رمضانيات

 

• ذكرى عالم:

في (12) من رمضان سنة 597 هـ (أي قبل 840 سنة) تُوفي في بغداد الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي، وكان تشييعه يومًا مشهودًا خرجتْ فيه عشرات الألوف من محبيه، وأفطر أناس من شدة الحر! ودُفِنَ في مقبرة الإمام أحمد (في الكاظمية اليوم).

 

وقبل رجوع المشيعين تُوفيت جارية كان الشيخ يهواها، ودُفِنتْ عنده، وعدَّ البغداديون هذا مِنْ كرامات الشيخ!

وترَكَ بعدَهُ ذرية منها ابنُه يوسف الذي أصبح من كبار رجال الدولة العباسية.

(ويوسف قتله هولاكو مع الخليفة المستعصم، هو وأبناؤه الثلاثة، وكانوا علماء نبغاء).

وانتشرت مؤلفات ابن الجوزي في آفاق الدنيا...

وما زال الناسُ ينتفعون بها...

رحمه الله.

*********

 

• الشيخ الإمام محمد أنور شاه الكشميري (1352-1292) والقرآن:

قال تلميذُه الشيخ يوسف البنوري:

(وكان يتلو القرآنَ في رمضان بغاية تدبُّر.

فكان يُمضي يومًا قميطًا[1] مِنْ بعد صلاة الفجر إلى الأصيل في جزءٍ واحدٍ.

وربما كان يقفُ في آيةٍ عدةَ ساعات يمري أخلافَ فكرِه.

وربما كان يبقى سنين في التأمُّل في بعض المُشكلات حتى يبلغ إلى درك البحر فيُخرج اللآلى المكنونة.

وكان مِنْ شريفِ دأبهِ إذا عنَّ له مُشكلٌ مِنْ مشكلاته يتوخّى لحله أسفارَ أعيانٍ من الأمة الذين لهم عنايةٌ قويةٌ بأمثالِ هذه العويصات، فإنْ فازَ بشيءٍ أحالَ عليه في مذكرته.

وإلا فكان يُطيل الفكر، ويُرسل النظر، ويُبعد الغورَ والتأمُّل، فإذا سنحَ له سانحٌ أو بدا بارحٌ قيّده، فاجتمعتْ في "مذكرته الخاصة بالقرآن" مادةٌ جمّةٌ غزيرةٌ)[2].

*******

 

• منجزات علمية في رمضان:

كنتُ نشرتُ في هذا الموقع بتاريخ 10/7/2014م مقالًا جمعتُ فيه طائفة من الكتب التي ألّفها أصحابُها في رمضان أو فرغوا منها فيه، ويُضافُ عليها:

• "مُثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن" لابن الجوزي، فرغ منه في العشر الأوسط من رمضان سنه 553هـ.

• "ثبت" الشيخ عبدالله بن محمد الشبراوي (ت: 1171هـ)، فرغ منه في أواخر رمضان سنة 1142هـ.

• "أبو هريرة راوية الإسلام وسيّد الحُفاظ الأثبات" للأستاذ عبدالستار الشيخ، وقد فرغ منه في دبي ليلة عيد الفطر سنة 1423هـ.

*******

 

‏• كان أبي يجمع الأسرة في ليالي رمضان –لا سيما النساء- ويصلي بهم التراويح.

لا أنسى تلك الليالي في باحة البيت تحتَ عريشِ العنب، والنسيمُ يهبُّ علينا.

*******

 

• من مفكرة ليلة رمضانية:

الليلة كان لا بُدَّ من مفارقة الإمام في قنوت الوتر، فقد لحنَ كثيرًا! وأطال إطالة منكرة، وجاء بأدعيةٍ لا يربطُ بينها رابط، وكان مرة يدعو بصيغة الجمع، ومرة بصيغة المفرد!

*******

• غاب الإمامُ وتقدم المؤذِّن (باكستاني) فصلى...

قرأ في الوتر المعوذتين ثم الإخلاص! وقرأ (كفوا أحد) بسكون الفاء، ونبهتُه بلطفٍ فقال: هيَ هكذا في المصحف!

*******

 

• مصلٍّ يسأل:

وقف إلى جانبي رجلٌ آذاني برائحته وجُشائه، وتسبَّبَ في التشويش على خشوعي وحضوري، فهل لي أنْ أنتقل من مكاني في الصف إلى مكانٍ آخر؟

الجواب: نعم.

*******

 

• سؤال:

أنا شافعي وبعضُ الأئمة لا يدعُ في التراويح فراغًا بين الفاتحة وما يقرؤه بعدها، أو يقرأ آية واحدة، فهل لي أنْ أقلد مَنْ لا يقرأ الفاتحة؟

الجواب: نعم.

*******

• سؤال:

هل عليَّ إخراج زكاة الفطر عن أسرتي؟

الجواب: قال صاحبُ (الزُّبد):

والمسلمُ الحرُّ عليه فطرتُه **** وفطرةُ الذي عليه مؤنتُه

*******

 

• أنصحُ الأئمة الذين لا يقرؤون القرآنَ كاملًا في صلاة التراويح أن يُكثروا من قراءة السُّور المكية فإنَّ لها وقعًا كبيرًا على المُصلين، وأثرًا سريعًا واضحًا في اندماجهم بما يسمعون.

*******

 

• للعلامة عبدالحي اللكنوي (ت: 1304هـ) كتابٌ مهمٌّ بعنوان:

(ردع الإخوان عن مُحْدثات آخر جمعة رمضان).

وهو مطبوع بعناية الشيخ مجد مكي في دار البشائر الإسلامية ببيروت سنة 1420هـ.

 

[1] أي كاملًا تامًا.

[2] نفحة العنبر في حياة إمام العصر الشيخ أنور ص 39.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين