شعور بتشتت و ضيعان و تناقض افكار

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته انا فتاة ابلغ من العمر 16 عام اعيش في النمسا عائلتي ليست من النوع المشتدد لكن امي تحاول ان تعلمني الطاعات دوما و بصراحة انا الاشد التزاما في الدين في عائلتي اردت ان اتحجب من 3 اشهر و من هنا بدأت التقرب من الله اكثر و اكثر بدأت فقد اشهر بالراحة عندما اصلي او اعبد الله و لكن منذ ان تحجبت بدأ يأتي افكار سخيفة و وسواس حاولت ان امنع نفسي من التفكير و قلت في نفسي هذا وسواس من الشيطان عندي صديقة هي التي شجعتني على قرار الحجاب و شجعتني على القرب من الله اكثر و الحمدلله و كلما اريد معرفة شيء اصبحت اسألها و لقد لاحظت هي انني بدأت اسال اسالة التي يسألها الملحدين ولكن انا لم اكن اريد سوا معرفة الجواب لانها كانت تأتي من دون وعي مني و كنت اتدايق و انزعج كثيرا و احيانا ابكي فجأة بدون سبب و اشعر بالاختناق و اخر فترة اصبحت انام كل يومي حتى اتجاهل تلك الافكار و منذ ان وضعت الحجاب نفسي توسوس لي ان اخلعه كنت احاول المقاومة دوما و ادعي في صلاتي ان يثبتني الله على طاعته و لكن اصبح الحجاب يؤثر على نفسيتي كثيرا رغم انني عندما وضعته كنت احبه كثيرا اصبحت اقرأ عن مصير الذي يخلع الحجاب و ما مصير غير المحجب اصبح الحجاب امر غير محتمل حيث ااني كلما اردت ان افعل شيء اقول لا انا محجبة لا اريد ان افعل ذاك اصبح يؤثر على نفسيتي بشكل غير معقول حتى اصبحت ااذي نفسي و منذ حوالي سنة كنت اعاني من مرض نفسيه اسمه اضطراب الشخصية الحدية و في ذاك الحين كنت ااذي نفسي كثيرا و افكر و زاد المرض عن حده حيث اصبحت افكر بالانتحار و حاولت الانتحار اكثر من مرة و لكن خوفي من الله كان يمنعني اصبحت اشعر الان كان المرض بدأ يرجع و لكن لم استطع اذية نفسي كما كنت افعل لانني اخاف ان ترجع تلك الايام و بالنسبة للحجاب كنت احاول التمسك فيه حتى لا اخلعه خوفا من معصية الله و ابكي بكاء شديد كل الوقت و اشعر باختناق غير معقول رغم اانني عندما وضعت الحجاب كنت احبه و لكن فجأة اصبحت اختنق منه و اشعر ان هناك حاجز بيني و بينه و كأن الحجاب قد اذاني و رغم انه حفظني اشعر شعور نفس الشعور عندما احب تحد و اصبح تختف منه عندما يأذيني و اخشى الاقتراب منه و مع ذلك احبه كذلك اصبح شعوري عن الحجاب و تفكيري كله في خلع الحجاب اقسم انني حاولت كثيرا ابعاد افكار ان لا اخلع الحجاب و لكن المشكلة اصبحت اخاف منه صرت اراه شيء مخيف و لا اعلم لماذا رغم انني احبه الى الان ولكن خوفي منه يمنعني ارتدائه اعلم ان الحجاب لا يعيق الفتاة من عيش حياتها و اعلم انني قد وسوست لنفسي كثيرا لكن للاسف اشعر انني مشتتة و ضائعة ولا استطيع تجميع افكاري ابدا حتى اصبحت اخاف من الحجاب تماما خوف غير معقول حتى خلعته بصراحة اصبحت اشعر انني اعيش حياتي اكثر كما كنت حرة ولكنني كل يوم اجلس ابكي لانني اعصي الله و اطلب من الله ان يسامحني على معصيتي له ولكنني اقسم ان الامر ليس بيدي اصبحت اخاف من الحجاب كثيرا شكل لي عقدة نفسية بسبب افكاري الوسواسية و رغم انني اعصي الله اشعر ان الله مازال يحبني و يحاول ان يشعرني براحة دوما ولكن اريد ان افعل كل شيء لارضي الله فأنا اشعر بذنب كبير انني اخاف من شيء انعمه الله عليي عندما اتذكر انني كنت اضع الحجاب اختنق و اشعر بشيء غريب و اشعر ان حياتي من دون جدوى حتى بدأ يؤثر على دراستي و حياتي الاجتماعية و كل شيء اصبح تفكيري كبه بالحجاب لدرجة انه صار يدخل احلامي لكن وعدت الله ان اضعه مرة اخرى و ادعي الله دوما ان يذهب خوفي من الحجاب و اضعه مرة ثانية احاول ان اعوض عن الحجاب و اعلم انني لا يمكنني التعويض مهما فعلت ولكن احاول ان لا اخطئ اكثر عندما وضعت الحجاب و تعمقت بالدين اصبحت اكره جميع الناس و اكره الناس التي تعصي الله من دون ان تعلم اصبحت اكره الاجتماعات و اكره الناس التي تحب اللهو حتى انني تغيرت كثيرا كنت من قبل احب الرسم و العزف و كثيرا من الاشياء تركتها كلها لانني لا اريد معصية الله رغم انني موهوبة بالرسم و العزف و عندما كنت اعزف كنت اعزف لنفسي فقط و لكنني اصبحت اكره كل شيء كان الناس يقول عنني انني اصبحت اتشدد و حتى في الفترة الاخيرة اردت ترك دراستي التي احبها لحتى ادرس شريعة و اتعمق بالدين و ادعو الناس للاسلام اصبحت كثيرة التعمق بالدين لدرجة انني اترك دراستي لاقرا عن الدين ولكن كان تفكيري يتشتت دوما و يأتي افكار كثيرة في رأسي افكار مزعجة حاولت تجاهلها كثيرة حتى اصبحت تسيطر على يومي و كل شيء ابكي بسببها لانها تخنقني اعلم ان الله نها عن التشدد و ان خير الامور اوسطها ولكن اصبح القران و الدين كل حياتي و ادمان لدرجة انني لا اريد التحدث سوا عنه و كرهت الناس التي تجهله اعيش صراع كبير بيني و بين نفسي و تناقض غير معقول لا اعلم ما الذي اعانيه و لكن حياتي مشتتة كثيرا و عقلي يكاد ان ينفجر اخاف كثيرا و بالاخص انني اعيش في مجتمع اوروبي جميع من حولي منفتح ولا يهمه الحرام من الحلال لذلك اصبحت اكره التخالط بينهنم و كرهتهم جدا لذلك السبب اردت ترك دراستني لان لا احد يفهمني و راحتي بالدين و لكن المشكلة ان الكثير من الاشياء كنت احبها و لقد تركتها لتعلقي بالدين كنت دائما طالبة متفوقة و قبل ان اتحجب كنت اعبد الله و احب قراءة القران و اداوم على الاذكار دوما و لكن لم اكن اتعمق بالدين كنت استمتع بحياتي و افعل ما احب من رسم و لعب و عزف كنت معتدلة اكثر و لكن الان اشعر انني قد ضعب تماما لم اعد اعرف ما الذي يحدث في نفسي و الذي يجب عليي فعله اشعر ان هناك حاجز بيني و بين الحجاب و خوف لا يمكن ان اوصفه لانني اراه سجن مظلم و مخيف و انا لا اريد ان ارى الحجاب بهذا الشكل لانه نعمة من عند الله ولكن ليس بيدي شيء و انا من النوع الذي يتأثر بالناس بسرعة ولكن احاول فعل الصح و اخاف الله كثيرا و عندما افعل شيء شيء ابكي كثيرا و اختنق من تأنيب الضمير اشعر انني اكفر و ان الله حزن بسبب افعالي احاول ان اقول في نفسي ان الله يعرف نيتي و يعرف ما الذي اعانيه و انني سوف اشفى من هذا التفكير يوما ما و لكنني مع ذلك اشعر بشيء سيء لانني لا اريد ان يحزن الله مني اعلم ان الله سوف يحبني دوما مهما فعبت و سوف يغفر لي و لكنني اشعر نفسي سيئة ان الله انعم عليي الكثير من النعم و يحبني و يوفقني في حياتي و انا اعصيه احاول التخفيف عن نفسي ولكن لا استطيع اردت اتمنى لو انني اعيش في مكان يتحدث فيه الناس فقد على الدين و ارضاء الله اعلم ان هناك حياة اخرى كالدراسة و التسلية و شيء اخر غير عبادة الله و لكن لم اعد استطع ايجاد راحة الا عندما احفظ القران و اقرا عن الدين و قرأت احاديث عن ان النبي نها الانسان على التعمق بالدين بهذه الطريقة و بسرعة لقد تعمقت بامور غريبة يجب ان ادرسها خطوة خطوة حتى اعرفها ولكن فات الاوان و الان لقد عرفت انني اذيت نفسي كثيرا دون ان اشعر منذ ان خلعت الحجاب اشعر انني اصبحت اتعامل مع الناس بلطف اكثر من قبل حتى انني اصبحت اطيع امي اكثر و احاول ارضائها و اصبحت اتجنب الاخطاء اكثر دون معاناة و لكن فكرة انني اعصي الله في خلع الحجاب تخنقني و ابكي طوال الوقت بسببها لان اشعر ان هناك حاجز بيني و بين شيء احبه اخاف منه شعور غريب لا اعرف كيف اوصفه و كأن هناك من عمل لي سحر حتى يبعدني عن الشيء الذي احبه ارجو منكم المساعدة ولله اشعر بالضيعان و تشتت الافكار و تناقض بالافكار كثيرا جزاكم الله خيرا

الاجابة

الأخت السائلة الكريم

حرصك على معرفة الحكم الشرعي في هذه المسائل يدلّ على تقوى الله تعالى الذي في قلبك فنسأل الله أن يبارك لك في تقواك وأن يرزقك الحرص على طاعته مهما كانت التحديات

ولا ريب أن من يعيش في البلاد الغربية يواجه كثيرًا من الصعوبات من أجل التمسّك بدينه؛ وكلّ ذلك ممّا يثاب عليه إن شاء الله تعالى. فلا تلتفي إلى تنمّر المجتمع من حولك عليك، ولا إلى الأوصاف التي يطلقونها على المحجبات، واعلمي أنك على الحق فاثبتي ورابطي وكوني قدوة حسنة لمن يراك في سلوكك وهدوئك واحترامك لنفسك ولحجابك، واعلمي أن لك أجر كلّ من رأتك فأعجبها التزامك بدينك فالتزمت أو دعت غيرها إلى الالتزام.

واعلمي أن الشيطان يوسوس للإنسان إن علم أنه يمكن أن يحرف تفكيره، أو ظنّ أنّه يمكن أن يحمله على المعصية؛ أمّا إن آنس الشيطان منك صدًّا وعدم تفكيرٍ فيما يقوله، وردًّا كاملا مطلقًا لأي فكرةٍ يأتيك بها؛ فلا يمكنه أن يستمرّ في الوسوسة.

ولذلك فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن قبول الوسوسة والانصياع لأوامر الشيطان، بل أمر في بعض الأحيان بالتعوّذ من الشيطان، وجعله حلاًّ لمشكلةٍ نفسيّةٍ أو عقليّة في فكر الإنسان، مع تكرّر أمره المستمرّ بالتفكّر والتعقّل، فقال: (فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم)، وذلك في حالة تكرّر وسوسته له بسؤاله عن الخلق وخالقهم! فليس هذا من مجال تفكّر الإنسان المطلوب شرعًا.

فاكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأخلصي لله تعالى، واقرأي ما ينفعك من كتب تثبّت الإيمان في قلبك. 

والله أعلم


التعليقات