صحة حديث: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)

نص الاستشارة :

(لا يلدغ المؤمن من جِحْر واحد مرتين) هل هذا حديث نبوي أم مثل سائر ؟ وإذا كان حديثاً فمن  أخرجه؟ وما المقصود به؟ وما سبب وروده؟

الاجابة

هو حديث نبويٌّ وَرَدَ في الصحيحين، وقد جرى مجرى المثل: لكن أول من قاله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمقصود به: أنَّ المؤمن الكامل يكون حذراً حازماً، وواعياً يقظاً ذا خبرة، يكتسبها ممَّا وقع عليه، وإذا ما خدع مرَّة من جهة معيَّنة فإنه لا يخدع من تلك الجهة مرة أخرى، وإلا فقد يخدع في حياته أكثر من مرة، لكن من جهات مختلفة وفي أوقات متباعدة.

قلنا: إنَّ المراد بالحديث أن المؤمن  الكامل هذا شأنه، وإلا فإن المؤمن المغفَّل كثيراً ما ينخدع وربما من جهة واحدة، لكن ذلك لا يخرجه عن الإيمان.

أما سبب ورود هذا الحديث فهو أن شاعراً مشركاً يدعى أبا غُرَّة الجُمَحي، خرج مع المشركين  في غزوة بدر فأسره الصحابة، فجعل يشكو الفقر وكثرة العيال فمنَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأطلقه بلا فداء، ولكن هذا المشرك عاد إلى محاربة المسلمين، فظفروا به في غزوة أحد، فعاد يتوسَّل ويكو الحاجة والعيال فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) ثم قال له: لا تمسح عارضيك بمكة وتقول: سخرت بمحمد مرتين، ثم أمر به فقتل.

 مجلة التربية الإسلامية بغداد ـ العدد 7 من السنة 22: (1400-1979)


التعليقات