غشاء البكارة، زائدةٌ دوديّةٌ أخرى؟

الأمر الهامّ، والعلميّ، والمنطقيّ، والبسيط جدّاً، الذي يجب أن تعيه كلّ فتاةٍ عاقلةٍ تعرف مصلحة نفسها؛ هو أنّ وصول الرجل إلى جسد المرأة، وقضاءَ وَطَرِه منها، أمرٌ يختلف تماماً، في طبيعته ودرجة خطورته ونتائجه المريرة، عليها، وعلى أسرتها، وعلى المجتمع، عن وصول المرأة إلى جسد الرجل.

لو أشيع عن رجلٍ تقدّم للزواج من فتاةٍ ما؛ أنه كان زِير نساء، ثمّ تابَ الله عليه وقرّر أن يعتصم بالحلال ويتزوّج، لَتَقبّلَه، ربّما، معظمُ العائلات زوجاً لابنتهم، وتناسوا سوابقه وماضيه المشين مع النساء.

ولكنّ الحالة ستختلف تماماً مع المرأة.

إنّ الأنثى التي فرّطت بعذريّتها لن تجد أمامها الكثير من الفرص للزواج من رجلٍ يَقبل أن يكون لزوجته سجلٌّ شاركه فيه، جسديّاً، إنسانٌ آخر قبله، ومن غير رابطٍ شرعيّ يربط بينهما، دعك ممّا قد يكون قد ترتّب على هذه المشاركة من احتمالات الحمل، والولادة، أو ربّما الإجهاض، ثمّ ما ترتّب على كلّ ذلك من نتائج مريرةٍ، صحّيةٍ ونفسيّةٍ واجتماعيّةٍ، على المرأة.

قد نتساءل، بل لا بدّ أن نتساءل، ولا سيّما أولئك الذين يصرّون منّا على أنّ المرأة والرجل متساويان في كلّ شيء: لماذا اختصّ الله الأنثى بغشاء البكارة دون الرجل، تماماً كما اختصّها بالثديين، وبالرحم، وبالدورة الشهريّة؟ وما السرّ في اجتماع هذه الخصيصة الدقيقة: غشاء البكارة، جنباً إلى جنب مع الخصوصيّات الأنثويّة الثلاث الأخرى، عند المرأة دون الرجل؟

أليس الزنى هو الزنى، والذنب هو الذنب، وعقوبة السماء على الاثنين هي العقوبة؟ فلمَ اختصّ الله المرأة بهذا (الترمومتر) الاختباريّ العجيب دون الرجل، ولمَ كان في مثلِ هذه الهشاشة وسرعة العطب، ولمَ جاء في هذا الموضع الدقيق من جسدها؟

أيمكن أن يكون السبب مجرّد عقوبةٍ عاجلةٍ للمرأة، وفضحِها أمام الخلق إذا زلّت مثل تلك الزلّة قبل الزواج؟ ولماذا تنحصر تلك العقوبة في المرأة دون الرجل؟ هل جاء كلّ هذا عبثاً؟ أم هو خطأٌ خَلقيّ عامٌّ في المرأة لا يعدو أن يكون قد حدث سهواً؟ أم لدى السماء أسبابٌ أخرى تخصّ المرأة وحدها، أكثر جدّيةً وخطورة؟

اللباس المحتشم، الحجاب، الاختباء، الحياء، الصوت المنخفض، غشاء البكارة، كلّها جداول صغيرةٌ متعدّدةٌ تصبّ في بحيرةٍ واحدةٍ اسمها: التمنّع. إنّه أظهرُ صفةٍ للأنثى تمتاز بها على الذكر.

المزيد من التمنّع؛ يعني المزيد من الأنوثة، يعني المزيد من اقتراب المرأة من وصفها واستحقاقها لاسمها الطبيعيّ، والسماويّ، والأرضيّ، والكامل: امرأة.

لو أريد لغشاء البكارة أن يدافع عن سبب وجوده، وعن سبب اختيار الموضع الذي أريد له، وليس أيّ موضعٍ آخر من الجسد، لقال: إنّ أعضاء الجسد الأخرى إنّما هي أدواتٌ تمهّد للعمل الجنسيّ، أو الزنى، ليس أكثر، وإذا كان لتلك الأعضاء أن تمارِس مثل هذا العمل، فبشكلٍ نظريٍّ تخيّليٍّ لا أكثر. وقد لا ينجو إنسانٌ من مثل هذا النوع من الزنى، بل ربّما كان "لا محالة" من الوقوع فيه، كما يؤكّد لنا النبيّ (ص)، ولكنّ غشاء البكارة هو كلمة المرور السرّيّة، والحارس الأمين الخاصّ لعفّة المرأة، والخاتم الشمعيّ الأحمر، والدليل الفيزيائيّ الطبيعيّ الملموس الذي يصدّق ذلك، على المرأة دون الرجل، أو يكذّبه:

- عنْ أبي هريرةَ عنِ النبيِّ (ص) قال: "إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَى، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ. فَزِنَى العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَى اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُه". [متّفق عليه]

وهو نفسُه موقف العهد الجديد من هذا الأمر، وإن كان أكثر تشدّداً ومبالغةً في التحذير منه، لأنّه يُوعِد صاحبَه بنار جهنّم، كما يؤكّد النصّ الإنجيليّ على لسان المسيح (ع):

- 27 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لا تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلا يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ [متّى: 5: 27-30]

أمّا العهد القديم فيعدّ هذا الغشاء عنواناً للفتاة الحقيقيّة، فلا تكون امرأةً كاملةً إلّا به، ومن حقّ الرجل، بل من واجبه، ألّا يتزوّجها إذا فقدته، أيّاً كان السبب في فقدانها له، حتّى إن كان هذا السبب هو الزواج السابق من رجلٍ آخر:

- 13  هذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14 أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ، بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً. [لاويّين: 21: 13-14]

ولا تقف مسألة فقدان الفتاة لغشاء بكارتها، لو ثبتت، عند هذا الحدّ من الرفض والاستهجان في العهد القديم، بل يترتّب على ذلك أن تُخرَج من بيت أبيها، لو كانت زانية، ليرجمها الرجال أمام بيتها حتّى الموت:

- 13 إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا أَبْغَضَهَا،14 وَنَسَبَ إِلَيْهَا أَسْبَابَ كَلاَمٍ، وَأَشَاعَ عَنْهَا اسْمًا رَدِيًّا، وَقَالَ: هذِهِ الْمَرْأَةُ اتَّخَذْتُهَا وَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهَا لَمْ أَجِدْ لَهَا عُذْرَةً.15  يَأْخُذُ الْفَتَاةَ أَبُوهَا وَأُمُّهَا وَيُخْرِجَانِ عَلاَمَةَ عُذْرَتِهَا إِلَى شُيُوخِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَابِ،16 وَيَقُولُ أَبُو الْفَتَاةِ لِلشُّيُوخِ: أَعْطَيْتُ هذَا الرَّجُلَ ابْنَتِي زَوْجَةً فَأَبْغَضَهَا.17 وَهَا هُوَ قَدْ جَعَلَ أَسْبَابَ كَلاَمٍ قَائِلًا: لَمْ أَجِدْ لِبِنْتِكَ عُذْرَةً. وَهذِهِ عَلاَمَةُ عُذْرَةِ ابْنَتِي. وَيَبْسُطَانِ الثَّوْبَ أَمَامَ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ.18 فَيَأْخُذُ شُيُوخُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الرَّجُلَ وَيُؤَدِّبُونَهُ19 وَيُغْرِمُونَهُ بِمِئَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَيُعْطُونَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ، لأَنَّهُ أَشَاعَ اسْمًا رَدِيًّا عَنْ عَذْرَاءَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَتَكُونُ لَهُ زَوْجَةً. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِه.20  وَلكِنْ إِنْ كَانَ هذَا الأَمْرُ صَحِيحًا، لَمْ تُوجَدْ عُذْرَةٌ لِلْفَتَاةِ.21  يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. [تثنية: 22: 13-21]

بل أضفت اللغة الإنكليزيّة، ومعها لغاتٌ لاتينيّةٌ أخرى طبعاً، صبغة القداسة على غشاء البكارة عندما أعطته اسم إله الزواج عند اليونان (hymen)، وتجاوزت ذلك إلى ربط هذه التسمية بالترانيم الدينيّة الكنسيّة فأعطتها اسم (hymn)، مثلما اشتقّت منها تسمية أغاني الزفاف أيضاً (hymeneal). 

إنّ لكلّ قطعةٍ في الجهاز الكهربائيّ، مهما صغرت ودَقّت، دورها الهامّ في أداء هذا الجهاز لوظيفته بشكلٍ صحيح. وبدهيٌّ أن يكون لكلّ عضوٍ في جسدنا البشريّ، مهما دقّ أو صغر، حتّى الزائدة الدوديّة، دوره الهامّ في أداء هذا الجسد لوظيفته التي أريد له أن يؤدّيها.

ولكنّ التدهور السريع، والمخيف، في علاقة الغرب مع الله، وفي إدارته ظهرَه لقوانين السماء، ولربّ السماء، وكنتيجةٍ طبيعيّةٍ لإلغاء دور غشاء البكارة، إلغاءً شبه كاملٍ، من مسرح الحياة الغربيّة، كلّ ذلك أدّى ببعضهم إلى أن يستهين بأمره، فينظر إليه على أنّه مجرّد قطعةٍ زائدةٍ لا أهمّية لها في جسم المرأة. بل ربّما تجاوزوا ذلك إلى إنكار الاعتراف بوجوده أصلاً، ولْتَقُلِ السماء في هذا الأمر، والعِلم والعلماء، والعقل والبصر والمشاعر والحواسّ، ما شاءت أن تقول.

وتصف الكاتبة البريطانيّة (صوفيا سميث غيللر) هذا الغشاء في كتابها (أنْ تَفقديه: التربية الجنسيّة في القرن الحادي والعشرين)  بأنّه:

1-        مجرّد "أسطورة"،

2-        لا علاقة له من قريبٍ أو بعيدٍ بعذريّة الفتاة، فوجوده أو عدم وجوده سواء،

3-        بعض الفتيات يولَدنَ من غيره أصلاً،

4-        وبعضهنّ يفقدنه، ليس بالمعاشرة الجنسيّة، بل بتأثير طبيعة عملهنّ، أو نتيجةً للتمرينات الرياضيّة الشاقّة، أو بحادثٍ عَرَضيّ،

5-        بل إنّ بعضهنّ يحتفظن به رغم ممارستهنّ للعمل الجنسيّ،

6-        وأنّ مَن فقَدَتْه تستطيع تعويضه بالعمل الجراحي لو أرادت،

7-        وأنّ بعض الدول في الشرق وفي الغرب، من أجل ذلك، قد أوقفت السماح بإجراء اختبار العذريّة على الفتيات بأيّ عذرٍ كان...

وهكذا تأتي، لإثبات مقولتها، بمجموعةٍ من الحالات النادرة، أو الشاذّة، التي إن دلّت على شيءٍ فليس إلّا على أنّها إثباتٌ وتأكيدٌ للقاعدة، وهي لا تتجاوز، في أعلى الأرقام، حالةً واحدةً في الألف، وربّما المليون، أيّ شيءٍ، إلّا أن تعترف الكاتبة بأنّ لهذا الغشاء علاقةً وجوديّةً بالسماء، أو بنصوص السماء، أو بأهمّية العذريّة، أو بتأكيد الأنوثة، أو، وعلى رأس كلّ هذا، أن تعترف بحقيقة أنّه تكرمةٌ خاصّةٌ جدّاً وغير عاديّةٍ من الله للمرأة، تضفي عليها هالةً من القدسيّة، وتمنحها شهادةً، ليست كأيّة شهادةٍ أرضيّةٍ تقليديّةٍ معروفة، بالفضيلة، والعفّة، والمصداقيّة، والثقة، وأنّه يُكسِبها الكثير من الجاذبيّة، والمحبّة، والاحترام بعين الرجل، وهو الذي يبحث، بطبيعته الذكوريّة، عمّا يصبو إلى أن يجده عند المرأة من أنوثةٍ، وتمنّعٍ، وعذريّةٍ، وحياءٍ.

والمؤلّفة، في سبيل تأكيد غرضها من عدم الاعتراف بغشاء البكارة، وإلغاء دوره من حساباتنا نهائيّاً عندما نتعامل مع المرأة، تؤيّد ما تذهب إليه بعض الدول الغربيّة من ضرورة فكّ ارتباط هذا الغشاء بعذريّة الفتاة في أذهاننا، وإيجاد اسمٍ علميٍّ جديدٍ له لا علاقة له بالأنوثة أو العذريّة أو البكارة، مثل (الغشاء المهبليّ) لا أكثر.

وإذا كان "التمنّع" رمزاً للأنثى حتّى تكون أنثى، فكيف سيكون شعور الرجل حين يكتشف أنّ من تزوّجها ليست "متمنّعةً" على الإطلاق، وأنّ جسدها خالٍ من "علامة المصنع أو الصانع" التي تؤكّد له، كما أراد لها الصانع حقّاً، أنّها أنثى أصيلةٌ و"جديدةٌ" وغير مستعملةٍ سابقاً، أنثى حقيقيّةٌ وكاملة، وليست نوعاً من العملة المزوّرة، أو اللوحات المزيّفة، أو قطع الأثاث المستعملة التي أعيد طلاؤها؟

كيف ستكون ردّة فعل الرجل الحقيقيّ، أيّ رجلٍ حقيقيّ، حين يفاجأ بأنّه لم يتزوّج من "أنثى" حقيقيّةٍ و "جديدةٍ" وغير مستعملة؟

ولأنّ مِن أهمّ صفات الرجل جرأته، وإقدامه، وهيمنته، وقوّته العضليّة، وتكشّفه، وصراحته، واندفاعه، وارتفاع صوته، وهي صفاتٌ أبعد ما تكون عن خصيصة التمنّع أو الحياء، فإنّ غشاء البكارة، بخصوصيّة موضعه، وشدّة خفائه، وضعفه، وحساسيته، وكذلك بدوره "الاستقباليّ"، وبوظيفته "الاستسلاميّة"، وبطبيعته الهشّة، خلافاً لدور الرجل في العمل الجنسيّ: الدور الجريء، والعنيد، والمُبادِر، و"الاقتحاميّ"، لا يمكن، لو حدث أن وُجد مثل هذا الغشاء في جسم الرجل، ولو عن طريق الخطأ أو المصادفة، أن ينسجم مع مثل هذه الصفات الرجوليّة الخشنة، أو يتأقلم معها، وإلّا لانعكس وجوده على الوظائف الطبيعيّة لصفات الرجولة فيه، انعكاساتٍ سلبيّةً ضارّةً جدّاً برجولته، من ناحية، ومن ثمّ، بممارسته لهذه الرجولة مع شريكته، وبدرجة قبولها له شريكاً "جريئاً" و "مبادِراً" في عملهما المشترك، من ناحيةٍ ثانية.

حين شاء تعالى أن يصف للمؤمنين جمال فتيات أهل الجنّة من الحور العين؛ لم يكتفِ بوصفهنّ بالتمنّع والحياء والاختفاء وغضّ البصر "وعِنْدَهُم قاصِراتُ الطَّرْفِ أتْرابٌ" [ص: 52]، و "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ" [الرحمن: 72]، بل حرص على التأكيد، وفي أكثر من آيةٍ، على أنوثتهنّ الكاملة التي تتجلّى بحفاظهنّ على ما لا يمكن أن تكتمل الأنوثة إلّا به: "عذريّتهنَّ"، وعلى أنّ أحداً من مخلوقاته لم يمسسهنّ من قبل:

- لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ [الرحمن: 74]

- إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ﴿٣٥﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿٣٦﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿٣٧﴾ [الواقعة: 35-37]

ولو نظرتْ كلّ أنثى إلى أنوثتها، وإلى غشاء البكارة عندها، بمنظارين مخبريّين علميّين، وموضوعيّين، حتّى إن تخلّت في هذا عن المنظار السماويّ، ستدرك في ضميرها، إن كانت قد حافظت على هذا الضمير سليماً وحيّاً، صحّة هذه الحقائق، وقيمتها، وأهمّيّتها في حياة المرأة.

وبدهيٌّ، مع ذلك، أن يتراجع هذا الشعور الإنسانيّ، والاحترام الفطريّ، وكذلك الموضوعيّ، لغشاء البكارة، عند المرأة؛ بقدر ما يتراجع في داخلها الإيمان بخالقها، أو الاحترام الفطريّ لفكرة وجود خالقٍ يعرف تماماً ماذا يفعل، ولماذا يفعله، ولماذا خصّها دون الرجل بـ "صمّام الأمان" هذا، الذي من شأنه أن يمنحها المزيد من الأنوثة والقدسيّة والاحترام، والمزيد من الثقة بالنفس، والمزيد من القدرة على التأثير في الرجل، وعلى استقطابه، وعلى إقناعه بنفسها، وإقناعه باختيارها.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين