فتوى عن ادعاء النبوة

نص الاستشارة :

أفتوني في هذا الشخص الذي يدّعي أنه رسول هذه الأمة وأن محمدا خاتم النبيين في النبيين، وليس خاتم الرسل، ويقول هذا الشخص الذي يدّعي أنه (الرسول ياسر): انتهت أمّة النبيّ محمّد، الآن أمة الرسول ياسر أمة وسط، وأنه حرّمت علينا المذاهب والأحزاب بكافتها، وأن الاسلام حنيفا مسلما على ملّة إبراهيم، دينا قيما وأنّا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والإسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وأن لا اله إلا الله وحده لاشريك له، رب وإله ومولى ونصير، يأمرنا بأن لانفرق بين الرسل، ونعبد الله وحده بدون أولياء وأنداد نفس الذي يحصل الآن كلّ مذهب معظمين نبي ومتخذينه أولياء وأنداد

الاجابة

 

ادّعاء النبوّة أو الرسالة يفتقر إلى دليل يثبِت صدق المدّعي، وقد أيّد الله تعالى الرسل عليهم صلوات الله وسلامه بالمعجزات، وأنزل معهم الكتب لتكون دستورا لعمل أقوامهم، واختارهم من خيرة أقوامهم، فما كذّبهم قومهم إلا جحودًا وإنكارًا.

وقد أعلم الله الرسل ببعضهم! فكان كلّ رسول يأتي مبشّرًا بمن سيأتي بعده من الرسل، ولم ينكر أحدهم على الآخر قطّ.

فهل هذا الذي يدّعي في هذا الزمان الرسالة من علية قومه وذو مكانة فيهم؟

هل هو فطِنٌ؟

هل هو صادقٌ أمين؟

هل بشّر به النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وسائر الرسل من قبله.

هل تؤيّده المعجزات؟

هل أنزل إليه كتاب؟

هل له تشريع جديد؟

فإذا لم يكن فيه شيء من صفات النبوّة ولا أنزل إليه شيء ولم تؤيّده المعجزات فهو مفترٍ كذاب.

ولا ريب أن الإيمان به كفرٌ صريحٌ، وتصديق قوله مروقٌ من العقل السليم.

وختام سؤالك فيه إشارة إلى بطلان المذاهب وأنّ تعظيم نبيّ من الأنبياء خطأ، وهذا ليس صحيحا، فنحن لا نفرّق بين أحد منهم في أصل النبوّة والرسالة، لكنّ نبيّنا محمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم قد فُضّل على غيره من الأنبياء بخمس كما في الحديث الصحيح، وكلّ الأنبياء يقرّون بفضله.

وتعظيم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يقتضي اتّخاذه (أندادا وأولياء)! من دون الله كما ذكرت في سؤالك، بل هو معظّم من الله تعالى، وتعظيمه واجب بنصّ كتاب الله تعالى: (وتعزّروه وتوقّروه) فواجب التوقير ثابت له، وتارك التعظيم قد يحبط عمله كمن ناداه من وراء الحجرات فأكثرهم لا يعلمون.

والدعوة إلى اتّباع تشريعات الأنبياء جميعهم دعوةٌ مدسوسة لا تستقيم مع الشريعة الخاتمة التي جاءت لتنسخ ما قبلها! وأصحاب هذه الدعوة من دعاة الدين الإبراهيمي الجديد منحرفون عن الجادّة، وهم صناعة غربية لإضلال المسلمين عن المنهج الصحيح.

لذا ننصحك ألا تستمع لما عرفت بيقين بطلانه، فلا تشغل به عقلك وقلبك.

والله أعلم.


التعليقات