الناس فيما يصيب المسلمين من نكبات وابتلاءات أقسام:
فمنهم من لا يكترث بها، ولا يعيرها اهتمامه ما دامت لا تؤثر على مصالحه ،ولا تنقص من أهوائه وشهواته .
ولا حديث مع مثل هذا لأنه منسلخ عن دينه وانتمائه لأمته .
ومنهم من ينظر إلى ما عليه المسلمون من وضع استثنائي من الضعف والمهانة والاستذلال وما ينبغي أن يكونوا عليه من عز وتمكين وحضارة = فيتألم لما يجري للمسلمين حوله ؛
لكنه يعلل نفسه بما يسمى
ب (رفاهية اليأس) وهو: أن يسكن ألمه ويميت ، إحساسه باليأس من التغيير ،وفقدان الأمل في إغاثة الملهوف أو نصرة المظلوم ؛
فيريح نفسه من تأنيب ضميره ، ووجع الألم الذي ينبغي أن يعتصر قلبه لآلام إخوانه من المسلمين .
وثم قسم ثالث هم قطب الرحى وقبة الفلك ومن على أيديهم يرحم الله هذه الأمة ويغيثها .
وهم الذين يبذلون وسعهم ويستفرغون جهدهم في إغاثة إخوانهم ومواساتهم :
إما بالجهاد بالسيف والسنان مع القدرة
أو بالحجة واللسان ونشر القضايا وبثها
أو بإغاثة المنكوبين بالأموال
أو بالدعاء والتضرع والابتهال
وهذا في الحقيقة هو الواجب على جميع المسلمين
أخرج أبوداود وغيره عَنْ عبدالله بن عمرو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ .
وأخرج الشيخان عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ".
نسأل الله لإخواننا في بلاد المسلمين لاسيما في الشام الحبيب الجريح فرجا قريبا ونصرا عاجلا .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول