سيدنا عثمان بن عفان وشراء الجنة؟

نص الاستشارة :

قرأت في كتب السير أن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قد اشترى الجنة مرتين، أولاً : ما صحة هذا الخبر ؟ ثانياً : كيف يمكنني أن أسير على خطاه في هذا الزمان؟ ثالثاً : كيف يمكن التوفيق بين هذه القصة (إن صحت) وما تفعله البابوية النصرانية بصكوك الغفران وأراضي الجنة؟ بارك الله فيكم وأحسن إليكم

الاجابة

نعم ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه و سلم بشر عثمان رضي الله عنه مرتين ، فقد روى الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : اشترى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الجنة من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مرتين : بيع الحق، حيث حفر بير معونة ، وحيث جهز جيش العسرة . قال الذهبي: صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . والمقصود هنا البشارة بالجنة، وأكد ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم لما جهز عثمان رضي الله عنه جيش العسرة: "ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم" ويؤكد ذلك أنه لما ندب النبي صلى الله عليه و سلم لشراء بئر رومة وجعلها للمسلمين، ففعل عثمان رضي الله عنه فبشره النبي صلى الله عليه و سلم بعين في الجنة، ووردت في ذلك روايات عديدة ، كل ذلك يحمل على البشارة لعثمان بالجنة حتى صار من العشرة المبشرين بالجنة، وإذا أردت أن تكون على خطاه فابذل ما تستطيع في خدمة الدين و نصرته و نصرة أهله الصادقين العاملين المخلصين، و أما سؤالك عما سمي وعرف باسم صكوك الغفران التي كانت تبيعها الكنيسة فهي مظهر آخر من مظاهر انحراف الكنيسة و سدنتها ، فالذي بَشر عثمان رضي الله عنه هو النبي الذي يوحى إليه ، و عثمان إنما استحق ذلك عن عمل و بذل لهذا الدين و أهله، و المال الذي بذل إنما بذل لعموم المسلمين و ليس لشخص النبي صلى الله عليه و سلم ، في حين أن الذي يدعي ذلك في الكنيسة إنما هو شخص طامع بأموال الناس يأخذها و يضعها في جيبه و ربما باع هذا الوهم الذي سمي صكا لأسفل السافلين في ذلك الزمان فشتان شتان بين هذا و هذا ، أسأل الله تعالى أن يحفظك من وساوس الشياطين ومكر الماكرين، إنه سميع مجيب 


التعليقات