فطر مضرج بالدماء

"فطر مضرج بالدم"

يقول الله تعالى: " وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ? إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ".

 

يشهد العالم العربي والإسلامي في هذه الأيام موجة موجهة من الإرهاب المنظّم، حيث يضرب هنا وهناك، ويستهدف الآمنين والأبرياء؛ وكنا نعتقد أنّ قدوم شهر رمضان سيكون مناسبة لصحوة الضمير والعودة إلى إنسانية الإنسان، إلا أن ما شهده رمضان هذا العام يؤكد أن الإرهاب لا دين له وأنه يستهدف المسلمين قبل غيرهم كما يستهدف تشويه صورة دينهم بخبث لئيم. 

وفي انتهاك صارخ لحرمة ا?نسان والزمان والمكان، أسقط ا?رهاب عددًا من حراس المسجد النبويّ الشريف وفي شهر رمضان المبارك، وروّع المصلين ولم يراعِ حُرمة ولا حَرَمًا ولا ديناً، وعليه فإنّ هيئة علماء المسلمين في لبنان:

 

?- تعتبر أن التجرؤ على استهداف المدينة المنورة بانفجار غادر هو مؤشر خطير يتجاوز كل الخطوط الحمراء، ويجب ردعه بكل الوسائل والتصدي له وفضح من يقف خلفه، مع الإيمان بأن أرض المدينة حَرَمٌ حَرّمها الله تعالى وتوعد من يحاول استهدافها فقد ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي ?، قال : إن المدينة حَرَمٌ آمنٌ من كذا إلى كذا لا يُقطع شجرها، ولا يُحدث فيها حدث فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه صرف ولا عدل ، رواه البخاري. و‏عن النبي  ? قال : " لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء". صحيح البخاري.

 

?-تلحظ أن تزامن استهداف المسجد النبوي الشريف مع الاعتداء على مسجدي القطيف، يستمد ذرائعه من مناخ الحملات ا?يرانية على المملكة العربية السعودية وخصوصا لجهة تسييس شعيرة الحج.

 

?- ترى أن الإبادة الجماعية التي تمارس بحق أهل السنة في العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب هو الإرهاب بعينه، وليس  آخره ما حصل في الفلوجة من إعدامات واغتصابات وتعذيب، وتدنيس للمساجد وحرقها وهدمها وهو ما وثقته بالصوت والصورة وسائل الإعلام.

ويجب التوقّف عن هذا التطهير العرقي المجرم المتنقل من مدينة عراقية إلى أخرى، والوقوف بوجه تلك العصابات الحاقدة.

 

?- تجد أن استمرار آلة القتل الروسية والإيرانية في سوريا بحقّ المدنيين بمشاركة الميليشيات الطائفية الوافدة إليها من كلّ حدب وصوب ينمّ عن نية خبيثة مبيتة لاقتسام بلاد الشام التي باركها الله ورسوله، وتدميرها وتهجير أهلها وإذلالهم؛ وتدعو الدول العربية والإسلاميّة إلى تحمل مسؤوليتها الدينية والأخلاقية ومواجهة هذا المشروع العنصري.

 

?- تنظر بعين الفخر والرضى الى الانتصارات الكبيرة التي حققها المجاهدون في حلب وريفها وفي ريف اللاذقية، وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يسدد رميهم ويتم نصره عليهم.

 

?- تستنكر الانفجارات الإرهابية التي تضرب باسم الإسلام الدول العربية والإسلامية، تارة في تركيا وتارة في باكستان وتارة في بنغلاديش، وتارة في القاع - لبنان؛ كما ترفض أن يكون اللاجئون السوريون وكراماتهم ومخيماتهم عرضة للاستباحة بعد كل عمل لا علاقة لهم به .

 

?- تسأل الله تعالى أن يحل عيد الفطر على الأمة بالفرج القريب والنصر المبين، وأن يدفع عنها حقد الحاقدين ومكر الماكرين وأن يحفظ وطننا لبنان من كل المؤمرات والفتن؛ إنه سميع مجيب.

 

هيئة علماء المسلمين في لبنان

المكتب الإعلامي

بيروت في ?? رمضان ????

الموافق في ? حزيران ????