8-2024م، عن عمر ناهز السبعين عاما.

تغمده الله تعالى بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدم لدينه وأمته، من علم وخير، في ميزان حسناته يوم القيامة، ورزق أهله وأولاده وذويه، الصبر والسلوان، والرضا بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).