غير مقتنع بالإسلام، فماذا أفعل؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم، انا شاب ابلغ ٢٣ عاما، مقيم في المانيا منذ ٥ سنين تقريبا. قبل ان انتقل الى المانيا، كنت في بلدي. عائلتي ملتزمة نوعا ما، لكن انا منذ صغري غير مقتنع تماما؜ بالاسلام، لكن الحمد لله كما يقال عني إن أخلاقي جيدة. أتيت الى المانيا وشاهدت الكثير وجربت الكثير. لم يكن ذلك ناتج على الحرمان والاندهاش بالمجتمع والحضارة في المانيا أو أنها فرصة لكي أتخلص من ديني وأجرّب كلّ شيء محرّم. ومؤخرا أصبحت لا أصلي أبدا، ولا أصوم أبدا، أبحث على اليوتيوب بعض الاحيان على اجابات من شيوخ لأسئلة جوهرية ومحل شك في الدين الإسلامي، كمثلا ذاكر نايك وغيره. خضت كثيرا من النقاشات مع أصدقائي حول الدين. أنا لا أريد أن أعيش حياتي كما أريد بعيدا عن الدين، و بعدها أندم على كل ذلك عندما أموت... أنا أؤومن بالله إيمانا مطلقا، أؤومن بيوم القيامة، لكن أكره فكرة الالتزام بالدين... أرجوكم لا تتجاهلوا رسالتي

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

أولا: مما كتبته فنحن على يقين أنّ فيك من الخير ما سيدفعك إلى الرجوع إلى الله، والبحث عن الحقّ، وتتبّع الخير، ويجب أن يكون عندك هذا اليقين أيضًا.

أمّا عدم قناعتك بالدين فسببها في الغالب رؤية بعض الأشخاص من حولك ممن تظنّ أنّهم يمثّلون الدين وهم يخطئون، وهذا تصوّر خاطئ يقع فيه كثير من شبابنا، فليس ثمة شخص يمثّل الإسلام، وليس ثمة شخص معصوم، بل كلّ واحد من البشر يصيب ويخطئ، ولا يصلح واحد منهم مثالا للدين أو ممثلا للدين.

وقد يكون من المناسب أن تبحث عن الأسباب الحقيقية لعدم قناعتك بالدين، مع إيمانك بالله تعالى واليوم الآخر.

وعدم القناعة بالدين تتناقض مع الإيمان بالله؛ إذا الإيمان الكامل بالله تعالى لا بد أن يدفع الإنسان إلى حسن الظنّ به، وإلى اليقين بعدله التام وحكمته البالغة، ومن حكمته ألا يخلق الخلق فيدعهم دون رسول يوجّههم إليه ويدلّهم عليه، وليس معقولا أن يترك الرسول بلا رسالة ولا كتاب يخلد بخلود البشرية، وهذا من أبسط مقتضيات الحكمة، فكيف يعذّب من لم يرشد ويوجّه ويوضّح للناس الحقّ من الباطل؟

ولا ريب أنّ من خلق الناس في هذه الحياة امتحانا وابتلاء لهم؛ لينجو من ينجو منهم باتّباع توجيهاته وإرشاداته وتشريعاته، ويهلك من هلك منهم بإنكار تلك التوجيهات والتشريعات.

فالثواب والعقاب في الآخرة لا بدّ أن يترتبا على تنفيذ أوامره سبحانه واجتناب نواهيه.

فالتزم ما أمرك به خالقك ورازقك تنجو إن شاء الله

وتفكّر فيمن يموت من الناس تدرك أنك لا محالة ستلاقي هذا المصير وإن بعد حين، فاعمل لذلك اليوم.

وفقك الله وأعانك


التعليقات