زواج الأقارب

نص الاستشارة :

السلام عليكم،انا شاب عمري 28 سنة بدون عمل ،لدي رغبة شديدة في الزواج ،احاول اصلاح نفسي والالتزام بديننا الحنيف افكر في الزواج من ابنة خالتي التي تدرس الشريعة رغم انها لم تنشأ في بيئة اسلاميه صحيحة لكنها تأثرت بدراستها وتصلح من نفسها ،لكنني متردد في التقدم لخطبتها لانني بدون عمل،وكذلك فكرة زواج الاقارب وما يترتب عنها من مشاكل عائلية ومشاكل صحية لدى الاطفال وفي نفس الوقت اخاف ان اضيعها فهي فتاة تجمع بين الدين والجمال والاخلاق وكما تعلمون قليلا ما تجتمع هذه الصفات في فتاة معينة ،لا اعلم هل اتقدم لخطبتها وننتظر حتى تتيسر امور العمل ام اتخلى عن فكرة الزواج منها وانتظر حتى اجد عملا جيدا وابحث عن غيرها من الصالحات

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

يجب على الشباب الزواج امتثالاً لأمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وجاء)، وفي زمن اشتداد الفتن وانتشارها في زماننا صار الغالب هو وجوب الزواج، فهو ما يعفّ الإنسان معه نفسه في زمن انتشار الشهوات وفشوّ المعاصي وسهولة ارتكاب كثيرٍ من أنواعها التي لم يكن يعرفها السابقون كالنظر إلى ما حرّم الله في وسائل التواصل وغيرها.

والزواج بالأقارب ليس منهيًّا عنه نهيًا صريحا صحيحا، بل هو نهي محتمل للكراهة فحسب، فالأولى ألا يتزوّج الإنسان من أقربائه لئلا يقع له من المشاكل ما يقع بين الزوجين فينتقل إلى الأسرتين، وتتشتت الأسر بذلك، وهو من حرص الإسلام على استمرار العلاقات الأسرية والاجتماعية صحيحة في المجتمع بشكل عام.

ومن يتزوّج يغنه الله تعالى، ويأتيه برزقه ورزق من أجب عليه النفقة عليها، فالزواج وطلب الاستعفاف بما أحلّ الله تعالى باب من أبواب الرزق والكسب المشروع، وهو كذلك باب من أبواب الخير بتكوين أسرة مسلمة ملتزمة، فلا يجعلنّ الإنسان الحالة الماديّة الراهنة عائقًا دون الزواج، وليحسن الظنّ بربه وأنّه سيرزقه ويبارك له، وليعمل ليكسب ويزيد رزقه والله تعالى يوفقه مع كثرة المسؤوليات لمزيد من الكسب المباح إن شاء الله

فلا نرى مانعا من جواز تزوجّك بها إن قبلت بوضعك الحالي وعلمت بتفاصيله، والله يرزقكم إن شاء الله.

والله أعلم

 


التعليقات