سؤال الأصالة والنسخة الأولى في مُدوَّنات الحديث بين المحدِّثين والمستشرقين.. مُدوَّنةُ الزُّهريِّ وصحيحُ البخاريِّ أنموذجًا

التقديم للبحث:

جاءت مرحلة الدراسات الاستشراقية وهي تحمل معها أسئلة جديدة متجهة لعلوم الحديث وتاريخ نشأته، تحمل الأبعاد الفكرية والفلسفية للحضارة التي نشأت فيها تلك الدراسات. وتسعى هذه الدراسة إلى الوقوف عند أحد هذه الأسئلة الشائعة، وهو سؤال الأصالة "Originality" الذي كثيرا ما يتكرر في الدرس القرآن والحديثي على ألسنة كلٍ من المستشرقين ومن بعدهم الحداثيين، ومرادهم منه البحث عن النسخة الأصلية المكتوبة الأولى "The oldest text" للنصوص الإسلامية التأسيسية، وذلك عند البحث في نشأتها وتطورها.

وغاية هذه الدارسة هي تحليل هذا السؤال من جهتين معا تأصيلية وتطبيقية، فأما الجهة التأصيلية فهي بالبحث عن الأسس المنهجية التي تم طرح السؤال على ضوئها. وكذلك بالبحث عن أثر الثقافة الغربية التي تعلي في سياق التوثيق مِن شأن الوثيقة المكتوبة فحسب، دون الشفهية. وأما الجهة التطبيقية، فتختار الدراسة أنموذجين متصلين بهذا السؤال وكلاهما مما تم طرحه في الدرس الاستشراقي والحداثي أيضا.

الأنموذج الأول: يعالج النسخة الأصلية من الدفاتر التي اشتغل عليها الزهري بأمر من الخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز، أين تلك الدفاتر وما حلَّ بها؟ وهل لها حضور في الأسانيد والسنن والمسانيد وجوامع الحديث، أم أنها اختفت من الأصول الحديثية؟

الأنموذج الثاني: يعالج النسخة الأولى من صحيح البخاري، أين هي وما أقدم نسخة خطية له وصلتنا؟ وهل نقرُّ بفقدان النسخة الأم له أم لا؟ وما أثر فقدانها أصلا في مصداقية الكتاب؟
تسعى الدراسة لتقديم أجوبة علمية موضوعية عن هذه النماذج والتساؤلات، وتثبت أن السؤال أصلا غير مشروع لأنه نابع من غير أصول الثقافة الإسلامية، ثم تبحث عن أدوات المحدثين في الإجابة عنهما بعيدا عن تأثير الثقافة الغربية في ذلك.

الكلمات المفتاحية: الحديث، الاستشراق، النسخة الأولى، الوثيقة الأصلية، الزهري، البخاري

 

تحميل الملف