سيذكر التاريخ أن الشعب السوري لم ينكسر

 

-1-

سيذكر التاريخ أن الشعب السوري ثار ذات يوم على واحد من أسوأ أنظمة القمع في الدنيا، فأطلق عليه النظامُ المجرم جيشاً هائلاً تبلغ عدته ثلث مليون جندي، وقصفَه بالصواريخ البالستية ومدفعية الميدان الثقيلة وبالطيارات والبراميل المتفجرة وبالغازات السامة، لكنه عجز عن هزيمة الثورة.

 

-2-

سيذكر التاريخ أن الشعب السوري ثار ذات يوم، فألقت أقوى دولة في الإقليم بثقلها للقضاء على ثورته، فسيّرت أسطولاً جوياً ينقل الدعم العسكري بلا توقف، وأنفقت عشرات المليارات من الدولارات بلا حساب، وجيّشت عشرات الآلاف من مجرمي المليشيات الطائفية، لكنها عجزت عن هزيمة الثورة.

 

-3-

سيذكر التاريخ أن الشعب السوري ثار ذات يوم، فأعلنت عليه الحربَ واحدةٌ من أقوى دول الأرض وقصفته بأحدث الأسلحة وأقوى الأسلحة وأفتك الأسلحة، وأوقدت السماء فوق رأسه ناراً وأحرقت من تحت أرجله الأرض، لكنها عجزت عن هزيمة الثورة.

 

-4-

سيذكر التاريخ أن الشعب السوري ثار ذات يوم، فخذله الأقربون وتواطأ عليه الأبعدون، ثم تآمرت عليه أقوى دول الأرض فحاصرت ثورته وحرّمت على مشرّديه أن يأمنوا في مناطق آمنة وحرمته من السلاح الفعال الذي احتاج إليه لردّ عدوان المعتدين، لكنها عجزت عن هزيمة الثورة.

 

-5-

سيذكر التاريخ أن الشعب السوري ثار ذات يوم، فجمعوا له الغلاة من أنحاء الأرض ونَظَموهم في عصابة اسمها داعش، ثم قذفوه بها فراحت تأكل ثورته من أطرافها، ثم اخترقتها بالخبث والغدر حتى وصلت إلى أعماقها فاغتالت قادتها وبطشت بخيار مجاهديها، لكنها عجزت عن هزيمة الثورة.

 

-6-

سيذكر التاريخ أن شعباً ثار على واحد من أسوأ الأنظمة القمعية في التاريخ، فقدّم نصف مليون شهيد وملايين المعتقلين والمعذبين والمشردين، ولمّا ذهب مفاوضوه لتمثيله في التفاوض مع القوى المعتدية والظالمة والمتواطئة كانت وصيته لوفد التفاوض: "لا تتنازل".

 

-7-

إن شعباً بدأ ثورته بهتاف "الموت ولا المذلة" وصبر عليه قولاً وعملاً خمسَ سنين، وما يزال يقول: "لا نساوم ولا نتنازل، الموت ولا المذلة"... إن شبعاً وقف هذا الموقف الرجولي البطولي المذهل لَشَعبٌ يستحق أن يكون له تحت الشمس مكان. إنه شعب جدير بالحياة، إنه شعب أبيٌّ على الانكسار، إنه شعب يستحق الانتصار.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين