غزو المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي

غزت مواقع التواصل الاجتماعي وبرامجها المتنوعة أنفس ما يملكه المجتمع وأثمن ما تحوزه البشرية بمحتويات مختلفة وموضوعات متباينة وأهداف كثيرة، بحيث يقضي الشباب والفتيات ساعات طويلة من الليل والنهار، يكون فيها متلقياً لكمّ وكيف هائلين لا يسمنان ولا يغنيان من جوع بل يضران في التركيب الأخلاقي والفكري والعقائدي والقيمي للإنسان

هل تعلم؟

أبناؤنا وبناتنا يتفاعلون تفاعلاً عجيباً فرحاً وحزناً، رضاً وغضباً، ضحكاً هستيرياً وبكاءً صارخاً، صمتاً مستمراً وصياحاً صاخباً من حيث يشعرون أو لا يشعرون مع محتويات مواقع التواصل الاجتماعي حتى صاروا كالمقيّد بين يدي سجّان أو كالميّت بين يدي مغسّل.

وذلك مع هبوط مستوى المحتويات وكثرتها، ووصول المشاهد الى درجة الإدمان في المتابعة والاعجاب، وقبول المستوى الضحل في المحتوى فضلاً عن التأثر بما يتضمنه من موضوعات.

واستساغت شريحة كبيرة من المجتمع هذه المحتويات الهابطة، واستسلمت لهذه التوجهات المنحرفة، وقبلت بهذا الواقع الافتراضي اللعين - الا ما رحم الله -

وهنا لا بدّ للعقلاء من أولياء الأمور (سلطة، آباء، أساتذة، علماء، مصلحين، مثقفين) أن ينفروا خفافاً وثقالاً، ويدعوا الى يقظة من هذه الغفلة، وتنبيه قبل الفوات، وتدارك قبل الضياع بخطة عملية واقعية سريعة مركزة واضحة المعالم محددة الأهداف بعيدة عن المؤتمرات والندوات وورش العمل، وذلك من خلال الآتي:

١- ترشيد المحتوى: وذلك بوضع خطة برامج علمية لإشغال الشباب والبنات على المستوى العائلي والمدرسي والجامعي كقراءة الكتب أو تلخيص المصادر او جمع معلومات متفرقة أو الامكانيات الفردية كالرسم والخط والشعر والمقامات الصوتية والمهن والحرف.

٢- مواجهة المحتوى: وذلك بصناعة محتويات هادفة وان لم تلق رواجاً وتفاعلاً ابتداءً ولكن بمادة كبيرة ومتكررة تحقق نجاحاً.

٣- دعم المحتوى: وذلك بالتوجيه الى دعم المحتويات الهادفة والحسابات النافعة لشخصيات وروّاد مواقع التواصل من أي بلد المهم فائدة محتوياتهم.

٤- صناعة (ترند): وذلك بالتركيز على شخصيات شبابية لها رؤية جديدة تحافظ على القيم والمبادئ ولها حضور في الواقع الافتراضي يكونون قدوات للشباب.

٥- تفعيل المواهب: وذلك باستثمار الطاقات الايجابية للشباب لعرضها في المحتوى (قراءة القرآن، النشيد الهادف، الكلمة المؤثرة، الشعر المتوازن، النصيحة السريعة، المواقف الجميلة …).

٦- ايجاد داعمين: وذلك بدعوة المصلحين الى تبني حملة انقاذ أخلاق المجتمع واسعاف ما تبقى من قيم عليا ومثل سامية.

بهذه الأفكار وغيرها لعلّنا ندرك حجم الضرر الذي يصيب مجتمعنا وتدارك ما فاتنا علماً أن حركة الهدم أسرع من الضوء وذلك يتطلب جهداً كبيراً واجتهاداً أكبر {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

*****

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين